خبر تغيير في سياسة حزب الله- هآرتس

الساعة 08:55 ص|22 ديسمبر 2011

تغيير في سياسة حزب الله- هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

في اسرائيل قلق من زيادة نشاط حزب الله العنيف في جنوب لبنان. وجهاز الامن الاسرائيلي يشارك في التقدير الفرنسي أن حزب الله مسؤول عن العمليات الاخيرة على ناس قوة الامم المتحدة، اليونفيل في جنوب لبنان. والى ذلك ما يزال يُفحص عن صلة المنظمة الشيعية بواقعتي اطلاق قذائف صاروخية على اسرائيل في الشهر الاخير. فالوقائع الاخيرة قد تشهد على تغير سياسة حزب الله ويبدو انها ذات صلة بأزمة نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

منذ انقضاء حرب لبنان الثانية في آب 2006، حرص حزب الله جدا على الامتناع عن أي مواجهة مباشرة مع اسرائيل على طول الحدود. وقد هددت المنظمة عدة مرات بالانتقام لموت رئيس جهاز عملياتها عماد مغنية وهو عمل اتهمت اسرائيل به. لكن المحاولات (وأُحبطت كلها) تمت موجهة على أهداف اسرائيلية في الخارج. وقد امتنع حزب الله ايضا على نحو عام من مواجهة اليونفيل، برغم انه عمل على الدوام على الالتفاف على عمليات رقابة الامم المتحدة وعلى نشر ناسه جنوبي نهر الليطاني مخالفا القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الامن وأنهى الحرب.

قبل نحو من اسبوعين انفجرت شحنة ناسفة قرب سيارة دورية للكتيبة الفرنسية من اليونفيل في صور وجرح ستة جنود. وهذا هو التفجير الثالث في نوعه منذ تموز. وفي احدى الحوادث السابقة جرح خمسة اشخاص. قال وزير الخارجية الفرنسي، الين جوبيه الاسبوع الماضي في مقابلة مذياع "عندنا سبب يجعلنا نعتقد ان الهجمات تأتي من سوريا لكن ليست عندنا براهين قاطعة على ذلك". وحينما سُئل هل نفذ حزب الله العمليات في اليونفيل بالفعل، أجاب جوبيه بالايجاب. وقال ان حزب الله هو "ذراع سوريا العسكرية في لبنان".

صدّقت جهات امنية اسرائيلية ان تقدير جوبيه صحيح. وقالت ان حزب الله يريد ان يردع قوة الامم المتحدة ولا سيما الكتيبة الفرنسية منها والتي تعتبر نشيطة وفعالة نسبيا، عن متابعة ملاصقة جدا لاعمال المنظمة الشيعية في الجنوب. وتتم الهجمات كما يبدو بواسطة منتدبات، أي منظمات أصغر، كي لا يمكن ربطها مباشرة بحزب الله.

في تشرين الثاني أُطلقت من جنوب لبنان قذائف كاتيوشا على الجليل الغربي لم توقع اصابات. وهذا الشهر أُطلقت قذيفة كاتيوشا اخرى سقطت في قرية لبنانية تجاور الحدود وجرحت امرأة جرحا بليغا. في البداية نشر في أعقاب الواقعة الاولى اعلان تحملت فيه المسؤولية عن الاطلاق كتائب عبد الله عزام. والحديث عن فصيلة سنية متطرفة مسماة باسم رجل الدين الفلسطيني الذي كان الاستاذ الروحي اسامة ابن لادن.

لكن تبين بعد ذلك ان تحمل المسؤولية كان كاذبا. فالى الآن ليس معلوما أي منظمة أطلقت قذائف الكاتيوشا في الحقيقة. وفي اسرائيل لا يُخرجون من نطاق الامكان أنها حزب الله بواسطة منتدبات هذه المرة ايضا.

قد يكون لتراكم الأحداث الاخيرة معنى كبير لأن حزب الله بهذا يتعدى بادي الرأي سياسة أخذ بها منذ كانت الحرب. ويكمن تفسير هذا كما يبدو في الازمة الشديدة في سوريا التي تزعزع ثقة قادة المنظمة الشيعية وتحثهم على العمل حتى لو كان محدودا. وعند الجهات الامنية في اسرائيل انطباع ان "حزب الله في حرج كبير. فحكم الاسد في الطريق الى الانهيار من جهة، وايران من جهة اخرى مضطرة الى تقليص المساعدة الاقتصادية للمنظمة بسبب إضرار العقوبات الاقتصادية الدولية. وحينما يكون هذا الوضع قد يخطيء حزب الله ويعمل بصورة تورطه".

تدريب في سوريا

بث التلفاز السوري أمس صورا لتدريب أجراه الجيش السوري مطلع الاسبوع، وقد عُرضت في التدريب صواريخ ساحل – بحر من طراز "ياحونط" وصواريخ مضادة للطائرات من طراز "اس.آي 17" وكلاهما طراز متقدم من انتاج روسيا. تلقى السوريون الـ "ياحونط" قبل بضع سنين وكانت حقيقة أثارت في حينه قلقا شديدا في اسرائيل. بل ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أتم زيارة مستعجلة الى روسيا في محاولة فشلت لاقناع القيادة في موسكو بألا تبيع سوريا الصاروخ خوفا من ان ينقل الى حزب الله.

الـ "ياحونط" هو صاروخ ساحل – بحر موجه بالرادار ذو مدى يبلغ 300 كم. والـ "اس.آي17" هو صاروخ مضاد للطائرات يُركب على قاعدة اطلاق متحركة له مدى بعيد نسبيا وقدرة اصابة متقدمة. وهم في سلاح الجو قلقون من التحسن الدائم لقدرة سوريا الدفاعية الجوية في السنين الخمس الاخيرة.

هذا السبب أفضى الى اتخاذ خطوات مختلفة لمضاءلة خطر اصابة طائرات سلاح الجو الاسرائيلي التي تطير في الجبهة الشمالية. وقال قائد سلاح الجو، اللواء عيدو نحوشتان، أمس ان "الجبهة السورية وفيها سوريا غير مستقرة. وكل ما يحدث هناك كل يوم سبب يجعلنا نتابع طوال الوقت".

رأت اسرائيل تدريب جيش سوريا محاولة لابراز العضلات ترمي الى صد المجتمع الدولي عن تدخل آخر في سوريا ولا سيما استعمال قوة عسكرية ضدها. والحديث ايضا عن رسالة للدولتين الجارتين تركيا واسرائيل. وقد استعملت سوريا عدة اجراءات عسكرية مشابهة في الشهرين الاخيرين.

عبر البيت الابيض أمس عن قلق عميق لاستمرار القتل الذي لا تمييز فيه لمواطنين سوريين ومنشقين عن الجيش السوري. وقد ورد في اعلان صدر عنه ان "الولايات المتحدة تحث المؤيدين القلة الذين بقوا لسوريا في المجتمع الدولي على تحذير سوريا من أنه اذا لم يتم تطبيق مبادرة الجامعة العربية كاملة، فسيخطو المجتمع الدولي خطوات اخرى لزيادة الضغط على نظام الاسد" لوقف قتل المواطنين.

أبلغت منظمات معارضة سورية وشهود عيان أمر وقوع مجزرة اخرى نفذتها قوات الاسد أول أمس في قرية عواد في شمال الدولة تبعد نحوا من 45 كم عن الحدود مع تركيا. وبحسب البلاغ قتل أكثر من 100 مواطن بهجوم قوي للجيش استعمل فيه قذائف المدافع ونار الدبابات وقذائف صاروخية. ويُقدر عدد القتلى في سوريا في الايام الثلاثة الاخيرة بنحو من 250 قتيلا.

أبلغت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية أمس أن خمسة مواطنين ايرانيين تقنيين، عملوا على انشاء محطة طاقة في المدينة السورية حمص اختطفوا أول أمس على أيدي مسلحين في توجههم الى مكان عملهم.

أطال مجلس الامن أمس بستة اشهر عمل قوة المراقبين على حدود اسرائيل مع سوريا في هضبة الجولان. والحديث عن خطوة تقنية تتم كل نصف سنة. وليس في القرار تناول لوضع سوريا الداخلي لكن ورد فيه ان "الظروف الناشئة في المنطقة قد تؤثر في عمل القوة".