خبر حذار على اسرائيل أن تهاجم ايران... هآرتس

الساعة 12:34 م|19 أكتوبر 2011

بقلم: هيرتسل شبير

كان رئيس قسم الاركان في الجيش ومفتش عام الشرطة

(المضمون: مهاجمة ايران لمنعها من نيل السلاح النووي ليست مرفوضة مبدئيا – ولكنها ليست موضوعا لاسرائيل - المصدر).

لنفترض ان اسرائيل (او الولايات المتحدة) تهاجم المنشآت النووية في ايران. وسواء نجح الهجوم أم لا، سترى ايران في هذا الهجوم خطوة شاذة، حربية، تستدعي ردا عسكريا واقتصاديا – سياسيا.

هناك عدة امكانيات لرد ايراني في المجال العسكري: اطلاق صواريخ على اسرائيل وعلى اهداف امريكية، مهاجمة اسرائيل بسلاح الجو (باحتمالية متدنية)، او استخدام سلاح البحرية ضد اهداف في الولايات المتحدة وفي اسرائيل.

كما يمكن لايران ان تستخدم ضد اسرائيل حزب الله أو حماس، المبادرة الى عمليات في العراق ضد أهداف امريكية، واهداف للحكومة العراقية المحلية وكذا أعمال ارهابية في ارجاء العالم ضد أهداف يهودية، اسرائيلية وامريكية. امكانية اخرى هي اليوم في احتمالية متدنية، تتمثل باطلاق الصواريخ من الاراضي السورية.

كما يمكن لايران ان تتخذ ردا في المجال الاقتصادي – السياسي وحده، او ان يتداخل هذا مع عملية عسكرية. مثل هذا الرد يمكن أن يكون ضرب السفن التي تمر في مضائق هرمز او مكان رسوها. يمكنها أن تقلل حجم تصدير النفط والغاز الامر الذي سيؤدي الى رفع اسعارها في العالم. والرد الاشد الذي يمكن لايران ان تتخذه هو اغلاق مضائق هرمز في وجه النفط. في هذه المضائق تمر كمية نحو 40 في المائة من الطلب العالمي على النفط. أثر اغلاقها سيكون متعلقا على مدى الزمن الذي يمتد فيه الاغلاق.

مهما يكن من أمر اذا ما ردت ايران فان كل المنطقة ستكون في حالة حرب. حسب بحوث أجرتها مؤخرا محافل البحث التي تعمل مع مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة، فان من يعتزم مهاجمة المنشآت النووية في ايران يحتاج لان يكون لديه رد على كل امكانيات الرد الايراني. اما من ليس لديه هذه الامكانيات – اسرائيل مثلا – فمحظور ان يهاجم.

في تقويم الوضع الذي اجري في الولايات المتحدة قبل سنين تقررت عدة أهداف: ضمن اهداف اخرى كان منع ايران من الوصول الى هيمنة اقليمية (والتي يمكن أن تحققها حتى دون استخدام القوة العسكرية)؛ منع سقوط النظام في العراق؛ منع تدخل ايراني عام في العراق؛ لحماية اصدقائها في المنطقة، ولا سيما السعودية واسرائيل، والتأكد من أن النفط يواصل التدفق من الخليج الفارسي وفقا للطلب العالمي.

من هنا، الاستنتاج الوحيد الممكن هو أنه اذا كان هناك هجوم فانه سيتم من قبل الولايات المتحدة التي سيتعين عليها ان تعد ردا مسبقا لامكانيات الرد الايراني. الرد الايراني الاخطر هو اغلاق مضائق تيران.

في هذه الحالة، فان مراحل عمل الجيش الامريكي كفيل بان يكون: 1. مهاجمة الاسطول الايراني، القواعد والوسائل التي تستخدم لاغلاق مضائق هرمز. 2. مهاجمة منظومات مضادات الطائرات، مراكز التحكم والرقابة، مهاجمة سلاح الجو الايراني ومنظومة الصواريخ (مع التشديد على الصواريخ بعيدة المدى). 3. مهاجمة المنشآت النووية (الفرضية هي أن هذه المنشآت "لا تهرب").

هذه خطة مركبة جدا، تحمل معان قاسية لايران وبقدر هام للعالم ايضا. ثمة من يدعي بان تسريبها جاء لاقناع ايران بجدية الولايات المتحدة. ربما هكذا، اذا ما أعلنت الولايات المتحدة بان في نيتها مهاجمة ايران، ستفضل هذه قبول التعاون الدولي في الموضوع النووي للاغراض السلمية.

مهاجمة ايران لمنعها من نيل السلاح النووي ليست مرفوضة مبدئيا – ولكنها ليست موضوعا لاسرائيل.