خبر عائلة السعدي بجنين..سطوة المحتل لم تشفع لها عصا جلاد السلطة

الساعة 10:40 ص|13 نوفمبر 2011

من اليمين الأسير بسام السعدي ونجليه الشهيدين "إبراهيم وعبد الكريم" والأسيرة المحررة قاهرة السعدي

 

عائلة السعدي بجنين..سطوة المحتل لم تشفع لها عصا جلاد السلطة

فلسطين اليوم- جنين (خاص)

لم تنته معاناة عائلة السعدي بمخيم جنين بالضفة المحتلة بعد، فمازالت تتجرع ألوان من العذابات والآلام، فمرةً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" بأسرى مازالوا خلف القضبان، ومرات في سجون السلطة التي تأبى إلا أن تنغص على حياة العائلة حتى في أوج فرحتها، ليكملوا مسيرة شهداء العائلة الذين ضحوا بدمائهم من أجل الدفاع عنها.

 

فعائلة السعدي التي مازالت تقدم التضحيات تلو التضحيات، تعيش تحت سطوة المحتل الصهيوني، وجلاد السلطة الذي يضرب بعصاه مجاهدي العائلة، ليس لسبب سوى أنه يؤمن بقضيته الوطنية ويقاوم المحتل.

 

ثمن المصالحة

الشيخ بسام السعدي الذي مازال يقبع في سجون الاحتلال بعد تمديد اعتقاله إدارياً لعدة مرات، يعد أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة، وكان أحد قادة معركة جنين، ولديه اثنين من الأبناء هما "إبراهيم-عبد الكريم" من مجاهدي سرايا القدس، استشهدا خلال عام واحد في اشتباكات مع قوات الاحتلال في جنين، فيما توفيت والدة الشيخ بسام إثر سكتة قلبية بعد أن تعرض لها جنود الاحتلال داخل منزلها أثناء اعتقالهم أبناء أحد الشيخ بسام.

 

وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عقب توقيع المصالحة الفلسطينية في القاهرة، كما أن للشيخ بسام شقيق أكبر نال الشهادة، وله اثنين من الأشقاء أسرى، أما زوجته فلم تسلم من بطش الاحتلال فاعتقلت في سجون الاحتلال مرتين.

 

جلاد السلطة

وعلى الجانب الآخر، فلم تسلم العائلة من الحملة التي تشنها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على رموز المقاومة، فاعتقلت الشيخ محمود السعدي.

 

ولم تكتف السلطة باعتقال رموز المقاومة، ولكنها دأبت دوماً على مطاردة أبنائهم واعتقالهم، حيث طاردت فيما سبق نجل الشيخ بسام يحيى (14 عاماً)، الأمر الذي اعتبرته زوجة السعدي "أم ابراهيم" بالانحطاط الأخلاقي التي وصلت إليه الأجهزة الأمنية.

 

وشددت "أم إبراهيم" في حينها على أن العائلة لن تسلم ابنها "يحيى" إلى السلطة مهما كان الأمر، مستغربة من دعوات السلطة لإطلاق سراح الأطفال من السجون الصهيونية، فيما هي تقوم بملاحقتهم واعتقالهم.

 

قاهرة..مازالت مقهورة

وقد تحدثت المحررة قاهرة السعدي لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن معاناة عائلتها التي تتجرع آلام المحتل من جانب، وقمع السلطة التي تواصل اعتقال الشيخ محمود، وهو يعتبر شقيق زوجها.

 

تقول قاهرة:"تفاجأت عند خروجي من السجن بالواقع التي نعيشه، فكم كنت أتمنى أن أرى الشيخ محمود الذي يقبع في سجون السلطة"، مضيفةً أنها لم تره منذ خروجها من السجن بسبب منع الزيارات عن الشيخ.

 

وأشارت المحررة قاهرة التي أفرج عنها الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت مؤخراً، إلى أن فرحتها رغم أنها كبيرة فمازالت منقوصة بس الأوجاع التي تشعر بها بسبب بقاء عدد كبير من الأسرى مازالوا قابعين في سجون الاحتلال.

 

شهداء وأسرى

أكثر من 15 شهيداً وأكثر من 25 أسيراً وعشرات الجرحى قدمتهم عائلة السعدي ومازالت تقدم دفاعاً عن أرض الوطن، تضيف السعدي التي تحدثت بفخر وألم في ذات الوقت، جراء المعاناة التي تتكبدها العائلة التي تدفع ثمن مقاومتها للمحتلين.

 

الجدير ذكره هنا إلي أن عائلة السعدي قدمت "15 شهيداً " من قيادات ومجاهدي واستشهاديين في المقاومة الفلسطينية، واعتقل من أبنائها 25 أسيراً من بينهم الشيخ "بسام السعدي" وشقيق زوجته الشيخ "محمود السعدي" وابنه "عز الدين" وشقيقه "غسان" وأبناء أشقائه "ربيع وعبد الرحمن قاسم السعدي" وشقيقة زوجته وزوجة شقيقه "قاهرة السعدي" والمجاهد "فادي السعدي" وشقيقته "فاتن" وأبناء شقيقاته "انهار ومحمود السعدي" بالإضافة للآخرين والذين من بينهم "هلال وايهاب السعدي" أشقاء القيادي الشهيد "أشرف".

 

ومن الشهداء أبنائه "إبراهيم- عبد الكريم" ووالدته "بهجة السعدي" وابن شقيقه "بسام" والذي يبلغ من العمر 7 أعوام واستشهد أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمنزل العائلة أثناء ملاحقة الشيخ بسام، بالإضافة للشهداء "أشرف ويوسف وأمجد وسامر وعلاء وفارس ومحمود السعدي"، بالإضافة لاثنين من أشقاء زوجته وأشقاء الأسير الشيخ "محمود" وهم الشهداء القادة "محمد وعثمان السعدي" وابن عمهم "أمجد" وهو شهيد آخر يختلف عن الأول.