خبر يجب ان نكون قلقين -معاريف

الساعة 09:06 ص|20 نوفمبر 2011

يجب ان نكون قلقين -معاريف

بقلم: دانا فايس

(المضمون: هذه المرة تم اجتياز كل الخطوط الحمراء وكل الاطراف يفهمون بان المعركة لن تنتهي بانزال الايدي. الازمنة تغيرت. أيام الانتقاد الشرعي للمحكمة حلت محلها الرغبة في انزالها الى ركبتيها - المصدر).

        صباح الخير يا وزير العدل. صباح الخير يا رئيسة المحكمة العليا. يوم غير سهل بانتظاركما. يوم معركة. ثلاثة تعيينات الى المحكمة العليا على جدول الاعمال. وبعد بضع ساعات ستجدان نفسيكما كتفا الى كتف على رأس طاولة اللجنة لتعيين القضاة، في الوزارة في شارع صلاح الدين في القدس. هوة تفصل بينكما. ثمة من تحدثوا عن عداء حقيقي.

        هذا ليس سرا. كما أنه ليس أمرا جديدا. اسألوا دانييل فريدمان، حاييم رامون (في الفترة القصيرة التي تسلم فيها حقيبة العدل)، تسيبي لفني بل وحتى يوسي بيلين، الذي تبوأ منصب وزير العدل في حينه. عمليا، في عهد تومي لبيد وتساحي هنغبي فقط ساد انسجام بين رؤساء الجهاز. كل باقي وزراء العدل وصلوا الى طاولة اللجنة لتعيين القضاة والتقوا هناك بكتف باردة من جانب رئيسي المحكمة العليا، سواء كان هذا أهرون باراك أم دوريت بينيش.

        على مدى طول الفترة كانت صفقات في لجنة تعيين القضاة. كانت دوما ضغوط وأحابيل والاعيب وبطاقات  وتذاكيات على جداول زمنية وكل تلك الامور التي تعصف بمتفرغي الجهاز القضائي. كانت بل وكانت جدا. الاسم الدوري في هذه الاوبيرا هو نوعام سولبرغ، ولكن عمليا لا يوجد تقريبا أي قاض يجلس اليوم في المحكمة العليا لم يصل الى هناك في اطار صفقة ما. أو أن يكون ممثلو القضاة في اللجنة يرغبون في مكانته. او أن ممثلي السياسيين في اللجنة طالبوا بترفيعه. في النهاية ينتهي هذا دوما بواحد مقابل واحد.

        ومع ذلك، هذه المرة القصة مختلفة. هذه المرة تم اجتياز كل الخطوط الحمراء وكل الاطراف يفهمون بان المعركة لن تنتهي بانزال الايدي. الازمنة تغيرت. أيام الانتقاد الشرعي للمحكمة حلت محلها الرغبة في انزالها الى ركبتيها. والا فلا يوجد أي سبيل آخر لشرح جملة التشريعات التي ألمت بالجناح اليميني من الكنيست قبيل انعقاد لجنة تعيين القضاة. لم تعد هذه الرغبة (غير المرفوضة بحد ذاتها) في تعيين سولبرغ او غرونيس، والتي تحرك الدولاب، بل الرغبة في دفع القضاة في القدس الى ان يعرفوا من هو رب البيت. الرغبة في اقتحام الحدود.

        بالضبط مثلما هي الحاجة لتعديل ما يحتاج الى تعديل في وسائل الاعلام الاسرائيلية – كف عن ان يكون تفسيرا مقنعا الانشغال المهووس من جانب النواب بقوانين التشهير وديون القنوات التلفزيونية. ولن يضير حتى الصحفيين والمحررين الذين يجلسون في "بيت سوكولوف" ان يفهموا من هو المسيطر.

        الجهاز القضائي ليس بريئا من الاخطاء. فقد كسب بجدارة الانتقاد الموضوعي ضده. كما أن الصحفيين قاموا بعمل لا بأس به في أن يخرجوا لانفسهم سمعة سيئة. ومع ذلك، في هذا اليوم الذي يبدأون فيه باللعب خارج ملعب الديمقراطية؛ في اليوم الذي تصبح فيه لجنة تعيين القضاة ميدان معركة السياسيين المستعدين لكسر القواعد؛ في اليوم الذي يجلس فيه وزير العدل ورئيسة المحكمة العليا الواحد الى جانب الاخرى في القدس فيما لا يكون بينهما أي قاسم مشترك؛ في اليوم الذي يجتمع فيه في تل ابيب صحفيون متنافسون في اجتماع طوارىء – العلاقة بين دولة يهودية ودولة ديمقراطية لم تعد على ما يبدو أمرا مسلما به. في مثل هذا اليوم يجدر بنا جميعا ان نكون قلقين على الغد.