خبر هل تلقى ايهود ب ضوء أخضر من براك أ لايران؟

الساعة 08:56 ص|19 ديسمبر 2011

هل تلقى ايهود ب ضوء أخضر من براك أ لايران؟

بقلم: أمير اورن

        (المضمون: اذا كانت مهمة باراك الى اوباما ترمي الى الدفع الى الامام بحملة في ايران، فيخيل أنها فشلت - المصدر).

        لولا البدلات الانيقة والاحذية اللامعة، لكان هذا موقفا أُخذ من نقاش على عجل على هامش غرفة الطعام في الكيبوتس – مشمار هشارون، مثلا – قبيل امسة غنائية عامة. السكرتير ومنسق المرافق الاقتصادية، على كرسيين صغيرين، الى جانب الشاشة، يتفقان على آخر الامور. ايهود باراك مركز على حججه، بينما براك اوباما يحصي شيئا ما على اصابعه – ربما خمسة أسباب لعدم الخروج الان في حملة ضد ايران.

        هل نصف الساعة اياها في فندق غيلورد في ظهيرة يوم الجمعة الماضي، ستذكر في تاريخ اسرائيل ايجابا – أم سلبا بفضل الضوء الاخضر الذي أصدره براك أ لايهود ب لمهاجمة ايران؟ بعد نحو 30 سنة، صيغة اخرى لحديث وزير الدفاع ارئيل شارون مع وزير الخارجية الكسندر هيغ في واشنطن، في 25 ايار 1982، عندما وضع اساس لفهم اسرائيلي (مغلوط) لفهم أمريكي لحرب في لبنان؟

        حاشية باراك مع عودتها الى الديار أمس، كادت تختنق من الضحك لسماع السؤال. ما القصة؛ وبصياغة اخرى: لا تعقيب. الحاشية، بالطبع، تعرف فقط ما سمعته من أحد المتحدثين. سر كهذا لن يهمس في آذان اخرى. هو سينقل، على الاقل بداية، فقط الى بنيامين نتنياهو. للقاء وزير دفاع اسرائيلي مع رئيس أمريكي قد تكون غاية ثلاثية: تسليمه معلومات أمنية أو سياسية سرية، محاولة التأثير لتغيير سياسته، والحصول على معلومات تسمح بتقدير حديث العهد لاحتمال ان يكون اقتنع بالفعل.

        جوهر اللقاء هو التأثير المنشود. اذا كان باراك أمل في تجنيد اوباما لقصف ايران، فلا يزال لا يوجد أي مؤشر صريح على أنه نجح في ذلك. لا ينبغي الاستخفاف بمجرد استعداد الرئيس للقاء وزير دفاع. في الاسابيع الاخيرة تحدث باراك مع كل القيادة السياسية – الامنية في ادارة اوباما: وزيرة الخارجية كلينتون، وزير الدفاع بانيتا، مستشار الامن القومي دونيلون. يمكن الافتراض انه اعطيت له فرصة أيضا للحديث مع رئيس السي.أي.ايه. كلهم مهمون، ولكن اوباما وحده هو المقرر. وبعد أن مر بالجميع ولم يحقق مبتغاه، وصل باراك الى الاستماع لدى هيئة القرار.

        في تقسيم العمل في حكومة نتنياهو، باراك هو ضابط الارتباط مع الادارة الديمقراطية، بفضل كونه رئيس الوزراء (وقبل ذلك رئيس أركان ووزير في حكومة اسحق رابين) حيال ادارة بيل كلينتون، التي كانت هيلاري تعمل فيها كزوجته، وبانيتا كرئيس مقره. ومع أن باراك هجر حزب العمل وأقام له كتلة فرد مع خمسة أعضاء، الا أنه في روحه لا يزال شريكا فكريا للديمقراطيين. هذه الحقيقة هامة على طريق الافتراض، بل وأكثر من ذلك على طريق الاستبعاد، بأن نتنياهو يريد على نحو ظاهر انتصار الجمهوريين وعلى أي حال هزيمة اوباما والديمقراطيين في الكونغرس. كل رئيس جمهوري سيكون أفضل في نظر نتنياهو من اوباما، وفوقهم جميعا نيوت غينغرتش، حليفه ضد كلينتون في منتصف التسعينيات عندما كان غينغرتش رئيس مجلس النواب. بيبي وغينغرتش، اثنان هما واحد، "نيوتنياهو"، كرمز لكل ما يغضب الادارة الحالية وربما على نحو خاص هيلاري التي لم تغفر. عندما تباهى اوباما (وعن حق) برفع غير مسبوق لمستوى العلاقات العسكرية الامريكية مع الجيش الاسرائيلي، في عهده، وطلب من ناخبيه اليهود "عدم السماح لاحد بان يقول لكم شيئا آخر"، فانه قصد خصومه الجمهوريين.

        المعسكرات واضحة: نتنياهو مع الجمهوريين، باراك مع الديمقراطيين والثالث في مقرري السياسة في اسرائيل اليوم، افيغدور ليبرمان – مع فلاديمير بوتين. ليبرمان مرفوض في نظر محافل عديدة في العالم. الجامعة العربية اتخذت قرارا سريا بعدم السماح لاعضائها بالتقدم في علاقاتها مع الناتو طالما كانت اسرائيل، التي تقدمها الموازي حيال الناتو متأخر لهذا السبب، يمثلها وزير الخارجية هذا. الامريكيون اكثر كياسة ولكن هم ايضا لا يشجعون التواجد مع ليبرمان. نتنياهو، بحكم منصبه والمكانة النابعة عنه في نظر يهود امريكا، يمكن احتماله بقدر أكثر بقليل. يتبقى باراك – ولكن هو ايضا لن يعطوه ما يوصف في هذه اللحظة كأمر يتضارب والمصلحة القومية الامريكية.

        بانيتا ودونيلون شرحا في الاسابيع الاخيرة على الملأ لماذا سيترجم تصميم الادارة على منع وصول ايران الى سلاح نووي الى الدبلوماسية والعقوبات. بانيتا، مدح وأثنى على تركيا كحجر زاوية في السياسة الاقليمية، دعا الى مصالحة اسرائيلية – تركية، ووصف اسرائيل بانها "دولة معنية بالامن والاستقرار في المنطقة" – فالقصف لايران سيضعضع برأيه الاستقرار. بانيتا ورئيس الاركان الامريكي الجنرال مارتين دمباسي، أوضحا بانهما ينكبان على اعداد قوة عسكرية وسينفذان تعليمات الرئيس، ولكنهما سيوصيان باتخاذ العمل العسكري فقط كمخرج أخير. دمباسي نفسه عبر هو الاخر في نهاية الاسبوع مؤيدا العمل الدبلوماسي. والنتيجة الحاصلة هي أن واشنطن ستراعي موقف الدول العربية المدعومة بالسند الامريكي، والى جانبها أيضا تركيا، في مسألة قصف ايران.

        الاعتبار لن ينشأ فقط عن علاقات واشنطن – القدس. والعبارة الثابتة بشأن "كل الخيارات على الطاولة" بدأت تبدو كرسالة لاسرائيل أكثر منها لايران. كل الخيارات، بما في ذلك الدبلوماسية والعقوبات. الكلمات، على أي حال، لا تؤثر مثل الافعال. لدى الايرانيين لا يوجد توافق بين الكلام والفعل، وكذا لدى الامريكيين، بما في ذلك الرؤساء الجمهوريين الامجاد بمن فيهم ريغان، كان واحدا في الفم وآخر على الارض – بما في ذلك منح سلاح لايران مقابل تحرير الرهائن. اذا كانت مهمة باراك الى اوباما ترمي الى الدفع الى الامام بحملة في ايران، فيخيل أنها فشلت؛ ولكن دليل قاطع يمكن أن يتوفر فقط في المراحل التالية من الحملة الانتخابية عندما سيقف اوباما أمام المرشح الجمهوري والخلاف حول اسرائيل، الفلسطينيين، ايران والمنطقة سيشتعل. وربما ليس فقط هو.