خبر نائل البرغوثي : نريد أن يتكرر مشهد تحرير الجنوب في فلسطين

الساعة 06:37 ص|21 أكتوبر 2011

نائل البرغوثي : نريد أن يتكرر مشهد تحرير الجنوب في فلسطين

فلسطين اليوم- كتبت سمية علي

لم يألفوا عالمهم الجديد حتى اللحظة. بعد سنين الأسر الطويلة، بدا كل شيء مختلفاً: الأزقة حيث ذكريات الطفولة، ملامح الأحبة، حتى ملامحهم، رسم الوقت فيها خطوطاً كثيرة وقصصاً كثيرة عن ثورة عاشت بين الجدران، عن أحلام حيكت في الهواء، عن دقيقة حرية. أربعة وثلاثون عاماً قضاها نائل البرغوثي بين القضبان، الأسير السياسي الأقدم في العالم، لا زال يعيش ثورته، فالقضية التي ناضل من أجلها حية في داخله، وبعض من رفاق الأسر لا زالوا هناك ينتظرون العودة. بالنسبة للأسير المحرر أحمد شكري،المعتقل منذ اثنين وعشرين عاماً، فقد تغيرت رام الله كثيراً وجزء كبير من الذاكرة لا زال ماكثاً في المعتقل.

 

"كنت وقتها في سجن عسقلان، أذكر ذلك جيداً. كنا نشاهد البث المباشر لأحداث تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، لكن أكثر اللحظات تأثيراً كانت عندما قام المقاومون بتحرير الأسرى في معتقل الخيام. تمنيت أن يدخل أحدهم ويقوم بتحريرنا كما فعل هؤلاء. لقد حدث ذلك في الثامن عشر من تشرين الأول، طبعاً مع اختلاف المشهد، أتمنى أن يكتمل هذا المشهد بتحرير كامل الأرض الفلسطينية"، هكذا قال الأسير الفلسطيني المحرر نائل البرغوثي. في اتصال مع موقع المنار، أعرب البرغوثي عن شوقه" لمن أمضيت معهم سنين طويلة أكثر من تلك التي أمضيتها مع أقاربي، أولئك هم الأسرى الذين لا زالوا قيد الأسر، كل ما أتمناه أن يصبحوا أحراراً قريباً".

 

وعن استكمال مسيرة النضال والمقاومة، أكد البرغوثي أن المسيرة مستمرة " بطرق أخرى تختلف عن الفترة التي سبقت الأسر، أي أنني سأستمر بالدفاع عن فلسطين عن طريق الصمود وتوعية الفلسطينيين خصوصاً من الأجيال القادمة إلى قضيتهم وأهمية الدفاع عنها والمقاومة من أجلها وعدم نسيانها".

 

كما يوجه البرغوثي دعوة إلى فلسطينيي الداخل تتمثل" بالحفاظ على وحدتهم مهما اختلفت الآراء، فالوحدة ضرورية لعدم ضياع القضية. أدعوهم إلى الإجتماع على اختلاف فصائلهم ومدنهم وقراهم تحت سقف الهدف الأسمى، فلسطين". أما بالنسبة لفلسطينيي الخارج في مخيمات الشتات" فأقول لهم أننا أسرنا من أجلهم، من أجل قضيتهم، من أجل عودتهم إلى أرض الوطن. أدرك جيداً أن الكثير منهم يعيشون ظروفاً صعبة، خصوصاً أولئك المتواجدين على الأراضي اللبنانية، لاعتبارات سياسية معينة، بفعل المقاومة سوف يعودون إلى الوطن".

 

وعن فشل خطوة السلطة الفلسطينية المتمثلة بنيل عضوية دولة فلسطينية بحدود عام 1967، رأى البرغوثي أن" كافة أشكال المقاومة وتحصيل الحقوق مشرّعة، لكن الفلسطينيين لم يستطيعوا تحصيل أي من حقوقهم عبر مجلس الأمن، حيث يقف لهم الفيتو الأميريكي بالمرصاد، لذا استطاعت المقاومة العسكرية وحدها تحقيق المكاسب، وآخرها كان صفقة التبادل".

 

وفي اتصال مع موقع المنار، قال الأسير المحرر أحمد شكري أن جزءاً كبيراً من ذاكرته" لا زال في الأسر، حيث رفاق أمضينا معهم أعواماً طويلة، منهم الأخ محمود عيسى الذي لا زال في الأسر". كما أعلن شكري أن " المقاومة بشقيها الديبلوماسي والعسكري ضرورية لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني".