خبر ليس هكذا تورد الإبل يا سيادة اللواء! بقلم النائب جهاد طمليه

الساعة 08:17 م|24 نوفمبر 2011

ليس هكذا تورد الإبل يا سيادة اللواء! بقلم النائب جهاد طمليه

بقلم النائب جهاد طمليه

رئيس مركز شباب الأمعري

إيماناً منا بأن المسيرة الرياضية الفلسطينية ودوري كرة القدم يفترض أن يسير بكل ثبات والتزام, بادرت بدافع الشجاعة الأخلاقية والإقرار بحق الآخرين المعنوي إلى الاعتذار لكل من شعر بالإساءة في مباراتنا مع الأشقاء هلال القدس ولكنني صعقت عندما علمت من وسائل الإعلام بقرارات الاتحاد العسكرية بحقنا وكأننا دمرنا المنظومة الأخلاقية الرياضية فكانت رائحة التسلط وعدم الاستعداد للاستماع إلى الآخرين ومحاولة تقبل حالات الانفعال الطبيعي التي ترافق الرياضة في كل أنحاء العالم بارزة وواضحة, الأمر الذي أثار دهشتي وتعجبي من هذا الموقف ومن هذه العقلية في تقيم الأمور.

ففي أي مكان على هذه الأرض يحاكم الجمهور على هتاف يطالبون فيه بحقهم ويعبرون عن رأيهم دون تجاوز الحدود الأخلاقية والرياضية, وكيف يتم استدعاء كابتن الفريق إلى مقصورة الضيافة في وسط المباراة دون قرار من الحكم ومن ثم يتفاجئ الجميع بانتهاء المباراة دون  سابق إنذار أو انتهاء المهلة القانونية, وبأي عرف يفصل إداري من سجلات الإتحاد ويشطب"نهائياً" دون حصوله على أبسط حقوقه القانونية وذلك في الخضوع إلى محكمة رياضة والاستماع إليه ومن ثم الحكم بعدها, وأي جرم هذا الذي يستوجب تشكيل لجان مشتركة مع الإتحادين الأسيوي والدولي لمناقشة أحداث مباراة ضمن الدوري المحلي في محاولة للوصول إلى أقصى درجة من العقوبات, وهل هذا التجاوز هو الأول أو حتى الأخطر والأضخم في دورينا!

الم يعتدى على رجال الأمن والحكام في ملاعبنا تحت أنظارك وأقولها بكل أسف, الم تشتبك الجماهير في أكثر من مباراة بحضورك وتهتف الجماهير بألفاظ نابية على مسامعك ومنها على سبيل الذكر لا الحصر الأحداث المؤسفة التي حصلت في مباراة نهائي الدرع وكانت مبثوثة على الهواء مباشرة وبحضور أهم وسائل ووكالات الإعلام وتم إلغاء البطولة من جذورها على أثر هذه الحادثة, الم تقع إصابات بين الجماهير بالرصاص الحي في ديربي طولكرم الموسم الماضي وغيرها الكثير الكثير من المواقف والقضايا والأحداث التي لم يبت فيها الإتحاد ولم يحرك ساكنا ً.

يا سيادة اللواء عصر القوة والهيمنة والدكتاتورية تنهار في كل لحظة في مختلف أرجاء المعمورة, وها هو الربيع العربي يُسقط من كانوا يظنون أنفسهم خالدين وجبابرة, فلم يعد يمكن أن تحكم الشعوب والمؤسسات إلا وفق أسس أخلاقية عنوانها الحوار والنقاش البناء وتصحيح الأخطاء لمصلحة المجموعة لا الفرد, لقد سقطت "الأنا" الكبيرة ولم يعد لها مكاناً وبالتحديد في الرياضة لأن الرياضة حالة بدنية وفكرية تقوم على تهذيب النفس قبل البدن وتعمل على صياغة إطار منظم يحكم التنافس الشريف بين الشباب ويفجر طاقاتهم وفق قانون واضح وضمن أسس وقواعد أخلاقية.

لا أحد لديه الحق أن يعتبر شهادة ميلاد الرياضة الفلسطينية بدأت معه وستنتهي برحيله, فنحن عاصرنا اتحادات سابقة كثيرة وسنعاصر بعدكم اتحادات أخرى لأن عمر المؤسسة أكبر من عمر الأفراد , وسنبقى ملتزمين بمنظومة الأخلاق التي ترعرعنا عليها . نحن لن نقف متفرجين على هدير الظلم الذي يعصف برياضتنا المحلية فلم نكن ولن نكون إلا مع القانون والنظام الذان يشكلان ضمانة أساسية لبناء قاعدة رياضية متينة وسليمة قادرة على السير بها إلى الأمام , هذا القانون الذي يضمن حقوق جميع الأفراد والمؤسسات ويقف على مسافة متساوية من الجميع ويعمل لمصلحة المجموعة.

وبناءً عليه فإنني أدعوك أنت وزملائك في الهيئة الإدارية للإتحاد بإعادة النظر في العقلية التي تحكمون بها الأمور , وتذكروا دائماً أن الحوار البناء والهادف يتنافى مع صيغ الأمر والتهجم والتهكم وتخوين الأخرين , إن الأسلوب الذي تنتهجونه حالياً سيقودنا إلى الهاوية وسيؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية لذا أقول لك يا سيادة اللواء ويا سادة أعضاء إتحاد كرة القدم " ليس هكذا تورد الإبل".