خبر خلال مؤتمر..المطالبة بإيجاد فرص للإعلاميات الفلسطينيات وإشراكهن في صنع القرار

الساعة 10:50 ص|08 ديسمبر 2011

خلال مؤتمر..المطالبة بإيجاد فرص للإعلاميات الفلسطينيات وإشراكهن في صنع القرار

فلسطين اليوم- غزة

أوصى إعلاميون وإعلاميات وصحفيون وصحفيات على ضرورة إيجاد إعلام رسمي غير حزبي ونقابة صحفيين قادرة على حل المشاكل والعراقيل التي تواجه الصحفيين والإعلاميين ، مطالبين كافة المؤسسات والأطر الإعلامية والنسوية لإعادة صياغة دورها على أسس سليمة تستطيع تحقيق مطالب الصحفيات والإعلاميات ودراسة المعيقات التي تواجههن

 

جاء ذلك خلال مؤتمر الذي نظمته مؤسسة فلسطينيات – برنامج نادي الإعلاميات الفلسطينيات  بعنوان "الإعلامية الفلسطينية وتحديات المشهد الإعلامي" الأول يوم أمس الأربعاء لمناقشة واقع الإعلاميات الفلسطينيات والتحديات التي تواجه عملهن ، بالإضافة إلى استعراض عدد من الشهادات الحية لإعلاميات.

 

وطالبوا بتوحيد مؤسسات المجتمع المدني والفصائلي وإعادة صياغة برامجها تحت إطار المشاركة الفعالة التي تجمع كافة الصحفيات والإعلاميات وتقوم باحتضان إعمالهن وتساعدهم في بداية مشوارهم الصحفي .

 

وأكدت الإعلاميات  على أهمية إبراز دور المؤسسات الصحفية والإعلامية من خلال الاهتمام بالتطوير والتدريب لكافة الصحفيات الناشئات وعدم إغلاق الأبواب أمامهم  ، وطرح كافة النماذج والتجارب الناجحة والمشرفة للكثير من الصحفيات والإعلاميات وإبراز دورهن.

 

وشددوا في مطالبهم على ضرورة وضع ميثاق شرف يلتزم به الإعلاميون والإعلاميات لمعالجة الواقع الفلسطيني بعيدا عن الحزبية والفصائلية ، وتوفير مساحة كبيرة للمرأة في مجال الإعلام بعيدا عن النظرة الذاتية لها .

 

كما طالبوا بتمكين النساء العاملات في حقل الإعلام للدفاع عن حقوقهن وتعزيز دورهن في كل مواقع صنع القرار الفلسطيني، وتكريم الإعلاميات المتميزات .

 

افتتاح المؤتمر

افتتح الجلسة الأولى من المؤتمر الأستاذ علي برغوث المحاضر بجامعة الأقصى مؤكدا على حق الإعلاميات الفلسطينيات في تحقيق ذاتهن بمجال العمل الصحفي والإعلامي .

 

الورقة الأولى تحدث فيها المحلل السياسي طلال عوكل عن دور الإعلاميات في صناعة القرار الإعلامي ، قائلا:" يعجبني جدا إصرار المنظمات النسوية وقيادات العمل النسوى وتمتعهن دائما بالأمل والقدرة على العمل في أحلك الظروف وتحدي الصعوبات التي تعصف بالوضع الفلسطيني من كل الزوايا ".

وأوضح العوامل السلبية التي أدت عموما إلى التأثير في مكانة المرأة وحقوقها ومكتسباتها ودورها في صناعة القرار على مختلف المستويات ومنها :الاحتلال وسياساته والانقسام والنظام السياسي الفلسطيني والفصل بين الضفة والقطاع وسيطرة الفئوية الفصائلية على دور المرأة.

وبين عوكل طرق العلاج ، مضيفا ": يجب على المرأة ان تنتزع وتفرض حقوقها على مختلف المستويات والتقدم نحو تعزيز التعاون والتنسيق بين كافة الأطر النسوية وتمكين النساء العاملات في حقل الإعلام وإيلاء اهتمام اكبر إزاء امتلاك وسائل الإعلام خاصة لتوفير فرص عمل للصحفيات وتنظيم الحملات من أجل الدفاع عن الصحفيات والعاملات في الحقل الإعلامي".

وفي ورقة العمل الثانية للكاتبة والباحثة دنيا الأمل إسماعيل بعنوان" التحديات الاقتصادية التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات"، فقد أكدت أن التحولات الاقتصادية الناتجة عن طغيان القطاع الخاص المستقل ربما قد يستطيع أن يكفل رعاية وسائل الإعلام والإعلاميين بشكل يوفر استقلال المرأة العاملة في مجال العمل الإعلامي وخضوعها للمنافسة الحقيقة وفق آليات سوق إعلامية حرة .

وقالت:" البيئة الاقتصادية التي تؤثر في أداء الإعلاميات للمهنة الإعلامية الفلسطينية تواجه الكثير من التحديات الاقتصادية ، ورغم ذلك استطاعت كسب الكثير من المساحات وتقليص الكثير من الانتهاكات التي تمارس ضد حقوقها الإعلامية سواء في جانبها المطلبي أو المهني وإن كانت تسير بشكل بطيء ".

وأجملت إسماعيل الانتهاكات التي تتعرض لها الإعلاميات الفلسطينيات ومنها انعدام توفير فرص العمل واستغلال الإعلاميات داخل المؤسسات في أعمال غير إعلامية، إلى جانب عدم توفير عقود وفرص التدريب ، وعدم توفير حماية القانونية للإعلاميات وانعدام وجود فاعل لنقابة الصحفيين ، إضافة إلى تدني أجور العمل ووجود نسبة عالية من العاطلات وغيرها من الانتهاكات التي تمارس صراحة وخفية ضد الإعلاميات .

أما الإعلامية ماجدة البلبيسي مراسلة جريدة القدس وفي ورقتها التي جاءت بعنوان "التحديات الذاتية التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات "، تحدثت عن الدور الذي لعبته المرأة الإعلامية في المجتمع بالآونة الأخيرة , وعن قدرات المرأة الإعلامية في نقل الحدث بعيون فلسطينية وبطريقة موضوعية بعيدة عن الزيف .

وبينت البلبيسي العوامل المرتبطة بصورة المرأة الإعلامية لنفسها ومنها :مدى تقبل المجتمع لعمل ودور الإعلامية ونظرته لهذا الدور والمعيقات الموضوعية المحيطة بالعمل الإعلامية المرتبطة بالمؤسسة الإعلامية الرسمية والسلطات الحاكمة، ومدى توافر مساحة من حرية الرأي والتعبير في المجتمع ، إضافة إلى مدى امتلاكها لمقومات النجاح والتحدي في هذا الحقل بالذات وطبيعة التنشئة التي تلقتها الإعلامية ومستوى الدعم الأسرى المقدم لها.

وتطرقت البلبيسي إلى تجربتها والملاحظات عليها ومتابعة العمل الصحفي من حيث الفجوة بين الصحفيات والقائمين علي المؤسسات الإعلامية ، حيث أثرت على أدائها الإعلامي وثقتها بنفسها وأحدث فجوة على المدى البعيد نوعا من الاغتراب لدى الصحفية .

وطالبت أن يكون الإعلاميات حاملات لرسالة في الدرجة الأولى وهي إنسانية ووطنية وان يكونوا معول بناء وتطوير لمحتوى الرسالة والمضمون ، وأن تمتلك الأدوات والمقومات التي تجعل لها بصمات واضحة المعالم في ظل التزاحم الإعلامي .

وبعد انتهاء الجلسة الأولى فتح باب النقاش مع الحضور حيث وجه عدد من الإعلاميات والإعلاميين عدة أسئلة إلى المتحدثين ومن ثم استراحة .

تحديات مجتمعية

وافتتح الجلسة الثانية الإعلامية فداء المدهون ، حيث تحدثت بالورقة الأولى الإعلامية هداية شمعون عن "الإعلاميات والتحديات المجتمعية"، ودور المرأة الفلسطينية في المجتمع.

 ولخصت الموضوع في مستويين الأول: اجتماعي سياسي والانعكاسات بالأشخاص , والثاني صورة المرأة " جزء من واقعين "واقع المرأة الفلسطينية - واقع المرأة العربية "

وتحدثت شمعون عن التحديات المجتمعية من ناحية الأسرة وثقافة المجتمع وقضايا المرأة الإعلامية ، والتلوثات المرعبة التي حوصرت بها المرأة من عانس إلى مطلقة وأرملة ، ومحاصرة المرأة الإعلامية من المجتمع الذكوري بالرغم من وجود بعض حالات التمرد .

أما الورقة الثانية للجلسة ، فقد تحدث خلالها الإعلامي والباحث في الشؤون السياسية عماد محسن " بعنوان تراجع تغطية الإعلاميات للواقع الاجتماعي والنسوي لصالح العمل السياسي أو الحزبي "، مشيرا إلى أهمية الإعلام من عدة مجالات في حياة الشعوب والأمم وعن دور المرأة الإعلامية في تحسين أوضاعها في مجال عملها وعن المجتمع الذي ما زال يكرس البعد النوعي لجوانب عدم المساواة بين المرأة والرجل .

وعدَد محسن أسباب تراجع دور المرأة في طرح قضايا مجتمعها ونوعها الاجتماعي لحساب التصدي لمتطلبات الحياة السياسية والحزبية ، موضحا التغير الذي حدث في صورة المرأة بوسائل الإعلام وحجم الوعي بقضايا والنهوض بالمرأة على المستوى الرسمي والاجتماعي .

وبين العقبات التي تقف في وجه مسيرة المرأة الفلسطينية ومنها القوانين المجتمعية والممارسات الإدارية وغياب المؤسسات المجتمع المدني وظاهرة التوزيع التقليدي للأدوار ونظرة المرأة إلى نفسها وأنها لم تصل بعد إلى نقطة التوازن .

وذكر محسن ما هو المطلوب من القائمين على الإعلام والاتصال للنهوض بالمرأة الإعلامية خاصة والمرأة عامة .

الانقسام والإعلام

من جهتها قدمت الإعلامية سمر شاهين الورقة الثالثة " بعنوان بصمة إعلامية نسوية تتحدى السياسية والمجتمع" ، وتحدثت عن المناخات المتقلبة التي مرت فيها الإعلامية الفلسطينية على الصعيدين السياسية والاجتماعية .

 وبينت تأثير الحالة الفلسطينية التي سببها الانقسام عام 2006 م على الإعلام الفلسطيني بكافة مكنوناتها ، وكيف أثرت وضيقت على عاتق الإعلامية الفلسطينية وأضفت لها مهام جسام فوق المهام التي كانت ملقاة على عاتقها .

وركزت شاهين في حديثها على دور الإعلاميات الفلسطينيات في مقاومة الانقسام والمعوقات التي واجهتهن ، داعية إلى ضرورة عودة الإعلام الفلسطيني عن مساره في دعم القضية الفلسطينية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي والبعد عن المناكفات السياسية , وعددت التحديات التي واجهت الإعلاميات وكيف استطاعت ان تقف في وجهها وتقاوم كل الأسباب التي حدة من عملها .

هذا واستعرضت الجلسة الثالثة من المؤتمر "شهادات حية من إعلاميات في الميدان" حيث أدارت الجلسة الإعلامية تغريد أبو طير ، التي تساءلت عن مابعد المؤتمر ومصير التوصيات التي سيخرج بها ، ومتى سيكون للمرأة دورا في صنع القرار السياسي .

حيث تحدثت عن تجربتها المذيعة المصرية نشوى شاكر من قناة المحور، موضحة أنها سعيدة بوجودها في قطاع غزة وبين أهلها ".

وقالت ": تحديت الحكومة المصرية وجئت إلى غزة من مصر عن طريق النفق بدعوة من فضائية راجعين بالرغم من الشعور بالخوف من انهيار النفق ".

وبينت أنها من المحظوظات من خريجات الإعلام بمصر حيث تعلمت بشكل جرئ ,مشيرة إلى أن الحكومة المصرية انتقدتها بشكل سلبي ورغم ذلك استمرت في العمل الصحفي ، مقدمة شكرها للظروف التي أتاحت لها الحضور في هذا المؤتمر والقائمين عليه .

نماذج مشرفة

وفي نفس الجلسة تحدثت هنادي نصر من فضائية القدس عن تجربتها وقالت" :العمل في الإعلام يحتاج إلى إبداع وعمل مستمر ,حيث سجلت سبقا صحفيا يوم انطلاق الإذاعة ونافست الذكور ".

وتذكر أنها لم تحصل علي مكافئة مالية خلال عملها في بداية عملها ,فعملت في إذاعة صوت الحرية لمدة 3 سنوات ونصف وكان عملها من اجل إثبات النفس وهي لا تعتبره استغلال لأنه كان بإرادتها ، داعية الإعلاميات الخريجات إلي ضرورة حفر لها اسم من اجل الوصول إلى القمة لتكون معروفة ومن ثم تبحث عن الأجر المادي.

كما تحدثت عن تجربتها الإعلامية سامية الزبيدي لتقول ":عملت في الغيداء وصوت الشعب وحقوق الإنسان وغيرها الكثير ورغم ان الواقع يفرض العمل الحزبي لأنني اطمح أن أكون في مجال عملي أعبر فيه عن طاقاتي الإبداعية ".

وتؤكد أنها استطاعت أن تحقق نفسها وجدارتها بأنها كاتبة متميزة وأخرها تفجير قضية لا إنسانية للنساء في كشك الولادة في احد مستشفيات القطاع ، موضحة أن الإرادة هي التي تستطيع أن توصل الصحفية إلى ما تريد .

بدورها تحدثت الإعلامية الرياضية نيلي المصري عن تجربتها قائلة:" نشأت في بيئة رياضية فوجدت تشجيعا لتمنية هواياتي الرياضية وبداية انطلاقي كان من إذاعة الحرية "محررة للبرامج والإخبار الرياضية "وقدمت برنامجين الأول كان على الهواء مباشرة والثاني عبارة عن برنامج متابعة للأخبار الرياضية ".

ولا تنكر المصري وجود زملاء ذكور ساعدوها في عدة استشارات أو تغطيات في الملاعب وكان شعورها جميل وخصوصا عند لقاء المسئولين ,وكان أخرها لقائها الأخير كصحفية في مباراة "وفاء الأحرار".

وتابعت ": كنت سعيدة في مشاركة لشؤون المرأة في فلم "يتحدث عن الرياضة النسوي " وفي النهاية استطعت ان اخذ العضوية الرياضية في اتحاد الدولي للرياضة ".

وقالت المذيعة دعاء مصلح " إذاعة صوت القدس " : قدمت في مرحلة الثانوية برنامج أطفال في أحد القنوات الفضائية ,ولكن الخوف كان من حديث الناس عن عملي في هذا المجال وفي مكان مختلط وأنني سأكسر الحواجز التي تفرضها العادات والتقاليد ".

وتبين أنها عند اختيارها للتخصص الجامعي درست ما طلب منها ولكن خاضت مجال الإعلام لترسل معاناة الشعب للعالم.

مداخلات

وفي مداخلات عدد من الصحفيين ، قال المحلل السياسي يحي رباح:" إن الإعلامية الفلسطينية ليست وحدها التي تواجد المشاكل في عملها ولكن هناك الطبيبة والمهندسة والمدرسة "، مؤكدا أن عدد الإعلاميات يفوق عدد الإعلاميين الرجال .

 

وأضاف:" نعم تعاني المرأة من مشاكل في وسائل الإعلام واعتقد أن وضع المرأة منذ 30 عاما كان أفضل بكثير من النساء اللواتي أخذن مناصب قيادية عليا أمثال خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية" .

 

بدوره قال المحلل السياسي هاني حبيب :" إن بعض الصحفيين لا يملك أرضية كاملة وخصبة للتعامل معهم وأن معظمهم لا يستحق التواصل والاستمرار معه ".

 

من جهته طالب الكاتب والمحلل السياسي حسن الكاشف كافة المؤسسات الإعلامية والجامعات بإنشاء مراكز تطوير وتدريب للصحفيين وتأهيلهم في مجال العمل الصحفي .

 

وأكد أن الإعلامية الفلسطينية إن لم تكن قادرة على تأهيل نفسها فإنها فعلا ستؤدي إلى تدهور عملها الصحفي ، مشيرا إلى أن مسألة التطوير والتأهيل يجب أن تبدأ بالجامعات .