خبر صفقة ظلماء- هآرتس

الساعة 09:23 ص|22 نوفمبر 2011

صفقة ظلماء- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

من خلف ظهر الجمهور، الذي يتعرف على الصفقات المختلفة المتبلورة حول التعيينات للمحكمة العليا، تتشكل صفقة اخرى، تثير القلق. هذه هي الصفقة التي نسجت في رابطة المحامين، واساسها ابعاد ممثلي النساء عن تركيبة لجنة تعيين القضاة الى المحكمة الحاخامية.

        ومثلما أفاد يئير اتينغر في "هآرتس" أمس، ففي الانتخابات التي ستعقد اليوم في رابطة المحامين تلوح، لاول مرة منذ 12 سنة، أغلبية ساحقة لممثلي الاصوليين، أما الهيئات المعتدلة العاملة على تحقيق حقوق النساء في المحاكم الحاخامية فتدحر جانبا. هذا تغيير ذو أهمية هدامة، معناه سيطرة الميل الرجعي الاصولي على المحاكم الحاخامية.

        صراع عنيد يجري في السنوات الاخيرة بين هذا الميل وبين ممثلي التيارات الليبرالية في اوساط الصهيونية الدينية، وعلى رأسها منظمات مثل "كُلخا" (صوتك)، "مافوي ستوم" (طريق مسدود)، "مركز العدالة للنساء"، "امناء التوراة والعمل" وغيرها. في مركز الصراع تقف المعاملة المتصلبة والمهينة من الكثير من القضاة تجاه النساء. نساء مضروبات يسعين الى الطلاق، نساء يسعين الى التهود أو اجتزن تهودا وتهوديهن لم يعترف به او الغي – كلهن ضحايا منظومة آخذة في التطرف وتدفعهن الى درب من الالام.

        ادراج ممثلية للنساء في لجنة تعيين القضاة حسن الوضع قليلا، بل ونجح احيانا في تأخير تعيين قاض متصلب على نحو خاص. اما الان، في عقدة الصفقات السياسية المرفوضة التي يحثها المحامي يولي غاي – رون ورفاقه في رابطة المحامين، بالتعاون مع متطرفي الاصوليين، ممن لا يمثلون الجمهور الاصولي الغفير بل ويمسون بنساء اصوليات كثيرات، الغيت هذه الانجازات ايضا. المحاكم الحاخامية ستستكمل الخطوة الرجعية المحافظة التي خطت على علمها قمع النساء.

        هذه الصفقة الظلماء هي حلقة اخرى في سلسلة الصفقات التي ينسجها وزير العدل يعقوب نئمان. نئمان، الذي منح القضاة صلاحيات شاذة وماسة، يمسك الان بخيوط الصفقات السياسية المرتبطة بالجهاز القضائي، والمتعلقة الواحدة بالاخرى. ممثلو سواء العقل المعتدل في الكنيست ملزمون بتركيز الكفاح ضد مبادرات الوزير.