خبر المحرر أبو فنونة:الشقاقي أول قائد تحدث عن قضية الأسرى وواقعها الأليم

الساعة 08:52 ص|25 أكتوبر 2011

المحرر أبو فنونة:الشقاقي أول قائد تحدث عن قضية الأسرى وواقعها الأليم

فلسطين اليوم- غزة

بعد 23 عاماً من فراق الأهل والأحبة قضاها المجاهد المقدام "وائل مكين أبو فنونة" خلف قضبان الأسر وتحت سوط الجلاء الطاغي المتكبر, بكل صبر واحتساب وشموخ, يغدوا الآن حراً منتصراً بكرامةِ وعزةِ وإباء بقدرة الله عز وجل.

 

الأسير الجهادي المحرر "وائل أبو فنونة" البالغ من العمر 46 عاما, من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة, اعتقلته قوات العدو الصهيوني في عام 1989م وحكم عليه بالسجن 3 مؤبدات و7 سنوات, قضى منهم 23 عاما، وتنسم عبق الحرية في صفقة وفاء الأحرار.

 

و يعد "أبو مكين احد قادة حركة الجهاد الإسلامي بمدينة غزة, كما كان عضواً في الهيئة القيادية لأسرى الجهاد الإسلامي بسجون الاحتلال الصهيوني.

 

ووجه العدو الصهيوني للقائد "وائل أبو فنونة" تهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة بنشاطاتها وفعالياتها, وتنفيذ العديد من العمليات والمهمات الجهادية وتصفية عدداً من العملاء والمتعاونين مع الاحتلال.

 

مراسل موقع "الإعلام الحربي" بـ"لواء غزة"، أجرى حواراً مع الأسير المجاهد المحرر "وائل أبو فنونة" حيث أكد على أن, " طوال فترة الأسر هي فترة معاناة وتعذيب سواء على الصعيد النفسي أو الجسدي من خلال ممارسة الاحتلال للضغوطات والمضايقات على الأسرى".

 

رضيت بقدر الله

وقال "أبو فنونة", لا أخفي عليكم حينما اصدر العدو الحكم بحقي لم أتفاجئ, والأقدار نحتسبها لله تعالى وهي بيده وهو يقسم الصبر للإنسان على قدر المصيبة والابتلاء."

 

وأضاف "أبو مكين", "هل أقول إني استقبلت المؤبدات بالزغاريد.. طبعا لا, وهل أقول استقبلتها بالفرحة.. طبعا لا, ولكنني رضيت بقضاء وقدر الله سبحانه وتعالى وحاولت أنا و إخواني الأسرى أن نأقلم أنفسنا وأن نتكيف بما يتناسب مع الحكم ووضعنا برنامج لنسير عليه."

 

وتابع المحرر حديثه قائلاً, "لم يكن أمامنا سوى خيارين إما أن نقبل بقضاء الله وقدره, وإما أن نضجر وحينها لن يكون هناك اجر وثواب وسوف نعيش حياة كلها تعاسة".

 

تعذيب جسدي ونفسي

وأشار المجاهد إلى أن, جميع الأسرى الأبطال بسجون الاحتلال تعرضوا لتعذيب قاسي جسدياً ونفسياً, وقد أدى ذلك لاستشهاد عدد من الأسرى تحت التعذيب ومنهم الشهيد "خالد الشيخ علي".

 

وأضاف "أبو فنونة", " أن الأسير يعيش ضغط نفسي حينما يخرج من الزنزانة إلى الساحة "الفورا", كما يعاني الأسرى حينما يمرض بسبب الإهمال الطبي من قبل الاحتلال الصهيوني حيث كان الدواء المستخدم دائما "اكامول" و"ماء" ونادراً ما يحصل الأسرى المرضى على علاج محترم".

 

واستذكر "أبو فنونة" ما تعرضت له حركة الجهاد الإسلامي عام 1989م من هجمة صهيونية حينما تم اعتقال القيادة السياسية والعسكرية للحركة بالضفة المحتلة وقطاع غزة

 

وقال, "صحيح إن السجن مدرسة سيدنا يوسف عليه السلام, والأسرى هم الذين صنعوها ولكن هل مدرسة سيدنا يوسف عليه السلام تخلى من العذابات طبعا لا.. فهي مليئة بالعذابات والألم ولكن الله سبحانه وتعالى كان المعين وقد ربط على قلوبنا وصبرنا".

 

لحظات قاتلة

ولم يتمالك الأسير المحرر " وائل أبو فنونة" نفسه من البكاء حينما طُرح عليه سؤال عن موقف حدث معه داخل الأسر ولم ينساه ولم يمحى من ذاكرته, حيث قال محاولاً حبس دموعه " لقد توفي والدي وأنا بالسجن ولم استطع أن أودعه, واستشهدت نجلة شقيقتي "ميساء أبو فنونة" بعملية استشهادية وأنا داخل الأسرى, وأستشهد "عماد أبو فنونة" نجل شقيقي وأنا بالسجن".

 

وتابع قائلاً, "ولكن كان الأصعب هو استشهاد "رائد أبو فنونة" نجل شقيقي وأنا داخل الأسر فقد كان رفيق الروح وحزنت على استشهاده كثيرا, فكل إنسان يحب أن يرى أحبابه وكنت أنتظر لحظة الفرج من الله سبحانه وتعالى لكي التقي بالأحبة".

وأضاف "أبو فنونة", إن اللحظات التي فارقت فيها أربعة من أهلي ولم استطع أن أودعهم أو أعزيهم كانت لحظات قاتلة وصعبة جدا جدا وكنت أشعر خلالها بالعجز, ولكن لا حول ولا قوة إلا في الله".

 

المقاومة هي الحل

وبارك الأسير الجهادي المحرر, صفقة التبادل  واعتبرها كتاب مفتوح للمقاومة, مشيراً إلى أن هناك أسرى لا يمكن أن يتحرروا بعملية سياسية.

 

وقال, "نحن جربنا هذه المسالة على أنفسنا, في اتفاق اوسلوا ,,كانت كل المعاير التي انطبقت على الأسرى الذين تم الإفراج عنهم وفق الاتفاقية المشئومة انطبقت على أسرى الجهاد الإسلامي وحماس ولكن الاحتلال لم يفرج عنهم, بسبب انتمائهم الإسلامي منذ عام 1993 لحتى الآن.

وأكد "أبو فنونة" على أن عمليات خطف الجنود الصهاينة هي الورقة الرابحة التي تجبر العدو الصهيوني للإفراج عن أسرانا وهذه رسالة الأسرى التي طلبوا منها أن نوصلها للمقاومة الفلسطينية.

 

وشدد, على أن الأسرى لا يريدون مخصصات مالية ولا زيارات ولا صليب احمر ولكنهم يردون عمليات جهادية تخطف جنود صهاينة وتطلق سراحهم بصفقات مشرفة.

 

ووجه المجاهد "وائل أبو فنونة" رسالة إلى مجاهدي" سرايا القدس" الأبطال والى كافة المجاهدين من مختلف فصائل المقاومة، بأن أمامهم خيارين أما الشهادة أو الأسر, وأن الأسرى أمانة في أعناقهم وفي أعناق كل مجاهد حر شريف. داعياً، الشعب الفلسطيني للتوحد وإنهاء الانقسام ولإعادة اللحمة لشقي الوطن الحبيب.

 

الشقاقي والأسرى

وفي الذكرى السنوية السادسة عشر لاستشهاد الشهيد المعلم "فتحي الشقاقي" الأمين العام الراحل لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, استذكر "أبو فنونة" الكلمة التي ووجهها الشقاقي للأسرى البواسل المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال في تاريخ 27/10/1992م, والذين كانوا يضربون عن الطعام لليوم الحادي عشر على التوالي حيث قال, "يا للعار اليوم تناولنا وجبة فطورنا وإخواننا مضربين في السجون", والتي كان لها اثر كبير على نفوس جميع الأسرى.

 

وقال, لقد كان الشقاقي رحمه الله، أول قائد يتكلم عن قضية الأسرى ويصف واقعها الأليم والمرير.

 

وأضاف "أبو فنونة" في ذكرى استشهاد المعلم "فتحي الشقاقي" نجدد العهد والبيعة والوعد والقسم الذي أقسمناه بأن ننحاز لخيار الدم والشهادة "خيار الشقاقي".

 

وعاهد الأسير الجهادي المحرر, الدكتور المجاهد "رمضان عبد الله شلح" الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بالاستمرار بخيار الدم والشهادة والالتزام بالاتجاهات والمسالك التي وضعتها القيادة بإذن الله.

 

وفي نهاية حديثه أكد على أن منذ أول لحظة لانتمائه لحركة الجهاد الإسلامي أكدنا أن خيار الدم هو خيارنا وان أسرانا لن يكينوا ولن يستقيلوا عن هذا الخيار بإذن الله عز وجل.

 

فرحة من الأعماق

بدوره أكد " أبو فارس" نجل شقيق الأسير المحرر "وائل أبو فنونة" بأن عائلته لأول مرة منذ 23 عاما تشعر بالفرحة الحقيقة والفرحة التي بمكانها فعلا.

 

وقال "أبو فارس", " زوجنا إخوان لنا وأبناء عم ولكن دائما تكون فرحة منقوصة ولكن بهذه المناسبة عشنا الفرحة من قلوبنا ومن أعماقنا بكل مشاعرنا بحيث أكرمنا الله بان نرى عمنا "أبو مكين" بين أحضاننا ننام لجنبه و نأكل معه ويأكل معنا و نمازحه ويمازحنا ونعيش ليالينا بأنس وراحة.

 

ودعا, في نهاية حديثه الله عز وجل أن يتم الفرحة على جميع أهالي الأسر, مشيراً إلى أن الفرحة شبه اكتملت وتكتمل حنيما نفرح بحرية أسرانا وتحرير أرضنا ومقدساتنا. 


أبو فنونة
أبو فنونة
أبو فنونة
أبو فنونة
أبو فنونة
أبو فنونة
أبو فنونة
أبو فنونة
أبو فنونة