خبر بالصور..بركة لمياه الصرف الصحي تبتلع أربعة أطفال بخانيونس..من المسؤول؟

الساعة 06:36 ص|07 ديسمبر 2011

بالصور..بركة لمياه الصرف الصحي تبتلع أربعة أطفال بخانيونس..من المسؤول؟

فلسطين اليوم_ خانيونس "مثنى النجار"

في ساعات الصباح الأولى كان الشاب أحمد نظمي أبو سحلول 28 عاماً يلاعب، برفقة والدته الحاجة أم رائد، طفليه وسام 5 أعوام وملك 3 أعوام ويتحدث الابن والأم وتقول له الأم "بدنا طفل ثالث يا ابني"، رد أحمد: "أنا مستكفي فيهم ومبسوط بنعمة الله عز وجل".

هذه العبارات وتلك المحادثة لم تتناغم مع ما كان القدر يخبئه لأحمد وطفليه، فقد لقي الشقيقان وسام وملك مصرعهما غرقاً أثناء اللعب في مكان محاذٍ لبركة لمياه الصرف الصحي المتجمعة بالقرب من منازل الحي.

تفاصيل الحادثة

يبين الشاب حسام، احد أقرباء الطفلين، ما حدث ويقول :" غاب وسام وملك قليلاً الأمر الذي أقلق والدهم الذي خرج ليبحث عنهما، فلم يجد أطفاله في مكان اللعب، أخذ يسأل هنا وهناك , وبعدها لم نترك منزلاً في الحي إلا سألناه عن مكان تواجد الطفلين دون جدوى" .

لم يدر في خلد والدهم أو أي من سكان الحي أن وسام وملك قد غرقا في بركه تجميع مياه الصرف الصحي منذ ساعات طويلة، وكانا بحاجة لمن ينقذهم من هذه الكارثة التي ألمت بهم.

ويوضح حسام: " لحظة إخبارنا بمكان تواجدهما كانت عبر كلمات سقطت من فم أحد أطفال الحي الذي كان يلعب معهما قبل الغرق وكانت كلماته "وسام وملك سقطوا في البركة"، دفعت هذه الكلمات الجميع للتوجه فوراً نحو البركة، بعد اتصالهم بالجهات المعنية من الشرطة والدفاع المدني، إلى أن قدر الله عز وجل أن يُعثر على جثمان الطفلين وقد فاضت روحهما إلى بارئها.

ويضيف حسام :" فاجعة كبيرة ألمت بعائلة الطفلين وسكان الحي لهذا المصاب الجلل"، مشيراً إلى أن مخيمهم يشهد كثافة سكانية، ويجد الأطفال صعوبة في العثور على متنفس لهم للترويح إلا في الملعب القريب من هذه البركة .

بكت جدة الطفلين وسام وملك الحاجة أم رائد بحسرة على فراق أبناء نجلها وإكتفت بالقول في حديث مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية ", ما في غير الله والأولاد لأبوهم، لن أنسى وسام الذي كان يتردد علي كل يوم، ويطلب مني شيكلاً لشراء بعض الحاجيات، ولا جمال صغيرتي المحبوبة ملك البريئة.

وصبت جدة الطفلين جام غضبها على تقصير المسئولين من مخاطر تواجد "البركة"، ونتائجها التي أودت بحياة عدد من أطفال المنطقة، داعيةً إلى ضرورة محاسبة المسئولين عن هذا التقصير.

وتضيف الجدة "بعد شوق وعطش الأبناء، وبعد حوالي 11 عاماً ويزيد ربنا رزق إبني أحمد بوسام وملك، واليوم يموت الأطفال في هذه الكارثة غير المتوقعة، لكن لله ما أخذ ولله ما أعطى".

أبو عصام مختار عائلة أبو سحلول وصف حادث وفاة الطفلين بالمؤلم، والخطير جداً، محملاً إدارة وكالة الغوث في المدينة وبلدية خان يونس المسؤولية الكاملة، مبيناً أنهم طالبوا كثيراً كافة الجهات من أجل وضع الحلول للمشاكل التي تلحقها البركة والتي تقع على مساحه أكثر من دونم وتجاور منازل المواطنين في الحي.

ودعا إلى ضرورة شفط مياه البركة وتوفير الحماية العاجلة لأطفال الحي، منوهاً إلى أن البركة لم تعد تتحمل أكثر من تجمع المياه العادمة التي وصل عمقها لحوالي 3 أمتار حسب قوله.

وبين أبو عصام أن هذه البركة أقيمت منذ 20 عاماً، وتم تجهيزها لتجميع مياه الصرف الصحي الخارجة من منازل سكان الحي وكانت منفعة والآن هي أكبر مضرة على حياة أبنائنا.

البلدية تدافع عن نفسها

وعبرت بلدية خانيونس على لسان رئيسها محمد هاشم الفرا عن أسفنا وقدمت عزائها لوالد الطفلين وسألت الله أن يخلفهم خيراً .

وعن خطر هذه البركة قال الفرا في لقاء مع "مراسل فلسطين اليوم الإخبارية" إن  البلدية هي أول من دق ناقوس الخطر نتيجة تأخر مشاريع الصرف الصحي , وتحدثنا كثيراً عن ضحايا هذه البرك , وعندما توفرت لنا منح لإنشاء شبكات صرف صحي أعطينا الأولوية الكبرى والحصة الأكبر لإحياء المعسكر .

وأشار إلى أن بعض البؤر الساخنة وأهمها معسكر القطاطوه بقيت , حيث تواصلت معنا الطواقم الفنية لوكالة الغوث وتم إعداد المخططات لإنشاء شبكة صرف صحي في ذلك المكان لإنهاء مشكلة البركة , مؤكداً انه تم إعتماد موازنة من قبل وكالة الغوث لكنها تأخرت عن التنفيذ لأسباب لم توضح  من قبل الوكالة.

والمشروع الذي تأخرت الوكالة عن تنفيذه هو عبارة عن إنشاء بركة صغيرة مغلقة بالباطون ومنها يتم الضخ مياه الصرف الصحي المتجمعة للشارع العام شارع البحر بواسطة مضخة.

وشدد الفرا على أن المسئول الأول عن الخدمات في هذا المخيم هي وكالة الغوث ونحن ما نقوم به أمور تقصر فيها الوكالة .

 

 


بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس
بركة خانيونس