خبر وحيدون في المعركة -يديعوت

الساعة 10:15 ص|09 نوفمبر 2011

وحيدون في المعركة -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: يجب على المنطقة والعالم أن يستعدا لواحد من سيناريوهين: إما ان تنتهي القصة بخطوة عسكرية ما تؤدي الى تأخير المشروع النووي الايراني؛ أو ان الايرانيين – بارادتهم الحرة ولاسباب يحتفظون بها لانفسهم – سيوقفون مشروعهم النووي المصدر).

        ما نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس – تعرفه وكالات الاستخبارات في الغرب منذ سنتين تقريبا.

        تقرير الوكالة يتكون عمليا من معطيات نقلت الى المنظمة من عشر دول على الاقل. وهذه هي المأساة العالمية. اذا كان تقرير الوكالة يروي لنا ما عرفه العالم منذ قبل سنتين – فمسموح لنا الافتراض بان الوضع اليوم أكثر خطورة مما سرب امس. واذا كان أحد ما يسأل نفسه لماذا توجد عصبية كبيرة جدا في اسرائيل في المسألة الايرانية، فلعله هنا يكمن الجواب.

        ما خفناه طلع لنا وللعالم: القنبلة النووية الايرانية تسارع وتقف منذ الان في المحطة الاخيرة. لايران توجد قدرة على بناء سلاح نووي، بشكل مستقل، دون تعلق بأي جهة خارجية. لديها المعرفة، لديها معظم العناصر، وليس لها سوى أن تقرر. اذا كان هذا هو السطر الاخير، الصلب، لتقرير الوكالة الذي يصف وضع التطوير العسكري النووي في ايران قبل نحو سنتين – فاين هو اليوم؟

        الدرس الفوري: الحضارة الغربية فشلت حيال ايران الشيعية، الاصولية. عندما تسعى دولة دكتاتورية بحجم ايران الى نيل السلاح النووي – يتبين أنه لا يمكن لاي ضغط دبلوماسي أو اقتصادي معتدل أن يمنعها.

        على مدى أكثر من 15 سنة حذرت اسرائيل العالم من هذه المحطة الاخيرة. فعلت كل ما ينبغي كي تقنع. العالم سمع، بداية تجاهل، بعد ذلك نفى، وأخيرا – فقط في 2007 – بدأ يستوعب ايضا. غير أنه حتى اليوم الدول الرائدة في العالم – وعلى رأسها الولايات المتحدة – لعبت مع الايرانيين. موجة العقوبات الاخيرة الاكثر "خطورة"، استمرت سنة ونصف، والمشروع النووي الايراني استمر هو ايضا. إذن كانت تخريبات، كانت نقاط خلل، كانت تصفيات. المشروع تأخر لعدة سنوات – واستمر. واذا كان الموساد الاسرائيلي حدد لنفسه كهدف أعلى في الثماني سنوات الاخيرة وقف المشروع النووي الايراني، فان بوسعه أن يسجل لنفسه انجازا جزئيا فقط. فهو أجله فقط.

        من يصدق أن نشر التقرير سيغير صباح غد، بشكل جوهري، موقف الدول المركزية في العالم من النووي الايراني – فانه يعيش في الاوهام. كل جهة استخبارية جدية تعرف جيدا الكثير، وفي آخر المعلومات، عما نشره تقرير الوكالة. إذن ماذا. هل رأيتم أن احدا في العالم خرج حتى اليوم عن طوره؟

        الايرانيون كانوا محقين على مدى كل الطريق. الصبر مجدٍ. لا احد سيفعل شيئا دراماتيكيا كي يوقفهم. ولا حتى الرئيس الامريكي الذي تعهد بانه لن يسمح بوضع يكون فيه سلاح نووي في اياد ايرانية – فهو يعرف، اكثر من مراقبي الوكالة كم هم الايرانيون قريبون اليوم من مثل هذا السلاح. للروس الذين كانوا على ما يكفي من التهكم كي يدعوا بان ليس للايرانيين، بيقين، مشروع نووي، لا توجد مشكلة في الرقص في كل الاعراس. ودول اوروبا؟ هي ستكف عن القيام باعمال تجارية مع ايران فقط عندما ترى بطارية ايرانية في السماء. الان ايضا، مثلما قبل سنة وقبل سنتين، اسرائيل تقف وحده – ولكن "بتنسيق" مع الامريكيين – امام ايران. بتعبير آخر: بيننا وبين الامريكيين يوجد تفاهم رائع بان ندير عزلتنا بالتنسيق معهم. الامل الوحيد لاسرائيل اليوم هو أنه ربما، ربما، في أعقاب النشر العلني لمعطيات الوكالة وتهديدات اسرائيل بمهاجمة ايران ستعمل الولايات المتحدة والاوروبيون – حتى بدون مجلس الامن – بمزيد من النشاط كي تضعف النظام الايراني.

        اسرائيل يمكنها فقط أن تأمل الا تضر العقوبات فقط بالبنك المركزي الايراني – الامر الذي سيخنق التجارة الدولية لايران – بل ان يضر ايضا باستيراد النفط المكرر الى الايران وتصدير الوقود الخام من ايران. احتمال أن يحصل هذا غير عال. وعليه فان المنطقة والعالم يجب أن يستعدا لواحد من سيناريوهين: إما ان تنتهي القصة بخطوة عسكرية ما تؤدي الى تأخير المشروع النووي الايراني؛ أو ان الايرانيين – بارادتهم الحرة ولاسباب يحتفظون بها لانفسهم – سيوقفون مشروعهم النووي. في كل الاحوال يجدر بدولة اسرائيل أن تستعد لايام التهديد النووي في المنطقة.