مسئول أمريكي: السلام مع "إسرائيل" شرط أمريكا لقبول الديمقراطية
فلسطين اليوم: وكالات
دعا ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، واشنطن والعالم إلى وضع شروط للديمقراطية الناشئة في العالم العربي، بحيث يكون السلام مع إسرائيل على رأس هذه الشروط.
وقال هاس في مقالة بصحيفة واشنطن بوست، اليوم الجمعة، إن الديمقراطية بالتأكيد هدف نبيل، لكن سيكون من الحكمة أن يركز العالم على التأكيد على حماية الديمقراطية وشروطها المسبقة مثل حكم القانون والدستور المتوازن والمجتمع المدنى القوى والأسواق المفتوحة. كما يتعين على الحكومة الأمريكية، أن توضح متطلبات إقامة علاقات قوية معها بما فى ذلك ضرورة أن تعارض أى حكومة جديدة الإرهاب وتبدى رغبة فى العيش بسلام مع إسرائيل، ويجب أن يؤكد المسئولون والمراقبون الأمريكيون على هذه الأولويات وألا يكبحوا جماح الانتقادات عندما تكون مبررة، مع ضرورة أن تكون المساعدات مشروطة بتنفيذ واحترام إصلاحات سياسية واقتصادية محددة.
وبشكل عام، راى هاس، الذى كان مسئولاً في إدارة الرئيس السابق جروج بوش، إن عام 2011 كان عاماً سيئاً للرجال الأشرار، فقد رحل عن المشهد السياسي، أو ربما رحل المشهد السياسي كله لكل من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ورئيس كوريا الشمالية كيم يونج، وثلاثة من القادة العرب وهم حسنى مبارك والتونسى زين العابدين بن على والليبى معمر القذافي.
وبينما كان موت بن لادن ويونج إل مرجحاً في أي وقت في السنوات الماضية، حيث كان بن لادن مطارداً من الأمريكيين وكان يونج إل مريضًا منذ سنوات، إلا أن القادة العرب على العكس منهم فقدوا مناصبهم أو حياتهم في ظروف سياسية فريدة، فقد انقلبت عليهم شعوبهم في نوع من الانتفاضة التي كان دافعها الإذلال والإحباط الجماعي المرتبط بنقص المشاركة السياسية وغياب الفرصة الاقتصادية.
ولا يرى الكاتب أن الفضل فيما شهده العالم العربي يعود كله إلى الميديا الاجتماعية أو قيام التونسي محمد بوعزيزي بإشعال النار في نفسه، بل يرى أن الإجابة الحقيقية لسؤال كيف بدأ الربيع العربي هي: أن التغيير التاريخي يحدث عندما يتلامس الشرر بالمادة القابلة للاشتعال، فالحرب العالمية الأولى اندلعت بعد اغتيال أرشدوق فريدناند، والحرب الفيتنامية بدأت بعد حادثة في خليج تونكين، وأي شرارة تنطلق حينما يكون هناك خشب جاف بما يكفى، وبعد عقود من سوء الحكم،كان الوقت قد حان للتغيير في الشرق الأوسط.
وبالنسبة لما يحدث في العالم العربي، يرفض الكاتب استخدام مصطلح "الربيع العربي" مبررًا ذلك بالقول: إن الربيع موسم لا يدوم سوى ثلاثة أشهر فقط، بينما ما يحدث في العالم العربي سيتطلب على الأرجح عقوداً ليتكشف، وليس كل ما سيأتي سيكون محل ترحيب.
ويعتقد هاس أن مصر ستكون الاختبار الأكثر أهمية في العالم العربي، حيث إنها موطن أكثر من ربع سكانه، وتعد نموذجًا للسنة في كل مكان، وحتى الآن، من الواضح أن الإسلاميين من اتجاهات مختلفة سيهيمنون على السياسة حتى مع تردد الجيش في التخلي عن السلطة أو عن امتيازاته، والشباب الليبراليون الذين ساعدوا في بدء الثورات العربية ليس لهم نفوذ كبير، والاقتصاد يتدهور بشكل سريع في ظل الخسائر في السياحة والاستثمار واستمرار الاضطرابات.