خبر « واشنطن بوست »: « حماس » تتجه نحو الاعتدال

الساعة 12:10 م|23 ديسمبر 2011

"واشنطن بوست": "حماس" تتجه نحو الاعتدال

فلسطين اليوم- وكالات

 يرى تقرير أميركي أن نجاح الحركات الإسلامية في الوصول إلى الحكم في الأقطار العربية التي شهدت احتجاجات شعبية أطاحت بحكامها الديكتاتوريين ساهم بتراجع شعور حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، بالعزلة ما دفعها إلى اتخاذ طابع أكثر اعتدالا.

 

وقالت صحيفة واشنطن بوست يوم امس إن حماس بدأت في التخطيط لإعادة صياغة وضعها في العالم العربي الجديد، حيث أفادت بعض التقارير أن الحركة الفلسطينية بدأت بشكل تدريجي في تقليص تواجدها بسوريا التي يواجه نظام حكم الرئيس بشار الأسد، حليف حماس لسنوات طويلة ، تصعيدا شعبيا للاطاحة به.

 

وتقول الصحيفة أن حركة حماس في الوقت ذاته تنشد تعزيز علاقاتها مع الدول العربية التي تمكنت الحركات الإسلامية المعتدلة فيها من تحقيق مكاسب وانتصارات سياسية. مشيرة في ذلك إلى ما تصفه بـ النهج المعتدل الجديد لحماس بما شهدته اجتماعات القاهرة خلال الأسبوع الجاري بين مسؤولين من حركتي حماس وفتح من مطالبة الأولى بوضع بنود اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه الحركتان في وقت مبكر من العام الجاري قيد التنفيذ ، وكذلك ما أبداه بعض مسئوليها من استعداد لتقبل التعددية السياسية في فلسطين وتقليص حجم العنف الموجه ضد إسرائيل.

 

وأشارت الصحيفة إلى شروع رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية لإجراء أول جولة رسمية له خارج قطاع غزة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في حزيران عام 2007 حيث من المقرر أن يقوم هنية بزيارة تركيا والبحرين وقطر وتونس. كما اشارت إلى مسؤولون من حماس ومحللون سياسيون بأن "الصحوة الإسلامية" وبزوغ نجم الأحزاب الإسلامية في الإنتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت في كل من مصر وتونس والمغرب عززت من ثقة الحركة في الحصول على دعم من الشعوب العربية ، كما منحها الفرصة لرسم خطط جديدة بشأن سياساتها.

 

وقالت الصحيفة "إن نجاح الإسلام السياسي في المنطقة العربية دفع حركة حماس لإعادة تصحيح مسارها السياسي بعد سنوات من الشعور بالمحاصرة نتيجة المقاطعة الدولية لها والحصار الذي فرضته إسرائيل ومصر في عهد رئيسها السابق حسني مبارك على قطاع غزة". وقال مدير مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد فواز جرجس بأن حماس لم تعد ترى من نفسها "جزيرة معزولة في بحر من العداء" .. موضحا أن الحركة الفلسطينية بدأت تستشعر وجود عمق استراتيجي لها.

 

وأوضحت الصحيفة أن التحول في نهج حماس قد يترجم على الجبهة الداخلية بأنه إبداء لنيتها اتباع نموذج "الأحزاب الإسلامية" في الدول العربية والتي أبدت استعدادها لتقاسم السلطة مع تيارات علمانية وليبرالية في هيئة تحالفات حاكمة ، مشيرة إلى أن اتفاقا على هذا النهج قد وقع بالفعل في تونس. وقالت إن رسالة التعددية السياسية بدأت تتردد الآن على ألسنة قادة حماس، مشيرة في هذا الصدد إلى ما صرح به أحد أعضاء حكومة غزة بأن نموذج الأحزاب الإسلامية دفع بالحركة إلى النظر لإقامة تحالفات مع الفصائل الفلسطينية المختلفة من أجل الوصول إلى تعددية في الحكم وعدم انفراد تيار بعينه بالسلطة ، مؤكدا "أن زمن حكم الحزب الواحد قد ولى".

 

وفي هذا السياق ، قالت الصحيفة "إن محادثات المصالحة بين فتح وحماس ستمثل اختبارا رئيسيا لصدق نوايا الأخيرة فيما يتعلق بتقاسم السلطة". كما أشارت إلى دلائل المرونة التي قد تتسم بها المفاوضات حول القضايا الرئيسية بين حماس وفتح ، بما في ذلك قضية المواجهة المسلحة مع إسرائيل. وقالت إنه على الرغم من التأكيد الأخير لهنية على نهج "المقاومة المسلحة" بصفته السبيل الوحيد لتحرير الأراضي الفلسطينية من الإحتلال الإسرائيلي ، إلا أن زعيم الحركة خالد مشعل رفع مؤخرا من أسهم خيار "المقاومة الشعبية" والإحتجاج الشعبي غير المسلح ضد الإحتلال، وهو النهج الذي لطالما أيده الرئيس محمود عباس (أبومازن) في الضفة الغربية.

 

ونقلت الصحيفة عن غازي حمد نائب وزير خارجية حكومة حماس في غزة قوله "الكفاح المسلح هو حقنا، ولكن كيف نستخدمه ومتى هو أمر مختلف."