خبر مشاريع « الأونروا » تخلق أزمة في البنائين المهرة بغزة

الساعة 06:45 ص|03 ديسمبر 2011

مشاريع "الأونروا" تخلق أزمة في البنائين المهرة بغزة

فلسطين اليوم-الأيام

أسهمت سلسلة المشاريع التي بدأت وكالة الغوث الدولية بإنشائها في محافظة رفح، مؤخرا، في خلق عدد كبير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لمئات العمال في مجال البناء.

ويتوجه مئات العمال يوميا من مختلف أنحاء قطاع غزة إلى مدينة رفح للعمل في المشاريع التي تتوزع في أماكن متفرقة من المحافظة، خاصة قرب حي تل السلطان.

وفي المقابل، وجد العشرات فرص عمل سواء في مصانع الباطون أو معامل الحجر أو الورش التي عادة ما تزود المشاريع بمواد إنشائية متنوعة.

وشوهد عشرات العمال يتوجهون إلى حي تل السلطان، حيث تقام أكبر المشاريع، لاستلام عملهم الذي يمتد في بعض الأيام حتى ساعة متأخرة من الليل ويقسم لأكثر من وردية.

ويقول الشاب أحمد الفرا من سكان محافظة خان يونس: إنه وجد فرصة عمل مع أحد المقاولين بعد أن ظل بلا عمل لأكثر من عام، في أعقاب فقد عمله في أحد الأنفاق على الشريط الحدودي بعد أن أغلقه مالكه.

وبين أنه ورغم صعوبة العمل ومشقته إلا أنه يبقى أفضل بكثير من العمل في الأنفاق، قائلا "يكفي أننا نرى الشمس ولا نشعر أننا في قبور".

ونوه الفرا إلى أنه شعر بسعادة حين علم أن وكالة الغوث بصدد البدء بتنفيذ المزيد من المشاريع، وأن المقاول الذي يعمل معه ينوي التقدم لمناقصات أخرى، ما يعني الحصول على فترة عمل أطول وتخفيف معاناة أسرته التي استمرت لأشهر طويلة.

أما المواطن حسام عمر، ويقطن في محافظة الوسطى، فأشار إلى أنه وجد فرصة عمل في المشروع المذكور بعد أن أخبره أحد أصدقائه عن حاجة المقاولين لعمال مهرة.

وأوضح عمر في الأربعينيات من عمره ويعمل حدادا في تجهيز قضبان الحديد التي تدخل في أسقف الخرسانة، أنه يتقاضى 80 شيكلا يوميا نظرا لخبرته ومهارته التي اكتسبها من عمله داخل الخط الأخضر.

وأشار إلى أنه يتوجه يوميا برفقة عدد من العمال لمحافظة رفح، وبين أنهم محظوظون كونهم استلموا العمل في فصل الشتاء حيث درجات الحرارة منخفضة والعمل لا يكون مجهدا كما في الصيف.

أما المهندس المدني فادي جمعة، فأشار إلى أن المشاريع المذكورة وفرت فرص عمل لعدد كبير من المهندسين.

وبين جمعة أنه كان من المحظوظين ونجح في العثور على فرصة عمل بعد وقت قصير من فقد عمله في إحدى المؤسسات.

وقال: إنه بات يفكر جديا بالتعاون مع عدد من المهندسين والمقاولين وتنفيذ مقاولات لحسابهم، مستغلين الحاجة الكبيرة لمقاولين وبنائين مهرة.

وكان العديد من المواطنين والمقاولين اشتكوا من وجود نقص حاد في البنائين المهرة وارتفاع أجورهم بصورة غير مسبوقة.

ويشير أحد المقاولين إلى أنه يواجه صعوبة في وجود البنائين الذين أصبحوا مطلوبين للعمل ويومية الواحد منهم تتجاوز 120 شيكلا.

وبين "أبو محمود" أن المقاولين سيواجهون مزيدا من النقص في العمال مستقبلا، خاصة حين تدخل عمليات البناء مراحل أخرى.

أما المواطن محمد قريناي، فأكد أنه واجه مشكلة في إيجاد مقاولين مهرة لتشييد منزله، موضحا أنه اضطر لدفع أجور مضاعفة وانتظر أياما طويلة حتى وجد من ينشىء له المنزل.

من جهته، قدر يوسف موسى مدير مكتب وكالة الغوث في مدينة رفح عدد العمال ممن يعملون بشكل مباشر في مشاريع "أنروا" التي تنفذ في أكثر من موقع من محافظة رفح، بنحو 1200 عامل على الأقل، موضحا أن ثمة أعدادا أخرى وجدت فرص عمل غير مباشرة.

وأكد موسى أن العدد مرشح للزيادة بعد دخول عمليات البناء مراحل أخرى، والبدء بإنشاء مشاريع يتم التجهيز لها حاليا.

كما أوضح أنه ونتيجة للنقص الحاد في العمالة المدربة وتلبية لمتطلبات السوق المحلية ومساهمة في توفر فرص عمل للعديد من الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ باستكمال دراستهم الأكاديمية، بادرت دائرة التربية والتعليم في "أونروا" باستحداث برنامج تدريبي للطلاب لتعلم المهن المختلفة في مجالات البناء في مركزي التدريب المهني بغزة وخان يونس لمدة ستة أشهر، يحصل بعدها الطالب على شهادة مصدقة.

وأفاد خليل الحلبي نائب رئيس برنامج التعليم في وكالة الغوث بأن هذه الفرص تمكن الطلاب من الحصول على فرصة عمل مع مقاولين تتكفل الوكالة بأجورهم لمدة ستة أشهر، على أن يلتزم المقاول بعد ذلك بتشغيلهم لمدة ثلاثة أشهر إضافية، بحيث يتمكن بعدها الطالب من الالتحاق بالسوق المحلي.

وأوضح موسى أن مدينة رفح تشهد طفرة عمرانية غير مسبوقة، أعادت الحياة لقطاعات واسعة فيها وأسهمت في إدخال الفرحة والأمل في نفوس آلاف المهجرين ممن فقدوا منازلهم.

وكرر موسى شكر وكالة الغوث لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وللشعب السعودي الكريم، على هذه المبادرة الطيبة والتبرع الكريم لإعادة إعمار مدينة رفح.