بقلم: أسرة التحرير
منذ شغب عشرات المستوطنين في قيادة لواء بنيامين الاسبوع الماضي، يكرر ناطقون مختلفون، بمن فيهم رئيس الوزراء أيضا، المقارنة بين المستوطنين المشاغبين وبين المتظاهرين ضد جدار الفصل في بلعين. بنيامين نتنياهو عاد لعقد هذه المقارنة هذا الاسبوع ايضا، في اثناء اشعال الشمعة الاولى لعيد الانوار الحانوكا في مقر لواء أفرايم. وهذه مقارنة مدحوضة ومثيرة للحفيظة.
في بلعين يجري منذ بضع سنوات نشاط احتجاجي عنيد لسكان فلسطينيين ونشطاء اسرائيليين ودوليين ضد سلب سكان القرية اراضيهم وفصلها بجدار فصل. بل ان الكفاح حظي باعتراف في محكمة العدل العليا، التي أمرت بتغيير مسار الجدار. واحيانا تتسلل المظاهرات في بلعين الى العنف، سواء بسبب الوسائل الحادة التي يتخذها الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود ضد المتظاهرين أم بسبب رشق الحجارة من جانب المتظاهرين.
على مدى السنين قتل أكثر من عشرين شخصا تظاهروا ضد الجدار في القرى الفلسطينية المختلفة – آخرهم هو مصطفى التميمي الذي قتل هذا الشهر في النبي صالح بقنبلة غاز اطلقت مباشرة نحو رأسه. عشرات المتظاهرين اصيبوا واعتقلوا، احيانا لفترات طويلة.
المقارنة بينهم وبين مشاغبي المستوطنين مدحوضة، بالتالي، حتى بالنسبة للوسائل التي يستخدمها الجيش وحرس الحدود حيال الطرفين: تسامح وغض نظر في ضوء شغب المستوطنين ويد من حديد وعنف، احيانا فتاك ضد متظاهري اليسار.
خلافا للمستوطنين، لا ينفس متظاهرو بلعين غضبهم ضد عديمي الوسيلة بواسطة نشاطات "شارة الثمن". فهم لا ينكلون بجيرانهم، لا يهددونهم، لا يقتلعون زرعهم، لا يحرقون كنسهم، حقولهم او مساكنهم ولا يشعلون النار في سياراتهم. هم يكافحون ضد ما يعتبر في نظرهم كانعدام عدل تام – وقد اعترف به هكذا، جزئيا على الاقل، حتى من محكمة العدل العليا. صحيح أن المستوطنين ايضا يثورون ضد ما يعتبر في نظرهم كانعدام عدل – اخلاء البؤر الاستيطانية، ولكن هذه البؤر غير قانونية على نحو ظاهر، ومحكمة العدل العليا قضت بوجوب اخلائها. وعليه فلا مجال لهذه المقارنة: بين بلعين وبنيامين يوجد فارق هائل.