خبر شارة ثمن إسرائيل- معاريف

الساعة 08:53 ص|22 ديسمبر 2011

 

شارة ثمن إسرائيل- معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

فضل كبير فعله موضوع استبعاد النساء لبنيامين نتنياهو وحكمه. فتحت ظل الانشغال الذي لا يتوقف، وعن حق، بالاكراه الديني الفظ في الرحاب العام ايضا، يمكن لرئيس الوزراء ان يمرر مواضيع ثقيلة الوزن من تحن الرادار الاعلامي. فمن سيهتم على الاطلاق بقرار بناء الف وحدة سكن في المناطق، عندما يكون العنوان الرئيس البديل هو سفر صحفية شجاعة في باص يفصل بين الرجال والنساء؟ استبعاد النساء لا يوفر فقط هدوءا اعلاميا بل ويتيح لنتنياهو ايضا ان يفعل ما يعرف جدا فعله: ان يقوم بتمثيل دور رئيس الوزراء القوي والمصمم. نتنياهو الديمقراطي، هذا الذي يعارض بشدة التمييز ضد النساء، يمر على نحو ممتاز في الاعلام.

ظاهرا يوجد لنا من يمكن ان نعتمد عليه. يوجد من سيكافح في حرب المساواة دون هوادة. أنصتوا الى الصوت المسؤول، انظروا الى حركات اليدين الحازمة، استمعوا الى قوله "لن نسمح". يمكن لنا ان نهدأ. نساء اسرائيل في أيادٍ آمنة. من يشتري كل ما يقوله، سيشتري بفرح هذا ايضا. اما من لا، فسيعرف بان هذه المرة ايضا لا توجد أي نية خلف الكلمات. إذ ينبغي ارضاء شاس ويهدوت هتوراة. ولهذا فان ما كان هو ما سيكون.

في ظل التعتيم الاعلامي هذا يمكن بهدوء احداث ضرر آخر لدولة اسرائيل في العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة وفي كل الاوروبية. يمكن تجاهل كل الطلبات والمناشدات من رؤساء الدول ووزراء خارجيتها لوقف بناء المزيد فالمزيد من وحدات السكن في المناطق. صحيح، هذه المرة لغرض التغيير لم يصدر البيان عن البناء في اثناء زيارة شخصية دولة هامة. بل صدر بلاغ مرتب للامريكيين عن نية بناء، ولكن هذا لا يقلص الضرر. هذا فقط يؤجله الى ما بعد الانتخابات للرئاسة الامريكية، التي في هذه اللحظة لا يوجد ما يدعو الى التفكير بان براك اوباما لن يفوز فيها.

اوباما، الذي يختار في هذه اللحظة الى أن يكون مشاهدا، سيتذكر جيدا كيف ان حكومة اسرائيل لا تأبه به وبادارته في كل ما يتعلق بتجميد البناء في المناطق. هو وزعماء اوروبيون آخرون سيتذكرون جيدا بان فكرة "شارة الثمن" اخترعها نتنياهو، وليس الاطفال الذين يحتاجون الى معالجة فورية، ممن يتراكضون في الليالي لاحداث شغب بحق الفلسطينيين كانتقام على اخلاء كرفان ما او اعتقال قصير لبعض منهم.

حكومة اسرائيل تبني الف وحدة سكن في المناطق كانتقام من الفلسطينيين على أن منظمة اليونسكو اعترفت بالسلطة الفلسطينية ككيان. هكذا؟ نحن سنريهم ماذا يعني استفزاز اسرائيل. سنأخذ الف شقة من الازواج الشابة في نطاق الخط الاخضر (من أصل ستة الاف يفترض ان تخرج الى السوق)، ننقلها الى بيتار عيليت فنكسب في نفس الوقت الانتقام ووحدات سكن اضافية للاصوليين. فهاتان هما المهمتان الاهم لرئيس الوزراء: ان يثبت للعالم من هو الرجل وان يرضي شركائه الاصوليين.

ولكن أعمال "شارة الثمن" برعاية حكومة اسرائيل هي اطلاق النار على أقدامنا جميعا. العالم يشطبنا من قائمة الدول الجديرة بان تسمى غربية وديمقراطية، ومستوطنو المناطق يفهمون بالضبط ما يشرح لهم بشكل غير مباشر – في أنه يمكنهم ان يواصلوا البناء في كل مكان يروق لهم، بما في ذلك على اراضٍ فلسطينية خاصة. واذا لم يفهموا ذلك على نحو كافٍ، فبوسعهم ان يشاهدوا برضى بؤرة رمات جلعاد، التي أمرت محكمة العدل العليا باخلاء جزء هام من منازلها، وحكومة اسرائيل وجدت الحيلة لكيفية اخلائها دون اخلائها. في اقتراح الحل الوسط الذي اقر ستزاح خمسة من المنازل في البؤرة لبضع عشرات الامتال. تبنى من جديد، والبؤرة تسوغ، واعتمدوا على من ينبغي بان تزدهر وتتفتح. وأغلب الظن ستشكل هذه التسوية سابقة ايضا للبؤر الاستيطانية الاخرى التي أمرت محكمة العدل العليا او ستأمر باخلائها.

وفي الغرف المغلقة، دون ميكروفونات او كاميرات، سيعلم رؤساء المستوطنين رعاياهم كيف يتصدوا "لتهديدات" الاخلاء. لماذا تحتاجون الى التراكض على التلال، تتلقوا الضرب والاعتقال؟ اجلسوا بهدوء في بيوتكم. في اسوأ الاحوال سيبنون لكم بيوتا جديدة على مسافة عشرة أمتار من القديمة. الا يستحق الامر ذلك؟