خبر شيخ أسرى فلسطين.. هل يودع الأسر؟

الساعة 07:31 م|14 أكتوبر 2011

بعد 28 عاما وراء القضبان  ..

 شيخ أسرى فلسطين.. هل يودع الأسر؟

فلسطين اليوم - وكالات

سامي يونس (أبو نادر) شيخ الأسرى الفلسطينيين، ناهز عمره 82 سنة وما زال يقبع في غياهب السجون الإسرائيلية منذ 28 عاما، وتأتي صفقة تبادل الأسرى لتعيد الأمل في نفوس أفراد عائلته الذين يتلهفون للقائه بعد نشر اسمه على قائمة المشمولين بالإفراج.

 

مأساة أبو نادر تشاطره فيها زوجته وأسرته التي شهدت اعتقاله قبل توقيع اتفاقية أوسلو وقبل أن يتعرف الناس هنا على جهاز الحاسوب أو الهاتف المحمول.

 

وتقول زوجة أبو نادر الحاجة حليمة التي تبلغ الآن 78 عاما من عمرها "ليس من الهين على زوجة أن يتركها زوجها ترقب حلم عمرها يموت ببطء أمام عينيها وتشاهد شريك حياتها تأكله قضبان السجون وعتمة الزنزانة، فما بالك وهي أم لخمسة أطفال".

 

فرحة غامرة

وشرعت العائلة بإعداد كل ما يلزم لاستقبال شيخ الأسرى بعدما قطع الشك باليقين بنشر اسمه ضمن قائمة الذين سيتم الإفراج عنهم على موقع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

وتوضح أم نادر أن العائلة باشرت بتنظيم مهرجان شعبي كبير احتفالا بالإفراج عنه داخل قريته عارة.

 

وكان مدير الرابطة العربية للأسرى منير منصور أكد الخبر اليوم لافتا إلى أن الصفقة ستشمل خمسة أسرى من فلسطينيي الداخل وهم سامي يونس ومخلص برغال وعلي عمرية ومحمد أحمد جبارين ومحمد زيادة علاوة على ثلاث أسيرات هن ورود قاسم ولينا جربوني وخديجة أبو عياش.

ذكريات مؤلمة

بلهجة الواثقة المؤمنة تستعيد الحاجة حليمة بداية رحلتها الجبلية وتقول "عندما اعتقل زوجي كنت أمّا لخمسة أطفال وبالخمسين من عمري فبدأت أعمل في تربية الدجاج وبيع الجوافة والزيتون لإعالة عائلتي".

 

وكانت أول سنة من اعتقاله في غاية الصعوبة على الحاجة حليمة من الناحية النفسية والمادية إلى أن اعتادت على نمط الحياة الجديدة.

 

وترى الحاجة حليمة أن زوجها سدد ثمنا أكبر بسجنه نحو ثلاثة عقود خلف القضبان، فهو لم يفرح بزواج أبنائه، وحرم من أحفاده إلا من خلف جدار زجاجي.

 

وتتذكر أم نادر أن زوجها قبل سنوات طويلة سألها في إحدى الزيارات: ما هذا الحاسوب الذي يتحدثون عنه، ثم أخذ يستفسر عن الهاتف المحمول وكيف يعمل؟

 

معاناة

كما تستعيد الحاجة حليمة معاناة الأسرة وتقول إنها عانت الأمرين خلال اعتقاله وزيارتها له في المعتقلات البعيدة مثل سجن بئر السبع.

 

وتضيف -وهي تحتضن صورته برفق- "كنا نسافر قبل أذان الصبح ونضطر للانتظار هناك عدة ساعات دون وجود مقاعد للجلوس تحت أشعة الشمس الحارقة وتحت الأمطار وفي غياب المراحيض".

 

وتؤكد الحاجة حليمة أن كل ذلك كان انتقاما من أهالي الأسرى، "لكن التكافل بين ذوي الأسرى قوي جدا بفعل الانتماء الواحد والألم المشترك وهي طاقة كبيرة لمواصلة الطريق الصعب".

 

أما الابنة كوثر التي خرجت من البيت عروسا بدون والدها فتستعيد هي الأخرى الذكريات ويغالبها الدمع وتقول إنه منذ اعتقل والدها وهي في الصف العاشر لم يفارقها ظله وخياله.

 

وتتابع أنه "في كل عودة لي من زيارة له كنت أعود للبيت في حالة نفسية منهارة جدا خاصة بعدما كبر وأحسسنا بشيخوخته وبعدما تم تعذيبه أقسى أنواع التعذيب رغم كبر سنه".

 

وتروي كوثر أنها حزنت جدا حينما علمت أن المحققين وقتها وبعدما اعتقلوه في سجن الجلمة قرب حيفا خلال فصل الشتاء كانوا يرشونه بالماء البارد ويجبرونه على خلع ملابسه وهو مقيد بحبال دون تحريك يديه في الصقيع.

 

وتتابع "في إحدى الزيارات أكد لنا أنه سيعود ميتا لشدة الألم، وطلب منا عندما يعود جثة هامدة أن نبقي جثته في حديقة المنزل مدة ربع ساعة لتوديع البيت قبل أن يوارى جسده التراب".