خبر رامبووو السجون ومفجر حرب السكاكين يعود لمنزله برفح

الساعة 09:04 م|19 أكتوبر 2011

رامبووو السجون ومفجر حرب السكاكين يعود لمنزله برفح

فلسطين اليوم_ رفح "مثنى النجار"

إحتضنت الحاجة أم خالد الجعيدي بشوق وحرارة نجلها المحرر "خالد" , بعد ستة وعشرين عاماً من الحرمان والانتظار داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة قضى منها 25 عاماً خلف القضبان.

ولم تعد الفرحة تسع منزل العائلة ووالدته التي تلتف من حولها النساء اللواتي حضرن لمبادلتها فرحه عودة نجلها ضمن صفقه تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط .

وأول كلماتها بفرحة استقبال نجلها المحرر قالت:" حُق لنا الآن أن نفرح بك يا خالد وأن أسد العهد الذي قطعته وأزوجك قبل أن يحصل لي أي مكروه.

الحاجة أم خالد وفي حديث مع "مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" , بينت أن فرحه خروج نجلها من سجون الاحتلال لايمكن أن تقف عند حدٍ معين , فأهدت من جهتها هذه الفرحة لكل أهالي الأسرى الذين ينتظرون أبنائهم على أحمر من الجمر ولأهالي الشهداء والجرحى ولأبناء الشعب الفلسطيني.

وتستعد والدة "خالد" بعد أن كحلت عيناها برؤية نجلها بتجهيز خالد لتزويجه وارتداء ثوبين خبأتهما ووعدت بأن تلبسهما في لحظة زواجه.

وبدت دموع الفرح تكشف تفاصيل الحزن الذي رسمته تجاعيد الزمن على وجهها , في حين لم تخفي "أم خالد" ابتسامهً عريضةً رسمتها فرحةُ احتضانها "لخالد" مع تكبيراتها التي علت المكان فرحاً بعودته سالماً لمنزله.

وتشير إلى أن هذه الفرحة تأتي لأول مرة قائلةً:" مر إثنان وخمسين عيداً ومناسبةً لم ألتقي فيها بخالد , بالإضافة إلى أنني لم أحتضنه وأتمكن من زيارته منذ 10 أعوام  بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي, واليوم يأتيني خالد عائداً للمنزل كاسراً كل القيود .

وأضافت :" مهما تكلمت لن اعبر عن فرحتي الداخلية , فلا زلت أعيش في حُلم مع أن نجلها خالد كان يجلس بجوارها خلال لقائنا .

فالمحرر خالد الجعيدي هو ابرز وأول من انضم وعمل ضمن صفوف حركة الجهاد الإسلامي بمدينة رفح , حيث كان يعمل تحت قيادة خاله الأسير عبد الرحمن القيق الذي اعتقل بعده بأسبوع تقريبا ,ونفذ عدداً من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي أهمها قيامه بقتل أربعة إسرائيليين اعتقل على إثرها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني , حيث تم اعتقاله بتاريخ 24/12/1986م وحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات.

يقول المحرر خالد لفلسطين اليوم :" الألم أننا تركنا أسرى أعزاء على قلوبنا ينتظرون الفرج , ونسأل الله أن يكرم فصائل المقاومة بأسر جنود آخرين لإعادة الفرحة والبسمة على أهالي الأسرى , موجهاً التحية لهم ولكل من ساعد على تحريرهم .

وعن فرحة الإفراج عنه وزملائه في صفقة التبادل , فيقول هذه فرحة لاتوصف ولن أجد لها الكلمات الكافية للتعبير عن حقيقة مشاعري قائلا:" هذه صفقه العمر , أحيتنا من جديد بعد أن كنا في عداد الموتى فلله الشكر والحمد .

وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع لحظة الإفراج عنه بعد مكوثه لأكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال قائلا:" الشكر لله على أن أخرجني من السجن بفضل سواعد المقاومين الأبطال.

فالمحررالجعيدي كما يوصف هو أخطر شخص داخل السجون, وهو الرجل الدموي أيضا , ورامبو السجون ,ومفجر ثورة السكاكين تمتع بشخصية قوية وبنيان جسماني قوي وإيمان بالله وبقضيته لا يقف أمامهما أي حاجز .

سيرة المحرر الجعيدي

ولد الأسير البطل خالد مطاوع مسلم الجعيدي بتاريخ 15/11/1965م لأسرة فلسطينية لاجئة مجاهدة تعود جذورها إلى عراق سويدان في ارض فلسطين المحتلة عام 1948م وهاجرت أسرته وشردت من ديارها إلى أن وصلت مدينة رفح وسكنت مخيم الشابورة للاجئين ثم انتقلت للعيش في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح وهو أعزب ودرس خالد في مرحلة الطفولة المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية في مدارس مدينة رفح وأنهى المرحلة الثانوية من مدرسة بئر السبع الثانوية ثم التحق بالجامعة الإسلامية وكان يدرس إلى أن تم اعتقاله في كلية الشريعة مستوى ثاني .

كان خالد منذ صغره يتميز بصفات عديدة ,وكان يتابع بشغف أحداث الاحتلال واعتداءاته ومجازره بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وكان احد الأوائل المجاهدين الأبطال الذين أعلنوا استنفارهم ,وكان مثالا للانضباط , والتحق بحركة الجهاد الإسلامي وكان احد أبنائها .

وعائلة الجعيدي عائلة مجاهدة وقد تم اعتقال شقيقه يحي مطاوع الجعيدي وإبعاده إلى مرج الزهور مع 400 من أبناء الشعب الفلسطيني عام 1992م وقضى في السجن مدة سنة ونصف وسنة في الإبعاد .

رحلته مع الاعتقال

في صبيحة 24/12/1986م كان خالد على موعد مع تنفيذ عملية بطولية واستل سكينه وسلاح الإيمان وخرج حيث جنود الاحتلال وما أن اقترب من جنود الاحتلال بالقرب من سجن غزة المركزي حتى استل سكينه وطعن عدد من الجنود وأرداهم ما بين قتيل وجريح وهو يصرخ الله اكبر الله اكبر , وبدأت مرحلة المطاردة لجنود الاحتلال وتم اعتقاله واقتياده إلى جهة غير معلومة وخاضت الشاباك معه تحقيقا قاسيا وقدمته للمحكمة وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 5 مؤبدات وتم هدم منزله برفح

فقصة المحرر الجعيدي هي جزء من قصص ومعاناة آلاف الأسر الذين غيب الاحتلال بعنجهيته أبنائهم عنهم سنواتٍ تمضي مسرعةً , فكم من والدة أسيرٍ قد عانقها حلم عودة وليدها إليها لتحتضنه ويبادلها الحنان ؟؟؟.