خبر النادل ليس خادما- هآرتس

الساعة 09:17 ص|13 ديسمبر 2011

النادل ليس خادما- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

150 محل تجاري في اسرائيل يستخدم حتى الان ما يسمى "منظومات الاستدعاء الهادئة". وهذا تعريف مغسول لسوار الكتروني، يضعه النادلون والنادلات على رسوغهم ويرتج السوار كلما كان الزبون معنيا بالخدمة. نمرود حاييم، صاحب امتياز لتفعيل السوار، تعرف على المنظومة لاول مرة في بنما، اجتاز تأهيلا في كوريا الجنوبية، وبزعمه "الشركة الدولية رأت الى أي انجازات وصلنا في البلاد في فترة قصيرة جدا وامتلأت عجبا. اليوم هم يستخدمون الخطة التجارية وبمساهماتنا في كل العالم".

        أصحاب المحال التجارية – الذين يدفعون مقابل "منظومة الاستدعاء الهادئة" 500 – 1.500 شيكل في الشهر – يبررون استخدام السوار بحجة ممجوجة بأن هذه "وسيلة لتحسين الخدمة". وعلى أي حال فانهم لا يقدمون رأيهم في الثمن الاخلاقي الذي ينطوي عليه "تحسين الخدمة" وبالاوضاع التي ترافقه. حقيقة أن بني البشر يفعلون بوسائط تكنولوجية رجاجة، وكأنهم آلات، لا تشعل عندهم ضوءاً أحمر. الحاجة المتسلطة "لتحسين الخدمة" – أو، بتعبير آخر تحسين شروط جمع المال – والمكانة المتدنية على أي حال لشريحة مقدمي الخدمة في هذه الاعمال التجارية تسمح بالمنزلق السلس. في نهاية هذا المنزلق انسان يضغط على زر، ينقل تيار كهربائي، جسد إنسان آخر يرتج – وكله كي يتلقى قهوة ممزوجة بالحليب او عجة بالسرعة الممكنة.

        شبكة "قهوة قهوة"، التي بدأت التجربة في مقاهيها، قررت قبل نحو اسبوعين ونصف الاسبوع التوقف عن استخدام السوار. قد فعلت الشبكة ذلك بعد تهديد بمقاطعة مستهلكين، جرت أساسا على الفيسبوك.

        ليس صدفة ان وقف التجربة لم يتم لاعتبارات أخلاقية او ايديولوجية، بل لاعتبارات الصورة العامة والاعتبارات الاقتصادية. وعليه، فيخيل أن الطريق الاكثر نجاعة لانزال السوار الالكتروني منوط برفض الزبائن التعاون مع هذا التشويه الاخلاقي. ليس فقط من على صفحات الفيسبوك والشبكات الاجتماعية الاخرى، بل في الواقع نفسه: في المقاهي والمطاعم. على الاقل الى أن يستوعب اصحاب المصالح التجارية: النادلون والنادلات ليسوا خدما، الزبائن ليسوا اسيادا والمال ليس كل شيء.