خبر ماذا عندك يا سيد لفين- يديعوت

الساعة 10:46 ص|18 نوفمبر 2011

ماذا عندك يا سيد لفين- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

أعطى رئيس الائتلاف زئيف ألكين نتنياهو سنتين ونصفا هادئة نسبيا في الكنيست، بلا خسارات في اقتراعات مهمة وبلا تهديد بتفكيك الحكومة والتوجه الى انتخابات. وهذا انجاز مدهش، وهو مثل كل انجاز سياسي جاء مع سعر: فانه لما كان الائتلاف مستقرا – واعضاؤه المتطرفون سعداء واعضاؤه المعتدلون عاجزون – فانه يمكن الشغب.

قال لي ألكين هذا الاسبوع ان هناك شخصين مسؤولين عن أنه لا يوجد الآن تهديد لتقديم موعد الانتخابات وهما دفني ليف وعمرام متسناع. لماذا هما خاصة، سألت.

قال ألكين: "ان الاحتجاج الاجتماعي زاد احتمالات شيلي يحيموفيتش في حزب العمل. وبرغم ذلك كان بوجي هرتسوغ سيفوز عليها في الجولة الثانية. لكن استقرار رأي متسناع على عدم اعتزال المنافسة قضى على احتمالات هرتسوغ وضمن ليحيموفيتش النصر".

وسألت: ما علاقة هذا بتقديم موعد الانتخابات.

ابتسم ألكين. "مع يحيموفيتش زادت أسهم حزب العمل في استطلاعات الرأي وانخفضت أسهم كديما"، قال. "وفي اللحظة التي انخفضت فيها أسهم كديما أدرك ليبرمان أنه اذا اعتزل من الحكومة فسيدخل كديما محله. ولن تكون انتخابات مبكرة".

يعتمد ايمان ألكين بمسارات مركبة، وبحفيف جناح الفراشة الذي يحدث عواصف هوجاء على مبعدة آلاف الأميال، على حبه للعبة الشطرنج وعلى التربية الماركسية التي تلقاها في الاتحاد السوفييتي. وهو مؤمن كبير بالحتمية التاريخية.

قلت له إنني غير متأكد، وابتسم مرة اخرى. "لدينا طريقة لرؤية هذا من تحت الرادار"، قال. "نحن نتابع على الدوام عمل ليبرمان في الشارع الروسي. فقد استعد ليبرمان للقرار على انتخابات. وكف في الاسابيع الاخيرة".

تحدثنا عن التقرير الصحفي الذي كان نجمه في القناة العاشرة وتحدث هناك من جملة ما تحدث عنه عن أنه تلقى مكالمة هاتفية من صديقه. قال الصديق: "اذا أجزت قانونا واحدا فستصبح نجما في الليكود. واذا أجزت اثنين فستكون من العشرة الأوائل في الكنيست القادمة. واذا أجزت ثلاثة فستكون في السجن".

قلت: أنتم في نشوة كبيرة. هذه نشوتكم واذا لم تحذروا فستسقطون.

"ليس عندنا أية نشوة"، أصر ألكين. لكن السعادة التي بدت على وجهه قالت عكس ذلك.

تغيير جذري

"ليس حكمة ان تكون في الحكم"، يقول رئيس لجنة الكنيست (من الليكود) ياريف لفين. "الحكمة هي ان تحكم". ولفين ابن الثانية والاربعين هو خبير الايديولوجية وراء موجة مقترحات القانون اليمينية في الكنيست. وهو شخص جدي يعني ما يقول. وهو شخص خطير.

"يجب قول كلام واضح"، يقول لفين. "الوضوح عنصر مهم في القيادة. الكلمة هي الكلمة. لا نقول فقط بل نفعل ما نقول. حتى حينما تضر الحقيقة باحتمالات النجاح.

"كنا في الحكم سنين كثيرة ولم نعرف كيف نحكم. وأعتقد أنه يجب تغيير هذا الوضع من الأساس، هذا هو دورنا. يجب ألا نخفف عن المعارضين، ويجب ألا نحتال شتى الحيل في الحكومة والكنيست. ولي في هذا جدل مع وزير العدل يعقوب نئمان.

"المبدأ الأساسي في الديمقراطية هو فصل السلطات. لا تنتخب أية سلطة نفسها. ومن المؤكد أنه لا يمكن أن يكون لها حق النقض على الانتخاب. ان قضاة العليا الذين يوجدون في لجنة اختيار القضاة لا يرفضون فقط مرشحين من اوساط اخرى والطوائف الشرقية والضواحي والمتدينين – بل مرشحين ايضا من وسطهم. أنظر ما الذي فعلوه بالبروفيسورة نيلي كوهين. لا يمكن ان يستمر هذا. ولا توجد عندهم شفافية – لا في مداولات لجنة تعيين القضاة ولا في مداولات المحكمة العليا".

قلت: اذا كنت أذكر جيدا فانه لا توجد كلمة في برنامج عمل الليكود تعارض المحكمة العليا. فبناءا على ماذا تزعم أن حملتك الدعائية تمثل آراء الليكود؟.

شعر بالحرج. خُيل إلي أنه لم يفكر في هذا من قبل. وقال: "برنامج عمل الليكود ينبغي ان يُحدّث. أنا منذ عشرين سنة نشيط في الليكود وأنا أسمع الاصوات وأرى الناس. لديهم شعور شديد جدا. في العشرين سنة الاخيرة جرى على المحكمة العليا اجراء سيء جدا.

"في برنامج عمل الليكود اشياء كثيرة"، أضاف. "فيه معارضة مطلقة لانشاء دولة فلسطينية".

قلت ان برنامج عمل الليكود رفض دولة فلسطينية لكن حينما جمعنا نتنياهو في جامعة بار ايلان لاعلان تأييده لدولة فلسطينية، لم أرك بين المتظاهرين في الخارج.

قال لفين: "تحدثت معارضا. وكل ما حدث منذ ذلك الحين برهن على أنني كنت على حق".

وهو يرفض الدعاوى عن اعمال تشريعية خاطفة وعن سرعة فائقة لاجازة القوانين. "لا شيء مما نفعل اليوم يقترب مما تم في اوسلو والانفصال. فهناك اشتروا أصواتا، وتجاهلوا استفتاء منتسبين، وأقالوا وزراء وداسوا المعارضين. كان يجب على من يعترض على اجازة القوانين سريعا ان يطلب ألا يطردوا في الانفصال ناسا عن بيوتهم دون ان يعطوهم زمنا ودون ان يهبوا لهم حلا. أنا أرى الحساسية التي تظهرها المحكمة العليا بالنظر الى تأثير مسار الجدار في ارض زراعية فلسطينية. لكن المحكمة العليا لم تظهر حساسية كهذه بالنظر الى طرد اليهود".

سألت: ما هي رؤياك. وبأي ديمقراطية تحلم.

"يجب إحداث تغيير جذري في جهاز القضاء. لا في اجهزة اخرى على التخصيص"، قال.

قلت: أنت تعمل على تغيير ثوري لقانون التشهير. والتغيير سيضر ضررا بالغا بالتحقيقات. الوضع المالي في جميع وسائل الاعلام صعب. ولن يشاء أحد المخاطرة بدعوى تشهير.

"تأتي التعديلات في قانون التشهير لحسم حرية التحقير"، قال. "وسائل الاعلام اليوم متعجلة كثيرا. والضغط لاحداث أخبار يأتي على حساب الفحص. ولا يطلبون ردا.

"أنا أتحدث باسم المواطن البسيط. عن شخص كان ضحية تشهير في واقع الامر. هذا حافز سلبي لوسائل الاعلام".

قلت: اذا كنت تحمي المواطن البسيط فكل ما يجب عليك ان تفعله هو ان تُخرج ناس الحياة العامة من نطاق القانون. في الولايات المتحدة فصل بين الناس الخاصين والشخصيات العامة في كل ما يتعلق بالتشهير. ويؤمن الامريكيون بأن التدفق الحر للمعلومات أهم من حق ناس الحياة العامة في الحماية القضائية. سِر على أثر الامريكيين.

أُحرج مرة اخرى لكن للحظة فقط وقال: "لم نبلغ بعد القراءة الثانية والثالثة. سيجري على القانون تعديلات وموازنات. والتأكيد الرئيس في القانون الجديد – وهناك ايضا ستوجد العقوبة الشديدة – هو لمسألة الرد. فمن لا يطلب ردا يقع في إثم عدم الغفلة".

يوجد بطبيعة الامر شركاء كثيرون في انتقاد لفين على المحكمة العليا وعلى وسائل الاعلام، ويوجد شركاء أكثر في انتقاده على عرب اسرائيل وعلى الفلسطينيين، والمشكلة هي في الاستنتاج: فالآخرون يطلبون الاصلاح وهو يصر على الاحتلال والابادة والضعضعة. انه يطرح الطفل مع ماء حوض الاغتسال.