خبر مخيم النصيرات يحتضن « مفجر عمليات الباصات » بعد 23 عاماً من الاعتقال

الساعة 04:03 م|20 أكتوبر 2011

مخيم النصيرات يحتضن "مفجر عمليات الباصات" بعد 23 عاماً من الاعتقال 

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

على أصوات الأناشيد الوطنية وزغاريد النساء لا زال مخيم النصيرات يحتفل بتحرير ابنه الأسير المحرر عبد الهادي سلمان غنيم، بعد 23 عاماً قضاها خلف قضبان الاحتلال، و الذي تم الإفراج عنه ضمن صفقة الأحرار التي شملت 1000 أسيرٍ و27 أسير فلسطينية مقابل الأسير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

فرحة لم تتسع لها أزقة المخيم، عبرت عنها زوجة الأسير المحرر، أم ثائر غنيم و هي تستقبل جموع المهنئين و المهنئات بتحرير زوجها بعد هذه السنوات العجاف التي قضاها خلف قضبان الاحتلال

الحاجة أم ثائر غنيم و في حديث لمراسلة وكالة فلسطين اليوم قالت "رغم أن الأسير المحرر أبو ثائر حمل على كاهله حكماً بـ 16 مؤبداً و 480 سنة أخريات، إلا أن الأمل لم يفارقنا يوماً بحريته حتى قبل اسر شاليط"

و أضافت غنيم إن العائلة لم تعدم الامل بالله عز و جل في أي يوم، بل كانت على يقين بأن الله الذي اخرجه حياً من العملية الا ليكتب له شيئاً أفضل، و يكون بيننا"

و تحدثت أم ثائر عن لحظات القلق التي عاشتها قبل انجاز الصفقة و بعدها، و ما شابها من معوقات، مشيرةً إلى تضارب في المعلومات التي كانت ترد إليهم حول إمكانية ان تشمل الصفقة اسم زوجها بسبب الضغوطات التي كان يمارسها الاحتلال عليه داخل السجن، مؤكدة انها لم يطمئن بالها للصفقة الا بعد أن رأته بينهم و بين عائلته

و وجهت ام ثائر تحيتها للأسرى الذين لا زالوا يقبعون في سجون الاحتلال و ذويهم، مشيرة الى أن الفرحة لن تكتمل إلا بتحريرهم جميعاً من سجون الاحتلال

الأسير المحرر عبد الهادي غنيم، ثائر أبو ثائر، من أبناء فتح الأوائل الذين انتصروا لدماء الأطفال و النساء و الشيوخ الذين كانت تحصدهم آلة الحرب الصهيونية، حمل على كتفيه حكماً بالسجن لمدة 2064 سنة، بدأت من السادس من تموز (يوليو) من عام 1989، تنقل خلالها عبر كافة سجون الاحتلال ومعتقلاته بعد تنفيذه لعملية قلب باص 405 المتوجه إلى القدس حينها و قتل فيها 16 صهيونياً

و بينما بدت عليه علامات التعب و الإرهاق الشديدين، إلا انه بدا عملاقاً و أسطورة قهرت سجانها و لم تقهر حتى بعد 23 عاماً من الاعتقال

و في حديث لمراسلة وكالة فلسطين اليوم، قال الأسير المحرر غنيم أن التعبير عن الفرحة بالإفراج أمر مستحيل، إلا انه استدرك قائلاً: "فرحتنا منقوصة و لن تكتمل إلا يوم يفرج عن كل الأسرى الذين تركناهم خلفنا في السجون"

و عن معاناة الأسرى في السجون أثناء مفاوضات شاليط، أكد الأسير المحرر غنيم أن الضغوطات التي مارسها الاحتلال عليهم كانت تدفعهم للتفكير ألف مرة قبل أن يفكروا في الحرية، و قال أن الأسرى في السجون ذاقوا المرارة التي ذاقها المفاوضون الفلسطينيون فيها و لا سيما هذا العدد من الأسرى الذين أوجعوا الاحتلال من ذوي المحكوميات العالية الذين ظلت "اسرائيل" ترفض الصفقة بسببهم على مدار 5 سنوات

و أضاف: "الأمل في الإفراج عنا لم يكن معلقاً بشاليط و خصوصاً بعد تعثر المفاوضات بشأنه لعدة مرات.

و تابع: "إن الحرب التي شنها الاحتلال على غزة بعد اسر شاليط كانت اكبر همنا, و أصبح مصير أهلنا و شعبنا كل ما يهمنا، حالة نفسية صعبة جدا مرت علينا في فترة الحرب، و أصبح تفكيرنا جميعاً ينصب في أهلنا و لم نعد نفكر في شاليط أو صفقته بتاتاً، بل توقعنا أن يموت شاليط في هذه الحرب، فلم نفكر به بتاتاً بل إن الضغط كان يزداد على الأسرى مع سقوط كل شهيد أو جرح أي طفل في غزة.

و تابع يقول: "كنا نتابع يوميات العدوان على غزة من خلال القنوات الإسرائيلية ، مشيراً إلى أن هناك شح في المعلومات من خلالها، بعد أن سحب الاحتلال جميع المحطات من عندنا، إلا أن ما كانت تبثه وسائل الإعلام العبرية كانت تقشعر له الأبدان، و كنا نتساءل: إذا كان هذا هو جزء مما يجري فما حقيقة ما يجري على الأرض؟

و عن الساعات الاخيرة قبل الإفراج عنهم، تحدث الأسير المحرر غنيم أن الاحتلال حاول فرض شروطه علينا، الأمر الذي كاد أن يفشل الصفقة، من خلال الطلب من الأسرى التوقيع على تعهدات بعدم العودة للمقاومة و عدم السفر للخارج، إلا أنه أكد أن الأسرى رفضوا التوقيع على أي تعهد من هذا القبيل

و طالب الأسير المحرر غنيم جميع القوى و الفصائل و الشعب الفلسطيني عامة بالعمل الجاد من اجل الإفراج عن الأسرى المتبقين في السجون الإسرائيلية، مشدداً على انه لا يمكن السكوت على وجودهم خلف القضبان، لا سيما و أن هذه الصفقة من خلال عملية خطف شاليط أثبتت نجاعتها، و لا بد من 10 شاليط حتى تبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين