خبر تشكيلة قديمة وضعيفة -هآرتس

الساعة 09:56 ص|01 نوفمبر 2011

تشكيلة قديمة وضعيفة -هآرتس

بقلم: شلومو شمير

(المضمون: يصف الكاتب جهود اصلاح تشكيلة مجلس الامن ومعارضة القوى العظمى فيه هذا التغيير والاصلاح - المصدر).

لا يجب على الفلسطينيين ان يخيب أملهم كثيرا لرفض توجههم للعضوية في الامم المتحدة. فالفيتو الامريكي المتوقع في مجلس الامن والذي سيحبط التوجه، لن يشوش قيد أنملة على الانجاز المدهش في اثارة القضية الفلسطينية في رأس سلم الأفضليات العالمي في الاجتماع السنوي للامم المتحدة. فالفيتو الذي استعملته الولايات المتحدة على اقتراح القرار المضاد للمستوطنات قبل بضعة اسابيع لم يطمس على حقيقة ان المجلس موحد في معارضته للمستوطنات.

ان المؤسسة الوحيدة في نظام الامم المتحدة ذات الحق في أن تطبق قراراتها بالقوة تتغذى بصعوبة من بقايا التأثير والمجد اللذين بقيا ذكرى عن أيام أفضل عرفتها في الماضي. والبرهان الاخير على ضعف الثقة بقدرة المجلس على استعمال سلطته قدمته في المدة الاخيرة الولايات المتحدة لا غيرها. فقد ردت الادارة على المؤامرة الايرانية لاغتيال سفير السعودية في واشنطن بوعد باستخدام وسائل عقاب من طرف واحد لطهران، بالتفاف معلن على مجلس الامن – برغم ان المؤامرة الايرانية نقض واضح لميثاق الامم المتحدة الذي وقعت عليه ايران والذي يوجب على دول اعضاء ان تحمي حصانة دبلوماسيين اجانب.

        أصبحت ضرورة حدوث اصلاح لتشكيلة مجلس الامن أمرا متفقا عليه تقبله الأكثرية الغالبة من اعضاء الامم المتحدة. واحداث اتفاق واسع على الجهد للدفع قُدما بتغيير لنظام المجلس تشوش عليه معارضة الاعضاء الخمس الدائمات في المجلس على كل مبادرة تضعضع حصرها بصفتها قوى عظمى وامتلاكها لحق النقض.

        في لقاءات بين قادة الدول، وفي محادثات أجراها وزراء خارجية وفي اتصالات تمت بمشاركة رؤساء الوفود الذين مكثوا في نيويورك استعدادا لاجتماع الجمعية السنوي السادس والستين للامم المتحدة، سُمعت كما في سنين مضت، دعوى ان التشكيلة الحالية للمجلس قديمة.

        بين مندوبي "الأخوات الكبرى"، والبلدان العديدة السكان والناهضة التي تظهر برأس قائمة الاقتصادات الكبرى في العالم، أُثير هذا العام ايضا الاحتجاج القديم على ما تُعرّفه بأنه "التشكيلة التعسفية" للاعضاء الخمس الدائمات في المجلس التي لها حق النقض – وهي تشكيلة قوى عظمى تقررت بتأثير نتائج الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء الذين هزموا المانيا النازية.

        ان الثورات في العالم العربي والازمة الاقتصادية العالمية أدخلت في المباحثات في الاصلاحات الضرورية في المجلس شعور طواريء وعنصر قلق ومخاوف. في أحاديث مع دبلوماسيين رواد ومع محللين قدماء في نيويورك يُشعر في المدة الاخيرة بعدم ارتياح لما يُشخصونه بأنه علامات على سرعة تدهور مكانة المجلس.

        ان تنحية حسني مبارك ومعمر القذافي عن السلطة ومكافحة سلطة بشار الاسد كشفت عن مقدار الفساد ومبلغ قسوة انظمة الحكم في دولهم. والآن يتذكرون في نيويورك أن كل واحدة من هذه الدول – مصر وليبيا وسوريا – كانت زمن ذروة قوة الطغاة عضوا في مجلس الامن، بل كانت رئيسة دورية.

        للولايات المتحدة وزميلتيها بريطانيا وفرنسا مكانة الصدارة في المجلس. لكن الازمة الاقتصادية الشديدة التي تثقل على الولايات المتحدة وانهيار الاقتصادات في غرب اوروبا زعزعا بشدة قاعدة تأثير القوى العظمى في الغرب في المجلس. وهكذا نجحت روسيا والصين في أن تحبطا كل اجراء ومبادرة تقريبا أثارتها الولايات المتحدة والقوى الغربية في السنة الاخيرة. والتقدير في نيويورك هو أن خطط الاصلاح لبنية مجلس الامن الموجودة في الامم المتحدة منذ سنين ستظل يعلوها الغبار.