قدر الله كان أسرع ..فلبت نداء ربها وحُرمت من إحتضان ابنها "بسام أبو عكر"
فلسطين اليوم-غزة
هي أوقات صعبة, أن تفتقد التي حملتك وربتك وسهرت على راحتك, أن تفتقد والدتك وأنت في الأسر بعيداً عنها, لم تراها منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات, وأملها الوحيد قبل وفاتها أن تراك وأن تحضنك, شعورٌ مؤلم وصعبُ الوصف.
وقالت زوجة الأسير أبو عكر "أم بلال" لـ "مهجة القدس": إن الحاجة معزوزة إبراهيم أبو عكر "أم الأسير بسام" قد لبت نداء ربها صباح الخميس الماضي 29/12/2011 وكانت حالتها الصحية جيدة جداً, رغم أنها مصابة بالضغط والسكري.
ولفتت "أم بلال" النظر:" كان الألم يعتصر قلبها, خاصةً وأنها كانت تتوقع أن يكون اسم ابنها "بسام" ضمن الأسماء المُدرجة في صفقة التبادل "وفاء الأحرار", وحَزِنَت كثيراً لعدم خروجه في الصفقة الأخيرة, فكانت دائمة البكاء", وتابعت بالقول: قبل أيام من وفاتها كانت تبكي كثيراً, وكأنها تشعر أنها ستلقى الله ولم تراه ولم تحضنه وتضمه لصدرها كونه أكبر أبنائها.
وأكدت أن حماتها "أم بسام" لم تراه منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات, وذلك بحجة المنع الأمني من قِبل الاحتلال الإسرائيلي, الذي يعمد بشكل دائم إلى عدم منحهم تصاريح للزيارة بحجج واهية.
وبيّنت, أن الألم والحُزُن كانا شديدين بسبب وفاة حماتها وبسبب عدم وجود زوجها الأسير بسام في بيت عزاء والدته, واستدركت بالقول: " أن هذا قدر الصابرين المحتسبين وقدر المرابطين على أرض الرباط فلسطين".
بدوره؛ أكد الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس المختصة بشئون الأسرى الأسير المحرر ياسر صالح, أن عاطفة الأسير تكون جياشة ومؤثرة في السجن, ويكون وقع فقدان أحد الوالدين مؤثر جداً على نفسية الأسير.
وأوضح صالح:" أن الأسرى في السجون يحاولوا أن يخففوا على الأسير, ويقوموا بواجب العزاء, وكل الأسرى في قسمه والأقسام الأخرى يأتون إلى الغرفة المتواجد فيها الأسير ويعزوه مما يكون له أثر كبير على تخفيف معاناته".
وقال, إن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال منع الأهالي من زيارة أبنائهم إلى أن يكسر إرادة الأسرى وصمودهم من خلال منع أقرب الأقربين منه من زيارته, خاصةً والديه وحتى أبناؤه أيضاً, معتبراً أن زيارة الأهل تزيد من قوة وصلابة الأسرى في وجه السجان.
وأشار إلى أن المنع الأمني من الزيارة, هو شكل من أشكال العقاب التي تفرضها مصلحة السجون الإسرائيلية ومخابرات الاحتلال بحق الأسرى النشطاء والقياديين في السجن بهدف كسر روح الصمود لديهم. ويحرم الاحتلال الإسرائيلي المئات من عوائل وأهالي الأسرى من زيارة أبنائهم في السجون بحجج أمنية واهية من مخابراته, ليزيد من معاناتهم اليومية في الأسر وينغص حياتهم المعيشية.
ودعا صالح المؤسسات الحقوقية والإنسانية وخاصةً اللجنة الدولية للصليب الأحمر للضغط على (إسرائيل) للسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم في السجون والمعتقلات, وتحديداً أهالي أسرى قطاع غزة الممنوعين من الزيارة منذ ما يزيد عن خمس سنوات.
من الجدير بالذكر أن الأسير بسام عبد الرحمن أحمد أبو عكر من سكان مخيم عايدة قضاء بيت لحم, وهو متزوج وأب لسبعة أبناء, وكان قد اعتقل بتاريخ 1/6/2004 وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشر عاماً بتهمة الانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي وتنفيذ نشاطات عسكرية مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي, ويعتبر من قيادات الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال.