خبر لا تُغضبوا بوتين- يديعوت

الساعة 09:14 ص|13 ديسمبر 2011

لا تُغضبوا بوتين- يديعوت

بقلم: غيورا آيلاند

(المضمون: الدعوة الى صفقة عامة بين روسيا والولايات المتحدة تحفظ مصالح الطرفين الكبرى وتتدخل اسرائيل لاتمامها بتأثيرها في الولايات المتحدة - المصدر).

        أغضبت هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، قبل اسبوع جهات في اسرائيل حينما انتقدت علنا ظواهر مثل إقصاء النساء. وقد بالغت هذا الاسبوع حينما انتقدت بشدة عملية الانتخابات في روسيا وأفضى هذا الانتقاد كما كان متوقعا الى رد غاضب جدا من بوتين.

        ما الذي أرادت السيدة كلينتون ان تحرزه بحديثها عن مفاسد الديمقراطية الروسية؟ ليس واضحا. أما الواضح فهو أن هذا القول قد قلل أكثر احتمال منع قنبلة ذرية عن ايران، ولا صلة بين هذين الأمرين في الظاهر لكن الحديث في الواقع عن صلة قوية جدا.

        ان روسيا، مثل أكثر الدول في العالم، لا تريد ان تصبح ايران قوة ذرية، بيد ان هذا بالنسبة لروسيا مصلحة أهميتها ضئيلة جدا. فما هي المصلحة الروسية التي هي أقوى من ذلك؟ يوجد في نظر بوتين (أو روسيا بشكل عام) ثلاث مصالح كهذه: الاولى، ألا تتدخل أي جهة خارجية، والولايات المتحدة في الأساس، في شؤون بلاده الداخلية؛ والثانية، ان تظل الدول التي كانت ذات مرة جزءا من الاتحاد السوفييتي تحت تأثير روسي؛ والثالثة، ان يعيد الى روسيا مكانتها باعتبارها قوة عظمى مساوية للولايات المتحدة.

        ويرى بوتين ان الولايات المتحدة، في عهد بوش وعهد اوباما، تعمل بصورة منهجية وعلى عمد للمس بهذه المصالح الثلاث بالضبط. ففي سنة 2005 زار نائب رئيس الولايات المتحدة آنذاك، تشيني، زار لتوانيا – وهي دولة حساسية روسيا بها من أعلى الحساسيات – وفي خطبة علنية هاجم بوتين شخصيا لعدم وجود ديمقراطية في روسيا. وقام نائب الرئيس الحالي، بايدن، بفعل أشد حينما زار جورجيا في تموز 2009 بعد الحرب بسنة فقط بين هذه الدولة وروسيا، وأيد بخطبة معلنة موقف الجورجيين بل وعد بمساعدة عسكرية سخية.

        ما الذي تسببه هذه التصريحات كتصريح السيدة كلينتون؟ تسبب قرارا روسيا محسوبا على التشويش على كل مبادرة ومصلحة امريكية سواء كان الحديث عن ايران أو عن سوريا أو عن كل مكان آخر، ولهذا كلما أرادت الولايات المتحدة ان تستعمل ضغطا أكبر على ايران وطلبت تأييدا دوليا، ستعارض روسيا.

        ان المعارضة الروسية لكل مبادرة تفضي الى عزل ايران تُسهل على دولتين كبيرتين أخريين أن تسيرا على آثارها وهما الصين والهند اللتان تحتاجان الى النفط الايراني. ومن المريح لهما ان تختبئا وراء الظهر الروسي العريض. وتكون النتيجة واضحة وهي ان ايران في ضغط حقا لكنه ليس ضغطا يستطيع ان يفضي الى النتيجة المأمولة.

        وماذا تستطيع اسرائيل أو يجب عليها ان تفعل في هذه الحال؟ ان هذه الظاهرة التي نصفها واضحة في اسرائيل منذ سنين لكن رؤساء الحكومة يمتنعون عن ان يوصوا الامريكيين بالأمر الوحيد الذي ربما يوقف ايران أو يفضي الى سقوط النظام هناك بلا عمل عسكري. وهذا الشيء هو "صفقة عامة" امريكية – روسية تعطي الولايات المتحدة، من جملة ما تعطي، ما هو مهم جدا في نظرها – تحالفا فعالا على مواجهة ايران – ولا تضر من جهة ثانية بمصالح روسيا الثلاث الأهم.

        ان خطأ الامريكيين أنهم ينظرون الى روسيا كما نظروا (وبحق) الى الاتحاد السوفييتي زمن الحرب الباردة بيد أنه يوجد فرق عظيم بين ذلك الحين والآن. فقد حاول الاتحاد السوفييتي آنذاك ان ينشر الشيوعية على حساب مصالح امريكية مركزية. والوضع اليوم يختلف تمام الاختلاف، فتضارب المصالح الحقيقية بين الدولتين ضئيل ويمكن أن تتم تسويته.

        ونعود إلينا: هل من المناسب ان نتدخل في شؤون "الكبار"؟ حينما يكون الحديث عن شأن مهم جدا ويكون الحل واضحا جدا، فان الجواب واضح.