خبر صحيفة صهيونية تكشف عن العوامل التي ساهمت في إنجاز الصفقة

الساعة 11:04 ص|12 أكتوبر 2011

صحيفة صهيونية تكشف عن العوامل التي ساهمت في إنجاز الصفقة

فلسطين اليوم -وكالات

كشفت صحيفة هآرتس الصهيونية, أن عدة عوامل ساهمت في إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين الكيان و حركة حماس, أهمها عدم وجود خيار عسكري لإنهاء الأزمة, وموقف جهازي الشاباك والموساد, وتليين موقف حركة حماس, وانسداد أفق عملية السلام, إلى جانب الثورات في العالم العربي.

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء, إلى أن عدد من مهندسي الصفقة الأساسيين شكلوا موقفا ضاغطا على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإنجازها ومن بينهم رئيس الشاباك الجديد يورام كوهين, ووزير الحرب أيهود باراك وإلى جانبه رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بيني غانتس ورئيس الموساد تامير باردو.

وبحسب الصحيفة فإن القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري تلقى ضوء أخضر من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بتليين مواقفه, بالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي بذلها رئيس المخابرات المصرية مراد موافي, والوسيط الألماني جيرهارد كونرد.

وبينت هآرتس إلى أن رئيس الأركان الصهيوني ورئيس جهاز الشاباك أعلنا في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر بأنهم لا يستطيعون أن يقترحوا على حكومتهم خطة عسكرية فعلية يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح جلعاد شاليط.

وتابعت الصحيفة :"وزير الحرب أيهود باراك لعب هو الآخر دور حاسم في إقناع نتنياهو باتخاذ قرار بشأن الصفقة, كما دعم رئيس الشاباك يورام كوهين ورئيس الموساد تامير باردو بشكل مخالف للماضي إنجاز الصفقة.

وبحسب مصدر للصحيفة, فإن كوهين وعد نتنياهو بأن الشاباك يستطيع مراقبة أفعال هؤلاء الأسرى "الثقال" الذي سيتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية ومنعهم من العودة إلى ماضيهم.

ورغم أن قائمة أسماء الأسرى المنوي إطلاق سراحهم لم تعلن حتى اللحظة, إلا أن المعطيات التي تم تسريبها تشير إلى أن حماس أبدت ليونة معقولة لإنجاز الصفقة.

وبحسب مصادر إسرائيلية فإن "إسرائيل" حققت إنجازات مهمة أبعدت بشكل كبير المخاطر الأمنية المرافقة للاتفاق, حيث اشترطت "إسرائيل" إبعاد كبار الأسرى الذي بإمكانهم تطوير البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية, وسيسمح فقط بعودة 103 أسير فلسطيني بالعودة إلى الضفة, ومن ناحية "إسرائيل" فإن الضفة منطقة يمكن التحكم فيها.

وتابعت الصحيفة :" الوضع في العالم العربي بقرار "إسرائيل", حيث فهم نتنياهو أن الوسيط الألماني قد استنفذ كافة قدراته في إقناع حماس, كما أن مصير المفاوضات موجود حاليا بأيدي النظام العسكري الحاكم, وتخشى "إسرائيل" من أن هذا النظام سيفقد قدراته في الوساطة بعد عدة أشهر وسيكون تحت تأثير الإخوان المسلمين.

ومن الناحية السياسية قالت هآريتس :"واشنطن كانت تعارض إنجاز الصفقة في الماضي خوفا على مكانة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن وحركة فتح في الضفة الغربية, ولكن بعد توجهه إلى الأمم المتحدة زادت شعبية أبو مازن مما زالت مخاوف الحكومة الأمريكية على مستقبل أبو مازن على حد قول الصحيفة.

وأخيرا أشارت الصحيفة إلى أنه بعد خمسة أعوام وأربعة أشهر من المفاوضات المستمرة هناك إدعاءات أن هذا الاتفاق يعتبر خضوع "إسرائيل" لشروط حماس, وأن الاتفاق سيمنح حماس انجازا تاريخيا يقوي موقفها, ولكن "إسرائيل" –بحسب الصحيفة- نجحت في إنجاز العديد من طلباتها وأن المفاوضات المتصلبة التي أدارتها طوال الفترة الماضية لها تأثير رادع.

شخصيات خلف المفاوضات

ذكرت صحيفة هآرتس أن الشخصيات المركزية في مفاوضات تبادل الأسرى هم ثلاث رجال مخابرات إسرائيليين, ورجل مخابرات ألماني, وعدد من كبار رجال المخبرات المصرية, ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي كان يدير الاتصالات من مكانه في دمشق, وقائد الجناح العسكري لحماس أحمد الجعبري يقوم بدور الإشراف المباشر على المفاوضات في القاهرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات كانت بشكل غير مباشر بين حماس و"إسرائيل" عن طريق الوسطاء المصريين والوسيط الألماني رجل المخابرات الألماني جيرهارد كونرد الذي لعب دورا مهما في المفاوضات, حيث أجرى جولات حوار شاقة بين دمشق وغزة والقاهرة و"تل أبيب" وعواصم أوروبية ومرات عديدة أرسل إلى نيويورك.

وفي "إسرائيل" عمل ثلاث شخصيات إسرائيلية في المفاوضات منذ أسر جلعاد شاليط في يونيو 2006, وهم عرف ديكل نائب رئيس الشاباك, ورجل الموساد حجاي هداس وأخيرا رجل الضابط الرفيع في الموساد دفيد ميدان وتم اعتمادهم كممثلين عن رئيس حكومة الاحتلال في المفاوضات.