مشاورات المصالحة لم تعد تحظى باهتمام المواطنين بغزة
فلسطين اليوم-غزة
لم يعد ملف المصالحة والتطورات المتعلقة به يحظى باهتمام المواطنين كالسابق، فالكثيرون انصرفوا عن متابعة تفاصيل الاجتماعات واللقاءات التي تعقد في العاصمة المصرية القاهرة بين الفصائل، بعد أن رأوا أن تحقيق المصالحة على الأرض بات حلما بعيد المنال.
وحتى في الأحاديث والنقاشات اليومية التي تدور بين المواطنين لم يعد يحتل الموضوع أية أهمية ويكاد لا يذكر، وإن ذكر يسارع البعض بإطلاق عبارة شعبية شهيرة في غزة "عالتوتة" تحمل دلالات لأمر يستحيل تحقيقه.
الشاب إبراهيم العبسي فأكد أنه لا يوجد ما يدعو للتفاؤل، إذ بعد أكثر من ستة شهور على توقيع الاتفاق لم تحل أبسط المشاكل كجوازات السفر وتوزيع الصحف الممنوعة.
وتابع "كيف سيتمكن هؤلاء المستمتعون في المماطلة من حل الملف الأمني والانتخابات والحكومة؟".
وأعرب العبسي عن اعتقاده برضا الطرفين أو متنفذين في كل فصيل بالوضع القائم، وعدم رغبة أي منهما في إنهائه لذا فإن المماطلة أمر طبيعي.
وأكد أنه كغيره من المواطنين لم يعد يعلق آمالا على تحقيق المصالحة ولا يتابع تطورات هذا الملف ولا يناقشه مع أصدقائه كما كان يفعل سابقا.
أما المواطن أحمد النجار فأشار إلى أنه منذ ثلاث سنوات وهو يولي الموضوع اهتماما كبيرا ويتابع الأخبار ويسعي لمعرفة ما يحدث في اجتماعات قادة الفصيلين، موضحا أن الكلام المعسول الذي كان يطلقه المتحاورون كان يثلج صدره ويشعر بأن الأمر بات قاب قوسين.
وأشار النجار إلى أنه خلال الأشهر الأربعة الماضية بدأ يفقد الثقة تدريجيا بالمتحاورين ويشعر بأن الجلسات والاجتماعات التي تعقد ما هي إلا لقاءات تلفزيونية، تهدف الى تجميل صورة الفصيلين وبث آمال كاذبة في نفوس الناس، معتقدا أنها لو استمرت أشهرا وسنوات لن تقدم أي جديد.
ورأى النجار أن تحقيق المصالحة بحاجة إلى أمرين هما وجود حراك جماهيري شبابي فاعل على غرار ما حدث في الخامس عشر من آذار الماضي، ورغبة حقيقية من الفصيلين.