خبر فواكه وخضروات تستورد وأخرى تُصدر..ومواطنو غزة يكتوون بثمنها

الساعة 10:08 ص|17 ديسمبر 2011

فواكه وخضروات تدخل من الأنفاق وأخرى تُصدر للخارج..ومواطنو غزة يكتوون بثمنها

فلسطين اليوم- غزة(خاص)

تواصل أسعار الخضراوات والفواكه ارتفاعها الخيالي في أسواق قطاع غزة بشكل عام منذ بدء فصل الشتاء ، في مقابل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة بين المواطنين وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، وقيام بعض التجار الفلسطينيين بتصدير هذه المنتجات إلى إسرائيل ومصر، مما يقلل الكمية المعروضة في السوق المحلية ويجعل قطاع غزة يفتقر إلى العديد من البضائع.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم" استطلعت أراء عدد من التجار والمواطنين حول الارتفاع الفاحش في أسعار الخضار والفواكه وخرجت بهذا التقرير...

الظروف الجوية

في وسط غزة بدا محل أبو محمد خاليا تماما من إقبال المواطنين فيما كان يعج بكافة أصناف الفاكهة والخضار ، وعن ذلك يقول "أبو محمد" لمراسلة وكالة فلسطين اليوم:" إن الارتفاع الملحوظ في أسعار الفاكهة والخضار يعود إلى تأثير موجة البرد التي سادت خلال الشهر الماضي بعد أن كانت الخضار تزرع في حمامات زراعية خاصة بها ، الأمر الذي اضطر الكثير من التجار إلى استيراد الخضار والفواكه من مصر وإسرائيل ".

وأضاف:" نقوم باستيراد الفاكهة من داخل إسرائيل " أراضي 48 " فيما نقوم بجلب الحمضيات عبر الأنفاق "، موضحا أن سعر كيلو الموز ارتفع إلى 4 شواكل كونه ماركة إسرائيلية ويتمتع بالجودة العالية ، فيما قفز سعر الكلمنتينا المصرية إلى 7 شواكل أما المحلية 4 شواكل فقط ، كما وصل سعر كيلو التفاح إلى ثماني شواكل.

وخلال حديثنا مع أبو محمد ، وقفت السيدة أم فادي وهي تحاول شراء كيلو من الفلفل الأخضر، وقالت :" منذ أيام كان كيلو الفلفل يباع في السوق بشيقل واحد فقط واليوم نراه يباع بثلاثة شواقل بغض النظر عن ارتفاع باقي الخضار ".

وأكدت في حديثها لمراسلة وكالة فلسطين اليوم أنها تأتي إلى السوق لشراء احتياجاتها من فواكه وخضار بعد صلاة الظهر ، حيث أن السعر ينخفض قليلا بسبب انخفاض عدد المواطنين الذين يشترون مما يدفع العديد من التجار والبائعين إلى بيع ما لديهم من بضاعة بسعر أقل من السعر الذي كانوا يبيعون به فترة الصباح الباكر .

الحاجة تدفع للشراء

أما المواطن رامز علي فقال:" إن الأسعار تتناسب إلى حد ما ، وأنه اضطر إلى شراء فاكهة البرتقال لأن أطفاله يرغبون فها ولذلك فهو مجبر على شرائها بأي ثمن "، موضحا أنه لا يستطيع أن يحرم أطفاله ما يريدون بسبب ارتفاع ثمن الأسعار .

وأضاف:" بالرغم من ذلك لا يمكن أن نقول أن ارتفاع أسعار الفاكهة والخضار تثقل على كاهل المواطنين بشكل عام ، ولكنها تؤثر على العائلات والأسر الفقيرة والمحتاجة "، داعيا في الوقت نفسه كافة التجار إلى مراعاة الظروف المعيشية والاقتصادية للمواطنين في ظل الحصار . 

وفي شارع الوحدة بغزة كان الشاب خالد يتجول على عربة كارو جمعت العديد من أصناف الخضار ، وعند سؤاله عن سعر الطماطم ، قال :" إن الصندوق منها بلغ ثمنه 45 شيكل فيما وصل ثمن الطماطم المحلية إلى سعر أقل "، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين يتفهمون الارتفاع والغلاء في الأسعار وفق تطورات السوق .

وأضاف:" هناك ارتفاع ملحوظ على بعض الخضار خاصة الليمون والخيار، والكوسا والفاصولياء، ولكن هذه الأسعار تعتبر مناسبة مقارنة مع الأعوام السابقة، ويعود سبب هذا الارتفاع إلى كثرة الاستهلاك، وزيادة الطلب عليها ".

وكان مدير عام الإدارة العامة للإرشاد والتنمية الريفية بحكومة غزة م.محمد البنا، أوضح في تصريح له أن هناك عدة عوامل تداخلت مع بعضها وأدت إلى استمرار ارتفاع أسعار الخضار من بينها، ارتفاع تكاليف الزراعة في فصل الشتاء ، زيادة معدل النمو الذي تمر فيه المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى وقت طويل تنمو فيه ، وهلاك المحاصيل الزراعية المكشوفة بعد اجتياح المنخفض الجوي القطاع.

وأشار إلى أن الأشهر القليلة القادمة ستشهد انخفاضاً في أسعار الخضار، وزيادة العرض في الأسواق وتغطيته لاحتياجات المواطنين من الخضار، وذلك لأن القطاع على أبواب فصل الربيع الذي يعتبر أفضل المواسم الزراعية.

هذا ويشهد قطاع غزة ارتفاعا في نسبة الفقر والبطالة وتردي في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين في ظل قيام التجار بتصدير العديد من أنواع الفواكه والخضار إلى إسرائيل ومصر والعالم العربي ، مثل الطماطم والبطيخ والقمح والشعير والذرة والباذنجان، والفاصوليا الخضراء والفلفل الحار .