خبر هل سيستجيب عباس للضغوط الأمريكية وتتبدد المصالحة؟!

الساعة 03:18 م|19 نوفمبر 2011

هل سيستجيب عباس للضغوط الأمريكية وتتبدد المصالحة؟!

فلسطين اليوم: غزة (خاص)

ليست المرة الأولى التي تعمل فيه الإدارة الأمريكية على وضع فيتو أمام الوحدة الفلسطينية وخصوصاً بين حركتي فتح وحماس، كما هي ليست المرة الأولى التي تعمل فيه على إعاقة أي تحرك فلسطيني نحو تحقيق أهدافه بطرق سلمية والتي كان آخرها مشوار السلطة في الأمم المتحدة وكل ذلك من باب الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل" المطلق على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وفي المقابل لم يصغ رئيس السلطة محمود عباس إلى كل الاشتراطات الأمريكية رغم تهديدها بوقف المال والتي كان آخرها طلب عباس العضوية في الأمم المتحدة رغم الرفض الأمريكي الإسرائيلي والوعيد له إذا أصر على موقفه التي مازال عليه.

مشوار المصالحة الفلسطينية مر بمدٍ وجز منذ بدء الانقسام، وتأثر بالفيتو الأمريكي كثيراً وكذلك بالإسرائيلي، إلا أن إعلان الرئيس عباس نفسه بنيته لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ الانقسام عام 2007، شكلت نقطة تحول على طريق تنفيذ المصالحة وهو ما دعا واشنطن إلى استباق اللقاء بالوعيد لعباس بقطع المساعدات المالية.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل سيصغى رئيس السلطة لهذه التهديدات؟ أم أنه وصل لقناعة بأن الوحدة الفلسطينية هي أهم من المال وهي الأساس للوقوف في وجه التحديات الخارجية رغم اختلاف البرامج السياسية بين الفصائل الفلسطينية؟

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أرى أن الرئيس عباس لن يستطيع الاستمرار في موضوع المصالحة طالما أن الإدارة الأمريكية غاضبة من هذا التوجه، مستدركاً قوله بأنه قد تكون الإخفاقات التي حدثت لسياسية الرئيس عباس في التوجه للأمم المتحدة والموقف الأمريكي المعروف برفض توجهه، وخذلان الإدارة الأمريكية للجانب الفلسطيني وتبنيها للسياسة الإسرائيليةـ وكل ذلك يجعل الرئيس عباس التفكير قليلاً في المضي بالمصالحة لو بالفعل أراد أن يفتح صفحة جديدة في حياته.

وقال الصواف لـ فلسطين اليوم:" أنا حتى هذه اللحظة أُشكك في موقف السيد عباس رغم اللقاء المرتقب بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة". معتبراً اللقاء تكتيكي من جهة وعباس ويريد من خلاله استفزاز الجانبين الإسرائيلي والأمريكي ليوصل رسالة لهما مفادها إما التجاوب مع برنامجه أو الاتفاق مع حركة حماس.

وأعرب عن أمنياته أن لا يكون ما يراه هو ما يريده السيد عباس من اللقاء، كما تمنى أن يكون عباس قد وصل إلى قناعة مفادها "أن لا مجال للقضية الفلسطينية أن تحقق بعض من أهدافها إلا من خلال الكل الفلسطيني والبناء على هذه الوحدة والخروج باستيراتيجية فلسطينية تعالج القضية برمتها بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني.

وفي السياق ذاته قال القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل إن التهديد الأمريكي للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بقطع المال في حال اتفق مع حركة حماس :"يعكس حجم الانحياز والإجرام الأمريكي لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، كما يعكس مدى خطورة عملية التسوية وأنها عبارة عن رهينة في يد الأمريكان والإسرائيليين يأخذون منها ما يريدون ويساومون بكل شكل من أجل التنازل عن حقوقهم.

وأضاف لا نستطيع أن نجزم بتوقعاتنا حيال استجابة الرئيس عباس للضغوط الأمريكية، لافتاً إلى أن تصريحات قيادة حركة فتح تقول :"أننا لا نستجيب للأمريكان".، وقال أن هذا كل ما نأمله في حركة حماس.

كما أعرب عن أمله في أن تكون حركة فتح ورئيسها "محمود عباس" وصلوا إلى قناعة مفادها "أنه لا مناص التخلص من التهديد الذي أعاق المصالحة لفترة طويلة". وكذلك لقناعة بأن المواجهة واجبة وان نجتاز هذه العقبة بإرادة تستند إلى الشعب الفلسطيني والثورات العربية.

وأضاف: نحن كنا نقول أن المصالحة وصلت إلى طريق مسدود بفعل الضغوط الخارجية وهو ما أكده قيادات من حركة فتح.

وفيما يتعلق باللقاء المرتقب بين عباس ومشعل أوضح البردويل لـ "فلسطين اليوم" أنه من خلال الجلسات التي تمت بين رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد ورئيس وفد حركة حماس موسى أبو مرزوق أنه تم وضع جدول أعمال اللقاء والذي تضمن الموضوع السياسي وما آلت إليه القضية الفلسطينية، وكذلك موضوع منظمة التحرير وإعادة تشكيلها – وملف المصالحة والبرنامج السياسي، استنادا لوثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة عام 2005 ووثيقة المصالحة.

وأكد أن هذا اللقاء هو تمهيد لحوار وطني شامل. وقال للذين ينتقدون اللقاء الثنائي بين مشعل وعباس علينا أن ننتظر.. وأن الكل الفلسطيني سيشارك في وضع رؤية للبرنامج الوطني.

هذا وأكد الكاتب والمحلل السياسي لـ "فلسطين اليوم" يحيى رباح أن الرئيس محمود عباس ليس من الممكن أن يقبل من أي طرف كان أن يكون عائقاً أمام تنفيذ المصالحة الفلسطينية، موضحاً ان التجارب البعيدة القريبة تضحد إمكانية تجاوب الرئيس عباس للتهديدات الأمريكية إذا ما نفذ وشكل حكومة وحدة مع حركة حماس.

وقال أن هناك مخاوف إسرائيلية من تحقيق المصالحة الفلسطينية لأنها من وجهة نظرهم ستكون عائقاً أمام عملية "التسوية"، والتي هي بالفعل متوقفة بسبب التعنت الإسرائيلي. وأن الواقع أثبت بأنه لا يوجد شريك "إسرائيلي".

وأضاف أن أمريكا لم تتمكن طيلة السنتين الماضيتين من الضغط بأي شيء على الإطلاق على "إسرائيل" لاستئناف المفاوضات وخاصة وقف برامج الاستيطان

وقال أن أمريكا وإسرائيل ليس لديهما المصداقية.. وأن الحديث عن إمكانية انصياع الرئيس عباس للضغوط الأمريكية الأخيرة بوقف المال عن السلطة إذا اتفقت مع حركة حماس فهو كلام عيب"، حتى أن استنتاج هذا الامر من أي فلسطيني فهو عيب أيضاً. على حد قوله.

ولفت إلى أن الرئيس عباس تم تهديده من أمريكا وإسرائيل في "أيلول"،ولكنه أصَّر ومازال على موقفه من الأمم المتحدة. وأشار إلى أنه قبل أيام قال الرئيس نحفظ حقنا في الخلاف مع أمريكا

وكل من يقول لنا لا لتحقيق مصالحنا فلا له.

جدير بالذكر أن صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية كشفت أن الإدارة الأمريكية أرسلت رسالة سرية للرئيس عباس مفادها "بان أي مشروع وحدة مع حركة حماس في قطاع غزة يعني قطع المساعدات الأمريكية المقدمة للسلطة بصورة فورية".