خبر الصف في آخر النفق- يديعوت

الساعة 09:19 ص|03 نوفمبر 2011

الصف في آخر النفق- يديعوت

بقلم: جدعون عيشت

تحدث رجل اعمال من فلسطين من وقت قريب عن نية السلطة ان تنشيء في غزة مصنعا لتكرير المعادن. وقال انه يوجد في غزة الكثير من الخردة. وهي مطروحة في المنطقة المزدحمة وتشكل مضايقة، ويصاب الاولاد. توجد اليوم سوق جيدة للمعادن، ويستطيع المصنع المخطط له لا أن يُقدم العمل وينظف غزة فحسب بل ان يربح ايضا.

تحمس اسرائيلي، نشيط في اتحاد أرباب الصناعة. وقال ان الاتحاد توجه الى الحكومة طالبا منع تصدير الخردة من اسرائيل. في اسرائيل طلب كبير للمعادن، والتصدير يسبب رفع الاسعار. وعرض على الفلسطيني ان يشتري كل انتاج الخردة الغزية وقال ان اسرائيل محتاجة اليها.

أهناك احتمال؟.

أكبر احتمال هو انه اذا نشأ المصنع فسيُقصف (بزعم أنه يزود القذائف الصاروخية بمواد خام). والاحتمال الأصغر أن تُمكّن اسرائيل المصنع من بيع سلعته في اسرائيل. ان حكومة اسرائيل لا تُمكّن أي تصدير من غزة (باستثناء التوت الارضي تحت ضغط اوروبي). فعلى غزة كما تعلمون حصار.

لماذا يوجد حصار؟ لمنع الغزيين من ادخال مواد تخريبية وسائر الأدوات التي تُمكّنهم من اطلاق صواريخ على اسرائيل. هذا الاسبوع، مع تجديد اطلاق الصواريخ من غزة قالت "جهات امنية" أنه توجد في غزة آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ، وهو شيء يدل على ان الحصار الاسرائيلي طُرفة في أحسن الحالات.

تحدث رجل الاعمال الفلسطيني ذاك عن آخر ما اشترى وهو سيارة تويوتا حديثة مع قوة دفع في العجلات الاربع. وقد اشترى السيارة من السوق الحرة في السعودية. ونُقلت السيارة من هناك الى سيناء ثم الى رفح. وهناك أُدخلت الى نفق. كان الدفع عن العبور في النفق خمسة آلاف دولار. وحينما خرجت السيارة من النفق دُفع لموظف الضريبة من حماس ثمانية آلاف دولار. هذا حصار فعال تماما.

اذا استثنينا مدة قصيرة فانه لم يكن في غزة نقص من أي منتوج. ان الحصار الاسرائيلي ضاءل فقط تصدير اسرائيل الى غزة وأضر بتصدير غزة الى اسرائيل ووجد الغزيون بدائل أرخص كثيرا من المنتوجات الاسرائيلية بواسطة منتوجات من مصر، وتوجد مقدمات تصدير من غزة عن طريق مصر. وهذه الحقائق معروفة لرئيس الحكومة ووزير الدفاع وكل من يهتم.

فلماذا الحصار اذا؟.

هناك سببان: الاول تظاهر. فحكومة اسرائيل – الليكود وكديما يتشابهان في هذا الشأن - تريد أن تُبين لمواطنيها أنها تعاقب سكان غزة. يكذبون علينا بأنه يوجد حصار في حين لا يوجد حصار بالفعل. والثاني أهم كثيرا. ان حكومة اسرائيل معنية باضعاف السلطة الفلسطينية التي لا تحكم غزة وأن تقوي حماس التي تحكم غزة، فاذا أُلغي الحصار وجُدد الاتجار مع اسرائيل فان جميع عائدات الضرائب ستحول الى السلطة لا الى حماس. وبسبب الحصار تذهب جميع عائدات الضرائب لحماس وتُمكّنها من دفع أجور ومن ان تشتري اذا احتاجت، مواد مختلفة غريبة.

ان السلطة الفلسطينية هي الخطر الرئيس من وجهة نظر الحكومة. فالسلطة تعلن انها مستعدة لانهاء الصراع، والتوقيع على اتفاق سلام، والموافقة على حل متفق عليه للاجئين بشرط ان يكون في حدود 1967 (مع تعديلات متفق عليها). وهذا خطر كبير كما تعتقد حكومتنا. وحماس في المقابل مستعدة في الأكثر لهدنة طويلة، لا لاعتراف ولا لسلام ولا لاتفاق. وعلى ذلك فان حماس شريكة رائعة لمن يخشى اتفاقا، أي حكومة نتنياهو وليبرمان ويشاي وباراك. ولهذا يوجد حصار يُمكّن حماس من الحكم ومن ان تجبي الضرائب وتقوى.

كلما قويت حماس أصبح ممكنا مناكفتها عسكريا. فنحن نقضي على خلية فيردون باطلاق الصواريخ فنقصف. ما أروع هذا. انه يقضي على كل احتمال للمحادثة. ويمكن الآن أن نفهم لماذا تصر الحكومة على أن تضر قدر الاستطاعة بالسلطة الفلسطينية. أتريد مصنع تكرير معادن يبيع اسرائيل انتاجه؟ ستحصل على حُمى. ولتعاقب السلطة على قبولها لليونسكو تزيد الحكومة الاستيطان في الضفة (التي تحكمها السلطة) قوة، ولا تعمل في غزة (التي تحكمها حماس).