خبر يا ديختر، إنصرف عن ناظرينا- هآرتس

الساعة 11:01 ص|11 نوفمبر 2011

يا ديختر، إنصرف عن ناظرينا- هآرتس

بقلم: اسحق لاؤر

عندما جاء أهل اثنين من مخطوفي خط 300 لتشخيص عزيزيهما  في ابو كبير لم يتمكنوا من التمييز بينهما، حيث كان وجهيهما مشوهين، كما افادت في حينه الصحف الاجنبية. ايهود ياتوم قال مؤخرا دفاعا عن نفسه انه ليس الوحيد الذي فعل هذا، وعلى أي حال قصد "التصفية" وليس بالذات الوحشية. لو لم يصدر العفو في موعد مسبق لكان عرف قدر أكبر عما لا تتباهى المخابرات به: عنصر التنكيل في السيطرة على المناطق.

لنفترض أن توم ورجاله كانوا استثنائيين من حيث الوحشية (فخاطفا الباص لم يقتلا أي مسافر؛ بل انهما في طريقهما أنزلا امرأة حامل، سمحت بعد ذلك لقوات الامن بان تعرف اين جلس كل واحد منهما). ولكن الاذن بقتلهما، شكل القتل، فرية الدم ضد اسحق مردخاي، شوشت اجراءات التحقيق ومشاركة الرئيس اليوم شمعون بيرس في التشويش تثبت ما قيل مرات عديدة عن الاجهزة السرية: فهي تعدي بعدم شرعيتها من يتصل بها.

ها هو مثل القضاة الذين على مدى عقدين من الزمن على الاقل حبذوا ان يصدقوا ادعاءات محققي المخابرات بان "المذنب لم يعذب على الاطلاق". اما اليوم فمعروف بان شهود المخابرات كذبوا على مدى سنوات طويلة وان القضاة الذين حاكموا جموع المتهمين لمئات سنوات السجن المتراكمة، تعاونوا مع جهاز خان القانون.

ها هو سبب يدعو الى منع آفي ديختر من أن يكون مشرعا. منافسته لمئير كهانا المتوفي وافيغدور ليبرمان الحي هي جزء لا يتجزأ من الشكل الذي سيطر فيه لسنوات عديدة على الجسد الفلسطيني المكشوف، المعذب، المنطوي، المضروب، المهان، الملقى في السجن دون أي اجراء قانوني ودون حماية – وكأنه لم يكن انسانا.

من جهة اخرى، ماذا سيقول عظماء كديما اذا كانت الجامعة العبرية، معقل الروح، اختارت كرمي غيلون نائبا لرئيسها للعلاقات الخارجية رغم أنها تعرف – بمن في ذلك كبار رجالاتها من معهد الديمقراطية – انه في الفترة التي شغل فيها غيلون منصب رئيس المخابرات وصلت سياسة التعذيب للمعتقلين الفلسطينيين ذروتها.

المسلمة الاسرائيلية لا تتضمن المعرفة بافعال هؤلاء الاشخاص، ولكن حتى لو تمت باسناد من القانون، فان افعالهم تجعلهم مرفوضين، من حيث النقاء الجماهيري ليتبوأوا مناصب تعنى بالعلاقة مع السكان العرب وبالديمقراطية. بالضبط بسبب الحياة المهنية المرتبطة بالتعذيب وعدم القانونية.

بعد الاحتلال بقليل، درج يشعياهو ليفوفتش على تحذير مستمعيه من أنه اذا لم تخرج اسرائيل من المناطق فورا، فستكون كل البلاد جبهة، وكل الشعب مخابرات. مؤرخ الاخلاق اليهودية يتعين عليه مع قدوم الوقت ان يصف شعبنا كمن انتقل من ثقافة النفور من التعاون مع الشرطة الى شعب الوشاية هي خبزه القانوني: هلو؟ ها هو عربي يعمل في البستان. هلو؟ عامل بناء يأكل الغداء على رصيفنا. ولكن الى أن يجمل المؤرخ الثقافة اليهودية ينبغي اعطاء الرأي في ديختر ومشروع قانونه الفاشي كعرض مرضي.

هيا نوفر عن انفسنا الكليشيهات عن الدين الكبير الذي ندين به جميعنا للبولندي الذي تضمنت خدمته تعذيبا، حبسا دون محاكمة، شهادات كذب في المحاكمات الصغيرة؛ نوفر عن انفسنا التعلل بالبراءة في أنه "لا يوجد فرق بين رجال المخابرات ورجال الجيش" ونذكر الرحماء بان رجال المخابرات يتلقون تقاعدا كبيرا. بعضهم يتاجر بالمعلومات مع منظمات اجنبية. يكفيهم هذا. يا ديختر، إنصرف عن ناظرينا.