خبر نصيحة جديرة -هآرتس

الساعة 11:44 ص|08 ديسمبر 2011

نصيحة جديرة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الرسالة التي بعث بها المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإن كانت جاءت بتأخر ما الا أنه حسن أن جاءت. يخيل أن فينشتاين هو الاخر، الذي كان حذرا حتى الان من اتخاذ نبرة حادة والاصطدام بالحكومة بقدر أكثر مما ينبغي، يفهم بان نتنياهو، وزراءه والائتلاف الذي يقف على رأسه قد اجتازوا هذه المرة الخط الاحمر الذي يفصل بين دولة ديمقراطية وبين نظام يطارد معارضيه.

        "سياسة المستشار القانوني للحكومة هي الاقلال قدر الامكان من الاعلان عن قوانين معينة بانها غير دستورية، وذلك بسبب الاحترام لعملية التشريع من جانب الحكومة والكنيست"، كتب فينشتاين في رسالته، محاولا على ما يبدو أن يشرح بذلك الموقف الحذر الذي اتخذه حتى الان. في أزمنة عادية لعله من المهم اتخاذ جانب الحذر من هذا القبيل، غير أن مبادرات التشريع منفلتة العقال في الكنيست الحالية ولبعض من وزراء الحكومة الحالية تجعل الحذر نفسه خطيرا.

        مبررات فينشتاين قانونية في اساسها. فالمستشار يوضح بانه لا يمكنه أن يدافع عن مشروعي القانون اللذين يقيدان التبرعات لمنظمات حقوق الانسان. ويكتب فينشتاين يقول انه "اذا ما نضج هذان المشروعان ليصبحا قانونيين فلن يكون ممكنا الدفاع عنهما في الالتماسات التي سترفع الى محكمة العدل العليا". المشروعان لاوفير اكونيس وباينا كرشنباوم، واللذان سحبا حسب طلب نتنياهو، "يعانيان من خلل في عدم دستوريتهما"، على حد قول فينشتاين، وليسا متوازنيين.

        ولكن القسم الاهم في رسالة فينشتاين لا يتعلق بالاعراف القانونية ولا حتى بالمصاعب الدستورية بل يعتمد على فهم مفاهيم "الديمقراطية" و "حرية التعبير" بعمقها. فينشتاين يدعي بانه بدلا من السماح بحوار مفتوح و "سوق الافكار" النشطة، فان المشروعان يسعيان الى منع التعبير. وعلى حد قوله، فان المشروعين يضعان دولة اسرائيل "في صف واحد مع دول قليلة اتخذت خطوة مشابهة مشكوك أن يكون من الجدير بدولة اسرائيل أن تحسد النظام الذي يتبعها فتتبع هي مثلها".

        بالفعل، خير متأخر؛ لليقظة القاطعة من جانب فينشتاين توجد أهمية هائلة. النصيحة الجديرة التي قدمها لنتنياهو توفر سلما له للنزول عليه عن الشجرة الخطيرة التي تسلق اليها.