حمدان: توسيع المنظمة أمر استراتيجي يخدم هدفي التحرير والعودة
فلسطين اليوم-وكالات
أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس" أسامة حمدان، أن توسيع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية ليس عملية شكلية دخل بموجبها أطراف جدد إلى المنظمة، وإنما هو أمر استراتيجي يتعلق بطبيعة المنظمة وبرامجها السياسية لتنسجم مع هدفي التحرير والعودة.
ونقلاً عن وكالة "قدس برس" اليوم الجمعة نفى حمدان, أن يكون الحديث عن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانضمام "حماس" إلى إطارها القيادي هو عبارة عن بداية "ترويض" لرفض "حماس" ودفعها لدخول العملية السياسية.
وقال: "ما يتعلق بموقف "حماس" السياسي معروف وواضح للجميع، إن "حماس" التي رفضت منطق الاستسلام للعدو تحت عنوان التسوية عندما كانت هذه العملية محل إجماع العالم بأسره لا يمكن أن تخطئ وتنزلق إلى هذا المسار الذي أثبت فشله بعد مسيرة 20 سنة، والذي يظن أن "حماس" غيرت مواقفها وأنها تقبل ببرنامج منظمة التحرير السياسي الاستسلامي فهو واهم أو يخادع نفسه".
وأضاف: "حماس" تسعى في إطار وطني إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة النظر في برنامجها السياسي وإجراء مراجعة سياسية شاملة انطلاقا من ثوابتنا وحقوقنا التي لا تقبل المساومة، وعلى رأسها تحرير أرضنا من النهر إلى البحر وحق العودة".
وعن رأيه في توجهات حركة "فتح" بعد هذه الجولات من الحوار، قال حمدان: "الحديث عن النوايا يطول، لكنني أعتقد أن الذي مازال يعتقد أن المسار السياسي الفاشل الذي انتهجته منظمة التحرير في الحقبة الماضية يمكن أن نواصل فيه هو واهم بالتأكيد، فهذا المسار لا بد من مراجعته مراجعة إستراتيجية وليس شكلية، والمسيرة على الأرض هي التي ستظهر الصدق من الكذب. ولكن على الجميع أن يعلم أن "حماس" لا تبحث من خلال مساعيها لتحقيق المصالحة لنفسها على موطئ قدم، وإنما تسعى لتحقيق وحدة على قاعدة مشروع وطني يهدف لتحقيق التحرير والعودة، وهذا مشروع قوامه الصدق مع النفس والذات ومراجعة دقيقة لكل الخطوات السابقة واللاحقة وليس بالمكابرة".
على صعيد آخر رأى حمدان أن خطوات المصالحة لازالت تسير ببطء، وقال: "لازالت خطوات المصالحة تسير ببطء، ونحن نعتقد أنه يمكن لهذه الخطوات أن تسير بشكل أسرع، ولكننا سنعطي المصالحة فرصتها كاملة، على الرغم من أن طول المدة وبطء خطوات المصالحة قد يذهب بها في اتجاهات غير صحيحة. نحن بذلنا جهدا كي تكون الخطوات بالسرعة الممكنة، ولا نشك أن الذي يحسب حسابا للغرب والخارج قد يتسبب في هذا البطء".
وأضاف: "نحن من جانبنا لا توجد هناك أية عقبات لإتمام المصالحة، لكن استمرار التنسيق الأمني بالتأكيد هو عقبة كأداء أمام المصالحة، لقد اتفقنا على تشكيل لجنة وطنية لحماية حرية العمل السياسي وآمل لأن تنجح هذه اللجنة في وقف الاعتقال السياسي، وأن تنشغل الأجهزة الأمنية في حماية الشعب الفلسطيني وملاحقة العملاء لا أن تنشغل في ملاحقة المجاهدين".
ونفى حمدان أن تكون "حماس" قد أتت بالمصالحة ضعيفة بسبب تغيرات الثورات العربية التي تجتاح المنطقة، وقال: "هذا معطى غير صحيح تماما، ومجريات المنطقة تقول إن الشعوب هي التي تنتصر، وهذا مشهد في مآلاته لصالح المقاومة ولصالح خيار الشعوب في إطار مشروع التحرير. و"حماس" عندما تتحدث عن المصالحة تنطلق في ذلك من قناعة وملائم وليس من مصالح عابرة، فقد دعونا للوحدة منذ اليوم الأول من فوزنا في الانتخابات، والذي رفض نتائج الانتخابات وحاول الانقلاب عليها معروف، وقد جرت تصفية وجوده السياسي داخل "فتح" مما يؤكد صوابة رؤية "حماس"، وبالتالي ما يجري اليوم هو تحقيق لما أردناه منذ البداية على قاعدة المشروع الوطني".
وأضاف: "حماس" لا تدخل المصالحة ولا منظمة التحرير الفلسطينية من موقع الضعف، نحن نعتقد أنه في الإطار الوطني المصالحة العليا للشعب الفلسطيني هي الأساس، وأن القوي والكبير يقدم أكثر، وأن القوة والمكانة ليست امتيازا يحصل عليه الفريق السياسي بل إن القوة والمكانة يجب أن تكون لصالح خيارات الشعب ومصالحه العليا".
على صعيد آخر نفى حمدان أن يكون قد تحدث عن تغيير في مواقع "حماس" أو خروج قياداتها من دمشق، وقال: "مكاتب "حماس" وقياداتها لازالت في دمشق، وعلاقات "حماس" لا تقوم على أمزجة معينة وإنما وفق المصلحة الوطنية العليا. ونحن لم نغير مواقعنا، ومازالت قيادات "حماس" ومكاتبها في دمشق".