خبر لماذا تمت صفقة الأسرى الآن؟؟

الساعة 06:27 ص|15 أكتوبر 2011

لماذا تمت صفقة الأسرى الآن؟؟

بقلم : د. يوسف رزقة

لماذا انتظرنا سنتين أو أكثر من أجل إتمام صفقة تحرير شاليط؟! هذا الاستفهام الإنكاري هو الأكثر تردداً في الصحافة العبرية للتأكيد على فشل قيادة نتنياهو ، وفشل المفاوض الإسرائيلي، وهو سؤال يفتح أمام سؤال آخر يقول ما دواعي إتمام الصفقة الآن ؟ ولماذا لم تتم بالأمس قبل عامين إن كانت الشروط التي وضعتها حماس قد تم الاستجابة لها بنسبة 98% .

يورام كوهين رئيس الشاباك الجديد أجاب باختصار، لأنه تبين لنا مؤخراً أنه لا بديل عن الصفقة من أجل تحرير شاليط . البدائل التي طرحت مسبقاً أثبتت عجزها . ونتنياهو قال هذا أفضل الممكن الآن ، ولا نريد مصير (أراد) لشاليط . إذاً السبب المباشر لإتمام الصفقة الآن بحسب شروط حماس يكمن في عجز استخباري وأمني وعسكري إسرائيلي من الوصول إلى شاليط ، وتزايد الشعور الإسرائيلي بأن مصير رون أراد بات ينتظر جلعاد شاليط وما تبقى من الزمن لهذه النهاية قليل .

والسبب الثاني وبحسب تصريحات إسرائيلية يكمن في رجال حماس، فقد فشلنا في لي ذراع حماس على حد قول المفاوض الإسرائيلي ، وأحسب أن رجال حماس قد تصرفوا في المفاوضات وفي إدارتها بمنطق القائد العزيز الذي يدرك قيمة ما عنده ، ويدرك الطبيعة المراوغة للمفاوض الإسرائيلي ، ومن ثم رفض المفاوض الفلسطيني عروضاً عديدة ، ولم يبال بانسحاب الإسرائيلي مرات عديدة ، ولم يبال بحرد المفاوض الألماني ، وقدم رفضاً صريحاً لعرضه الذي قبل به نتنياهو قبل عام ، وهذا هو التفسير الإجرائي لمفهوم قول القيادي الإسرائيلي (فشلنا في لي ذراع حماس).

والسبب الثالث يكمن في تداعيات تناقص فرص إعادة شاليط إلى البيت ، الأمر الذي أحيا صورة (رون أراد) ومصيره المجهول ، وهذا يرتب مسئوليات قانونية على نتنياهو وتداعيات حزبية ستظهر في الانتخابات القادمة ، ومن ثم فإن مصير أراد كان شبحاً يطارد نتنياهو.

والسبب الرابع يكمن في حالة الاحتقان الشعبي غير المسبوق في مجتمع دولة الاحتلال حيث شارك في الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بالعدالة حوالي نصف مليون متظاهر ومحتج ، وهو عدد غير مسبوق ، وحالة غير مسبوقة ، الأمر الذي هدد ائتلاف حكومة نتنياهو ، مما صرف أنظار الحكومة في تل أبيب للبحث عن مخرج بالإعلان عن عودة شاليط ، والقول بأن الحكومة مسئولة .

والسبب الخامس يكمن في ربيع الثورات العربية ، التي استدعت دوراً نشطاً وإيجابياً للمخابرات المصرية العامة ، وهو دور لم يكن في عهد مبارك ، وقد أشار نتنياهو في كلمته إلى الربيع المتغير في المنطقة العربية وضعه في خانة التداعيات السلبية على حياة شاليط .

 

والسبب السادس يكمن في الإدارة السرية لعملية المفاوضات غير المباشرة ، حيث نحى الطرفان الإعلام جانباً ، وهذه علامة على جدية الرغبة في التوصل إلى نتيجة في هذه المرحلة الراهنة .

هذه أسباب ستة يمكن تسجيلها من خلال المتابعة والتحليل للإجابة عن سؤال لماذا الآن ؟ وهذا لا ينفي وجود أسباب ومبررات أخرى ربما تظهر لنا أو لغيرنا عند تنفيذ الصفقة والتعرف الدقيق على شروطها وموجباتها التي أوجبتها بعد تردد في الفشل لمرتين على الأقل