خبر انطلاق قطار المصالحة .. هيثم الصادق

الساعة 12:14 م|27 نوفمبر 2011

انطلاق قطار المصالحة  .. هيثم الصادق

هل تجاوز الفلسطينيون مرحلة الانقسام والتشرذم وانطلقوا إلى الإصلاح الوطني الشامل على أرضية الوحدة الفصائلية والشراكة الحقيقية بين جميع القوى الوطنية؟ هل يمكن اعتبار لقاء عباس مشعل الخميس الماضي بالقاهرة وما أعقبه من اجتماع فصائلي موسع هو إزهار الربيع الفلسطيني الذي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني بمقولة «الشعب يريد المصالحة الوطنية»؟

 

هناك مؤشرات عديدة ترجح مصداقية الطرفين في تكريس المصالحة أهمها العنجهية الصهيونية التي أفشلت مشروع الحل التفاوضي الذي بني على أساس اتفاق أوسلو بعد أن أكدت الممارسات المتواصلة للكيان الصهيوني استخفافه بكافة بنود تلك الاتفاقية واستخدامه المفاوضات كمظلة لكسب الوقت والاستمرار بل والتعجيل في وتائر الاستيطان دون الاعتراف بحق الفلسطينيين في السيادة على أرضهم ونيل استقلالهم الوطني وبناء دولتهم وعاصمتها القدس، وبروز أهمية تفعيل المقاومة بكافة أشكالها لحماية الشعب الفلسطيني بعد مواصلة الكيان الصهيوني جرائمه وانتهاكه لأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية متجاهلا بشكل صارخ وجود تلك السلطة، فحملات الاعتقال والمداهمة وهدم البيوت متواصلة في تلك المناطق، التي يفترض أنها تحت النفوذ الفلسطيني وفق اتفاقية أوسلو، أمام أعين السلطة الفلسطينية منذ اقتحام سجن أريحا وإخراج مسؤولي الأمن هناك عراة واختطاف المناضل أحمد سعدات منه، وحتى بعد التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة وحتى اللحظة.

 

ومع ترجيح المصداقية من الطرفين في إنجاز الوحدة الوطنية والتركيز على التناقض الرئيسي مع الكيان الصهيوني الذي يمارس حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني ويواصل حرق الزيتون الفلسطيني والأحراج ونهب الأرض وتقطيع أوصال السلطة فإن الحكم على نجاح المصالحة منوط بترجمة روح الوفاق الوطني المنبثقة من الاجتماع إلى خطوات عملية بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ووقف ممارسات الأجهزة الأمنية في ملاحقة واعتقال واستدعاء المدافعين عن برنامج المقاومة، وتوفير أجواء الحرية والديمقراطية في الإطار الوطني الفلسطيني، وتجنب سياسة الإقصاء والتهميش للرأي الآخر ولبرنامج المقاومة، إذ أن مثل هذه الخطوات تفتح الباب واسعا أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني في الوقت الذي اتفق عليه الطرفان وهو مايو المقبل، تلك الانتخابات الشعبية التي ينبغي أن تجرى بنزاهة وشفافية ليقرر الشعب الفلسطيني بكافة فئاته الاجتماعية وانتماءاته الفصائلية مصيره الوطني ويحدد بوصلة المستقبل.

 

الانتخابات الشعبية ضرورة ملحة ليقول الشعب في إطار من الحرية والديمقراطية «ماذا يريد» فإرادة الشعب تصنع مستقبل الأوطان، ولكن ينبغي توفير أجواء حقيقية لتمكين الشعب من أن يقول كلمته، وذلك من خلال إيفاء الطرفين بكافة استحقاقات المصالحة الوطنية وإفشاء أجواء الديمقراطية الحقيقية فكرا وممارسة من خلال وقف إرهاب الأجهزة الأمنية ووقف حملات الاعتقال والاستدعاء التي تمارسها أجهزة تابعة للسلطة، كما أن الوفاق الوطني على آلية الحكومة وتفعيلها من شأنه أن يعيد صياغة العلاقة بين رئتي الوطن الفلسطيني على أسس سليمة.

 

صحيفة الوطن القطرية