خبر الإنصات الى حماس -هآرتس

الساعة 09:03 ص|29 ديسمبر 2011

 

الإنصات الى حماس -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

على خلفية التصريحات القتالية لرئيس الاركان، الذي يهدد بانه "لن يكون مفر من حملة عسكرية واسعة اخرى في غزة"، غريب السكوت في ضوء التصريحات التاريخية لخالد مشعل. رئيس المكتب السياسي لحماس صرح هذا الاسبوع بان حماس قررت الانتقال من الانتفاضة المسلحة الى الانتفاضة الشعبية وان الاتفاق بينها وبين فتح يتضمن اقامة دولة فلسطينية في حدود 67، عاصمتها القدس الشرقية دون التخلي عن حق العودة.

        الانتفاضة الشعبية، حسب مشعل، معناها مظاهرات وعصيان مدني دون استخدام السلاح. لا يوجد هنا اعتراف باسرائيل ولا حتى هجر خيار الكفاح المسلح، الذي يبقى "كحق الشعب الفلسطيني"، ولكن لفترة ما بعد اقامة الدولة. قراءة عقلانية للواقع، كما شرح مشعل، الوضع في سوريا وانجازات الثورات الشعبية هي التي أدت بالمنظمة الى اعادة النظر في طريقها، التوقيع على اتفاق المصالحة وتغيير استراتيجية الصراع. هذه التصريحات استثنائية توضح كم يمكن للظروف السياسية ان تحدث انعطافات استراتيجية بل وايديولوجية.

        ولكن بدلا من تشجيع الاتجاه الجديد لحماس، الاعراب عن الامل وتحويلها الى حزب سياسي شرعي وتأييد اقامة حكومة فلسطينية موحدة، ردت اسرائيل بالرد العادي لها – الصمت وعدم الاكتراث تجاه التصريحات، والتهديد بحملة عسكرية. وهكذا في الوقت الذي أجادت فيه القيادة الفلسطينية قراءة الخريطة السياسية في المنطقة وتخطط للمرحلة التالية في مساعيها لتحقيق اعتراف دولي بدولة فلسطينية، تعلق اسرائيل في مفاهيمها القديمة التي أدت الى رد كل خطوة سياسية.

        في المستقبل القريب جدا ستتمكن فلسطين من ان تعرض على العالم حكومة وحدة، تسيطر على شطري فلسطين وتعتمد على برنامج سياسي متفق عليه، لا يمكن حتى للدول الرباعية أن ترفضه. اسرائيل، كما يمكن التخمين، ستقاطع الحكومة وستتخندق في زقاق فرارها من المسيرة السياسية.

        الحكومة لا يحق لها أن تتجاهل تصريحات قيادة حماس ورد الاحتمال في تحقيق وقف للنار على الاقل مع المنظمة. حيال انعطافة حماس، فان التهديد بعملية عسكرية يبدو كتهديد على بلدات الجنوب أكثر منه على قطاع غزة.