"الجوال مخاطر وحلول"..دراسة أمنية جوهرية تقدمها "سرايا القدس" للمجاهدين
فلسطين اليوم- غزة (الإعلام الحربي)
إن المتتبع للتطور السريع في مجال الاتصالات يجد أن هذا التطور يحدث في الأساس بهدف تقديم تسهيلات للمستخدمين ولكن ما يحدث أن هذه التسهيلات يتم الاحتيال عليها واستغلالها بطريقة أو بأخرى لتصبح سلاحاً نافذاً بيد المحترفين.
فالجوال الذي يكون اختراقه اخطر من أي أجهزة أخري بسبب تواجده معك في كل مكان بالإضافة إلى تحديد دائرة العلاقات التي تتمتع بها مما يشكل اكبر تهديدا علي اختراق خصوصيتك, ولا تقف خطورة اختراق الجوال للخصوصية فحسب بل إنها من العوامل الهامة في رصد واغتيال العديد من المجاهدين.
خصائص الجوال
من المعلوم أن الجوال يتمتع بخصائص عدة من أهمها حرية التنقل مع ضمان استمرار الاتصال بالطرف الآخر وهذا الاتصال يعتمد بالأساس على خلايا ( أبراج الهاتف النقال ) الموزعة جغرافيا في أنحاء الأرض وهي عادة ما تكون على شكل أبراج مرتفعة معروفة الشكل وبالتالي فان هذه الخلايا ( hand over ) وتعني تسليم المشترك من البرج الحالي إلى البرج الذي يليه دون شعور المشترك بهذا الانتقال حتى ولو كان الانتقال على مستوى المقسمات الداخلية أو الشبكات المحلية.
إن ما يعنينا هنا هو جهاز الجوال عبارة عن إحداثية دقيقة تدل على مكان صاحب الاتصال وهذه الإحداثية هي تقابل خطوط الطول والعرض مع بعضها البعض بمعني أن المخابرات الصهيونية لا يمكنها استهداف أي شخص إلا بعد وجود هذه الإحداثية وهذا يسهل تحديد موقع الاتصال والمتصل وبالتالي يمكن ضربه عن طريق طائرات الاستطلاع إذا كان الهدف متحركا ويمكن ضربه بصورايخ أرض أرض إذا كان الهدف ثابتا علما أن مثل هذه الصواريخ نسبة الخطأ بها في إصابة إحداثية الجوال هي بقطر نصف متر.
حالات الاختراق
1- زرع جهاز تنصت:
إن من اخطر أنواع المراقبة والاختراق للجوال هي زرع جهاز تنصت في جهاز المجاهد المستهدف وهذا يتم من خلال استهتار امني خطير أو الثقة العمياء بالمحيط الذي يتعامل معه المجاهد حيث غالبا ما يصل مثل هذا الجوال للمجاهد عن طريق هدية أو التردد على محل جوال محدد لبيع الأجهزة وهنا ليست بالضرورة أن يكون صاحب المحل متعاونا مع الاحتلال بل يمكن عن طريق التجارة العادية توصيل مثل هذه الأجهزة .
إن مثل هذا النوع من الاختراق يستطيع المخابرات من خلاله مراقبة الصوت والصورة وإرسال كل المعلومات للعدو بالإضافة إلى الحصول على كل المكالمات والرسائل الواردة والصادرة حتى ولو كان الجوال منزوع البطارية والشريحة.
2-رقم الجوال:
من خلال معرفة رقم الجوال الخاص بك يستطيع العدو معرفة نوع الجهاز ومن ثم الدخول إلى عقل الجهاز ID وبالتالي معرفة وتحديد ما إذا كان الهدف راكبا أو ماشيا وذلك من خلال تحديد سرع الرياح و الحركة بالإضافة إلى مراقبة كافة المكالمات و الرسائل.
وفي حال عدم وجود أرقام خاصة بالشخص المستهدف يحاول العدو جاهدا الوصول للشخص المستهدف عن طريق جوال أحد أقاربه وذلك عبر الدخول للجوال ومن ثم الحصول على رقم المستهدف هذا إذا كان الصديق أو القريب قد عمل علي تخزين رقم المستهدف باسم المجاهد وبالتالي الحصول عليه مراقبته.
3 - بصمة الصوت:
من المعلوم أن لكل منا بصمة صوت تميزنا عن بعضنا البعض ومن خلالها يستطيع العدو تحديد هوية المتصل ووضعه في دائرة المراقبة المستمرة إذا كان مستهدفا طبعا بل أن العدو يمكن استخدام مثل هذه التقنية للتقليد وهذا ما حدث بالفعل لأحد المجاهدين الذي اتصل عليه المخابرات بصوت أحد أصدقائه حيث حاولت المخابرات استدراجه لمنطقة معزولة بغية خطفه ولكن قدر الله تدخل ولم يذهب المجاهد للمكان على كل حال ومن خلال التجربة الأمنية اتضح لنا أن استخدام جهاز يحتوي على عدة أصوات تتضمن صوت طفل أو امرأة وذلك بغية تغيير بصمة الصوت الأمر الذي يصعب على المخابرات تحديد هوية المتصل.
4- اختراق جهاز جوال أحد الجيران:
يقوم العدو باختراق جهاز Id الخاص بالجار القريب سكنه من الشخص المستهدف ومن خلاله يستطيع معرفة جميع الأجهزة المتواجدة بقطر 12 متر دائري بمعنى أن العدو يستطيع الدخول إلى جهاز الشخص المستهدف ومعرفة idوبالتالي اختراقه كما يريد.
5- اختراق المحطات:
كما هو مبين في الرسم أعلاه يتبين أن آلية الاتصال تمر عبر الأبراج المنتشرة فوق المباني والخاصة بشركات الاتصال وهنا يستطيع العدو التحكم بأحد الأبراج وكما يريد وبالتالي معرفة جميع الأرقام المتواجدة في محيط هذا الإرسال الخاص بالمنطقة وتحديد الأرقام المستهدفة في المنطقة.
وقبل أن نعرض هنا بعض النصائح الكفيلة بالحد من مخاطر الجوال هناك العديد من الأخطاء التي يعتقد البعض إنها آمنة للاتصال ومنها :
1- استخدام جهاز اللاسلكي السيناوا:
يعتقد البعض أن استخدام جهاز اللاسلكي والسيناوا لا يمكن مراقبته من العدو حيث ان هذه الأجهزة أسهل بكثير من مراقبة الجوال ويمكن مراقبتها من قبل أشخاص عاديين فما بالكم بالتكنولوجيا المتطورة التي يمتلكها العدو.
ويشاع من قبل العدو أن جهاز السيناوا على أنه جهاز امن وذلك لعلمه المسبق أي العدو أن هذا الجهاز لا يستخدمه إلا فئة قيادية في سلم الهرم التنظيمي وهنا بعمد العدو على نشر دراسات وإشاعات مفادها أن هذا الجهاز امن, لان مراقبة آلاف الجوالات ليس بالأمر الهين وهو بذلك يستطيع حصر مصدر المعلومة الهامة والمتداولة عن طريق السيناوا وهنا تكمن الخطورة وللعلم أن مراقبة هذا الجهاز يمكن لأي شخص مراقبته .
2 -الاتصال عبر الرسائل:
يعتقد البعض أن نظام بالمراسلة فقط من جهاز لآخر هو امن وهذا أيضا اعتقاد خاطئ لان مجرد تفعيل الشريحة تعطي إشارة على أن الجوال تم تفعيله هذا بالإضافة إلى أن العدو يستشعر خطورة هذا الجوال عندما يكون مخصصا للرسائل المشفرة فقط مما يضع هذا الجوال تحت المراقبة وبالتالي يقوم العدو بتحديد إحداثية هذا الجوال ومعرفة مكان وصاحب هذا الجوال.
وهنا ننصح وان كان لابد من استعمال هذه الطريقة عليه إتباع التالي:-- عدم وضع الجهاز في البيت.
- تغيير الجوال والشريحة والشيفرة كل 10 أيام.
- إرسال الرسائل من مكان عام .
3- التحدث عبر الجوال بسرعة:
يعتقد البعض أن الحديث بسرعة من جهاز الجوال يمكن أن يعطي الأمان الكافي للمجاهد وبالتالي عدم مراقبته من العدو وتحديد مكانه علما انه وبمجرد فتح الجوال تتم عملية المراقبة وتحديد المكان في الحال .
4-التحدث عبر شريحة مصرية وغيرها:
يقوم بعض الإخوة بالتحدث عبر شرائح مختلفة ( مصرية أو غيرها ) ظاناً بذلك ان العدو لا يستطيع معرفة هويته ناسيا ان بصمة الصوت الخاصة به كفيلة بان تكشف عنه وعن مكانه, وللعلم ان العدو يقوم بمراقبة جهاز الجوال وليس الشريحة لان الشريحة هي عبارة عن وسيلة والتي من خلالها يريد العدو الوصول إلي غايته وهي عقل جهاز الجوال ID.
نصائح وإرشادات
1- فصل البطارية عن الجوال في حال كان الجوال غير مخترق بأجهزة تنصت من قبل العدو ننصح ومن باب الأمان بفصل البطارية والشريحة من جهاز الجوال وبهذا لا يستطيع العدو متابعة تحركات المجاهد, كما ننصح القيام بلف الجهاز بمادة السلفان وذلك بعد فصل البطارية والشريحة.
2- تغليف الجهاز بمادة السلفان، عندما نقوم بتغليف جهاز الجوال بمادة السلفان ( الألمونيوم ) يصبح الجهاز معزول تماما عن جهات الاتصال الخارجية ويفضل ان لا تقل سماكة مادة السلفان عن نصف سم وبهذا لا يستطيع العدو مراقبة الجوال .
3- عدم شراء أجهزة الجوال الحديثة لأنه كلما زادت تقنية الجهاز زادت من خطورته.
4- اعتماد المراسلة المكتوبة بشيفرة متفق عليها سلفا بين المجاهدين وذلك عن طريق رسول تكون مهمته إيصال وإرسال الرسائل بين المجاهدين .
5- تبديل جهاز الجوال والشريحة خلال فترات متقاربة وللعلم أن الشريحة هي عبارة عن وسيلة للوصول إلى الجهاز الذي يعتبر الغاية القصوى في المراقبة بالنسبة للعدو .
6- ننصح باستخدام أجهزة جوال تحتوي علي عملية تغيير بصمة الصوت إلي طفل أو امرأة.
عقد الاجتماعات الهامة
- يقوم الكثير من الأخوة المجاهدين في حال انعقاد الاجتماعات الخاصة بالتجمع بمكان واحد ومن ثم يقومون بجمع الجوالات ووضعها في مكان واحد خارج نطاق الاجتماع ظانيين أنهم وبهذه الطريقة يكونون في مأمن علما بان هذه الطريقة تمكن العدو من معرفة تجمع هؤلاء الأخوة وذلك بفضل تواجد جميع الجوالات في إحداثية واحدة وهنا ننصح بعدم اصطحاب الجوالات إلي مكان الاجتماع .
- وكذلك ننصح بعقد أي اجتماع هام بالقرب من صوت خرير الماء ( كالنافورة أو حوض السمك الذي به ماتور ماء ) فهذا الأمر من العوامل الهامة التي تعمل على عدم وضوح الصوت هذا إذا افترضنا احتمالية وجود أجهزة تنصت خارجي عن بعد.
- يستحسن إبعاد الجوال مسافة لا تقل عن 10 أمتار عن أي تجمع حتى نقفل من احتمالية مراقبة الصوت أثناء الاجتماع .
- في حال عقد الاجتماعات الهامة داخل غرفة يفضل وضع نوع من الشبك بمواصفات محددة حيث لا تزيد فتحات ثقوب هذا الشبك مقاس 1سم مربع لان هذا الشبك يعمل على تكسير موجات الصوت وبالتالي لا يستطيع العدو التنصت من الخارج .
7- يجب عدم الاجتماع داخل غرفة يكون نوافذها من زجاج وذلك بسبب وجود جهاز تنصت يعمل بواسطة أشعة الليزر حيث يقوم العدو بتسليط هذه الأشعة على نافذة الشباك الزجاجي وبالتالي المقدرة على التنصت علي كل ما يدور من حديث .
8- تأكد من خلال وضع سماعة الجوال بالجهاز والقيام بعد ذلك بقص المايك منها بهذه الطريقة لا يستطيع العدو في حال مراقبة الجوال سماع ما يدور من حديث وذلك بسبب إلغاء مايك الجوال.
وأخيراً إن هذه الدراسة الأمنية التي قدمها موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس من أهم الدراسات التي قدمت المعلومة الأمنية من خلال بحوث أمنية خاصة ومتطورة عن جهاز الجوال وكان من الواجب علينا أن نعرضه ليكون حجة علينا أمام الله وخاصة ألئك الإخوة الذين يتعرضون للملاحقة من قبل الاحتلال أو حتى الأخوة الذين يسلكون درب العزة والجهاد كيف ولا والله عز وجل يقول في محكم التنزيل (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) نعم أن تحسن إلى نفسك يعني أن تعي أن الله لا يقبل منك الاستهتار بنفسك وبمن حولك من أعزاء، وإلا فأنت تخالف أوامر الله وتعرض نفسك ومن حولك للاختراق الأمني أو حتى للتصفية, وللحقيقة إن كل مجاهد يتبوأ منصبا رفيعاً أو يقف على ثغرة من ثغور الإسلام سواء في ميدان الجهاد، أو الرباط في سبيل الله عليه ترك الجوال مطلقاً والبحث عن وسائل أخرى للتواصل مع المجاهدين.