خبر الخير يسقط من السماء..وأيادي المزارعين تُرفع للدعاء

الساعة 03:04 م|18 نوفمبر 2011

الخير يسقط من السماء..وأيادي المزارعين تُرفع للدعاء

فلسطين اليوم- دير البلح (خاص)

على عكس الشتاء الماضي.. ينعم الفلسطينيون بأمطار وفيرة بدأت مبشرة بالخير بموسم زراعي قد يكون أفضل من عامه السابق.. فكافة محافظات الوطن تروي عطشها الذي طال أمده خلال الأعوام السابقة بزخات الأمطار التي تهطل عليها.

ومن المتوقع، أن تُزيح هذه الأمطار شبح الجفاف الذي تعاني منه الأراضي الزراعية في قطاع غزة، حيث يتأمل المزارعون الذين ما إن بدأت السماء تُسقط خيرها حتى رفعوا أيديهم للدعاء بموسم زراعي وفير.

وقد شَكلت نسبة الأمطار التي سقطت خلال الأيام الماضية، أملاً جديداً لدى المزارعين بأن يكون هذا العام موسم زراعي جيد، قد يعوضهم عن العام الماضي الذي كان يعاني قلة الأمطار.

 

شكراً لله..

وقد عبر مزارعون في أحاديث منفصلة مع مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن أملهم في أن يكون هذا الموسم أفضل من سابقه وتسهم هذه الأمطار في تعويضهم عن الخسارة خلال ذلك الموسم الذي عانى جفافاً أثر على إنتاجهم الزراعي.

المزارع محمد أبو سمرة قال:" نشكر الله ونحمده على فضله ونأمل أن يعوضنا الله الخسارة، وأن يكون هذا الفصل موسم خير على جميع المزارعين، وأن تستمر الأمطار في الهطول ليعم الخير على الجميع".

أما المزارع أبو سالم اللوح، فأوضح أن لديه 6 دونمات زراعية، قام بتجهيزها وإعدادها من أجل موسم زراعي يأمل أن يكون أفضل من السابق، منوهاً إلى أن الموسم بدأ بفصل شتاء باكر، حيث أن الأمطار تتساقط بغزارة.

وتمنى اللوح، أن تستمر الأمطار في الهطول لينتعش الموسم الزراعي وترتوي الأرض بالخير لتبتعد عن شبح الجفاف، مبيناً أن أرضه تعتمد على الأمطار بشكل أساسي حيث يقوم بزارعة الخضروات والحبوب فيها.

 

شبح الجفاف..

من جهتها، توقعت وزارة الزراعة بالحكومة الفلسطينية بغزة، أن يكون موسم الأمطار للعام الحالي أفضل من العام السابق، وأن يكون موسم خير، حيث أكد نائب مدير عام التربة والري بوزارة الزراعة م. نزار الوحيدي، أن موجات الجفاف تكررت أكثر من مرة في القطاع، ولذا نأمل أن تكون الأمطار هذا العام أفضل بالنسبة للزراعة".

وأوضح أن الأمطار التي سقطت خلال الأيام الماضية كانت جيدة وتبشر بموسم خير، حيث بلغت نسبة هطولها ما بين 5-7% من إجمالي الموسم، متوقعًا أن تبشر الأمطار بانتهاء شبح الجفاف.

ولفت إلى أن محافظة خان يونس وقراها الشرقية شهدت أعلى معدل لهطول الأمطار خلال الفترة الماضية، مبينًا مدى أهمية تلك الأمطار على المحاصيل الزراعية والتربة.

وأكد الوحيدي أن الوزارة على استعداد تام للتعامل مع موسم الأمطار القادم ولتقديم المساعدة والإرشاد للمزارعين، مطالبًا المزارعين بإتباع كافة الإرشادات التي تصدرها الوزارة وأخذها في الحسبان لمنع حدوث أي أضرار.

ودعا المزارعين إلى تجهيز الأرض بشكل جيد وربط الأشجار وخاصة أشجار النخيل الآيلة للسقوط لمنع وقوعها مع الأمطار والرياح، وكذلك العمل على ربط الدفيئات وتغطية سطح التربة.

ويمتد موسم الأمطار في القطاع من منتصف شهر أكتوبر حتى شهر مارس، إلا أن الكثافة الفعلية للأمطار تكون خلال شهري ديسمبر ويناير.

وطالب الوحيدي المزارعين أيضًا بالاستفادة من مياه الأمطار في الزراعة بشكل جيد ولائق وعدم التفريط في أي كمية منها.

 

موجة صقيع

وكانت وزارة الزراعة قد حذرت من موجة صقيع قد تضرب المناطق الفلسطينية وتتأثر بها الزراعة بشكل مباشر، وطالبت المزارعين الفلسطينيين بأخذ كافة التدابير اللازمة لتلافي حدوث أضرار وخسائر في مزروعاتهم.

وأوضحت الوزارة، أن طواقمها على استعداد تام لتقديم كافة أشكال المساعدة والإرشاد للمزارعين، داعية إياهم إلى إتباع الإرشادات الوقائية في التعامل مع موجات الصقيع.

وقدمت في بيانها بعض الإرشادات للحد من أضرار الصقيع في مزارع الخضار، مشيرة إلى أنه قبل حدوث الصقيع وبعد سماع النشرة الجوية ينصح بري النباتات، أما في حال حدوث الصقيع ينصح استخدام الرشاشات فوق النباتات.

وبينت طر ق الحد من أضرار الصقيع في البساتين، وذلك من خلال إزالة الأعشاب وتغطية سطح التربة تحت الأشجار بالقش أو النشارة، إضافة إلى لف جذوع الأشجار والغراس الحديثة بالخيش.

وأكدت على أهمية تنظيم عملية الري وعدم إعطاء ريات زائدة عن الاحتياج،  حيث أن ذلك يعطي نموات جديدة غضة لا تتحمل الصقيع مع التأكيد على زراعة أصناف تتحمل الصقيع.

وشددت الوزارة على تأخير تقليم الأشجار في المناطق التي تتعرض للصقيع إلى ما بعد حدوث الصقيع، حيث يتم قطع الفروع والأغصان اليابسة من الأشجار التي تأثرت بفعل الصقيع ثم تربية أفرع هيكلية جديدة وتقوية الأشجار التي تأثرت بالصقيع, وذلك باستخدام الأسمدة الورقية خلال 3- 4 سنوات.

ولا يبقى للمزارع الفلسطيني سوى أن يرفع يده للسماء للدعاء بأن يكون هذا الموسم خير على كافة المزارعين الذين تكبدوا الخسائر الجمة نتيجة تعرض أراضيهم للتجريف والإستيلاء من قبل الاحتلال "الإسرائيلي".