خبر اسرائيل هي قوة عظمى..معاريف

الساعة 09:55 ص|10 أكتوبر 2011

بقلم: شموئيل روزنر

ست مرات كرر اسم اسرائيل في خطابه الحاكم ميت روماني، المرشح الرائد عن الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية. الصين ذكرها مرتين. روسيا – مرتين. الجارة الكبيرة المكسيك – مرتين. الجارة الكبيرة كندا – ولا حتى مرة واحدة. العراق ذكر مرة واحدة. افغانسات – ثلاث مرات. الهند الهامة – صفر. اوروبا – ثلاث. كل اوروبا. فرنسا – صفر، بريطانيا – مرة واحدة، ألمانيا – صفر. فقط ايران وصلت الى مستوى اسرائيل: ذكرت ست مرات. ولكن يدور الحديث، بالطبع، عن صورة مرآة: ايران هي الخطر الاكبر – اسرائيل هي الدولة موضع الخطر. "هل في العام 2015 ستكون اسرائيل أكثر عزلة بين أسرة دولية معادية؟ هل من يسعون الى تدمير اسرائيل سيشعرون بقوة أكبر بسبب العدمية الامريكية؟"

        كان هذا هو الخطاب المركزي الاول لروماني في هذه الجولة الانتخابية التي تركز على السياسة الخارجية الامريكية. يوم الجمعة، عشية الغفران، جنوب كورلانيا. في الايام التي سبقت هذا الخطاب انكشفت ايضا قائمة المستشارين الطويلة لروماني في مجال السياسة الخارجية. الاسماء البارزة: مايكل هايدن الذي كان رئيس الـ ان.أس.ايه، والـ سي.اي.ايه، مايكل تشرتوف، الذي كان وزير أمن الوطن، اليوت كوهن، مستشار كوندليسا رايس سابقا، كوبر بلاك، رجل مكافحة الارهاب في الـ سي.أي.ايه، السناتور السابق نورم كولمان، واسماء عديدة اخرى من كبار المسؤولية في ادارة بوش.

        في طاقم شؤون الشرق الاوسط تظهر ثلاثة أسماء غير معروفة هنا على نحو خاص: ماري بات – لونغ التي كانت مساعدة وزير الدفاع غيتس، ميغان اوسلفان من مجلس الامن القومي لدى بوش، وليد فارس، امريكي من أصل لبناني يتعرض ترشيحه للهجوم بسبب الصقرية الزائدة المنسوبة اليه، وكذا بسبب نشاطه في صالح الميليشيا المسيحية في عهد الحرب الاهلية في لبنان. ويمكن لنا أن نقرر منذ الان بثقة في أن هذه هي احدى القوائم الاكثر عطفا على اسرائيل والتي يمكن تشكيلها (ولمن يرغب في الاحصاء فان نسبة اليهود الاعضاء فيها مثيرة للدوار).

        لماذا اختار المرشح الجمهوري الرائد الانشغال باسرائيل بمثل هذه الكثافة في خطابه المركزي عن السياسة الخارجية؟ ليس بالضرورة بسبب أهميتها الاستراتيجية، بالطبع.

        الصين أكثر أهمية، الهند أكثر أهمية، اوروبا ايضا. غير أن هدف روماني لم يكن عرض سلم الاولويات في معالجة الدول في أرجاء العالم. هدفه كان مزدوجا: مهاجمة سياسة الرئيس القائم، براك اوباما، الذي يسعى الى الحلول محله واقناع الناخبين الجمهوريين بانه هو الاكثر مناسبة لهذا المنصب. وكان لاسرائيل أيضا دورا مزدوجا في الخطاب: فهي دولة هامة لجاليات عديدة من الناخبين الجمهوريين المخلصين – ولا سيما اليمين الافنجيلي الذي ينظر الى روماني باشتباه (اساسا بسبب دينه المرموني)، وهي هامة لروماني ايضا كدليل لما يعتبر في نظره كفشل للرئيس. ليس فشلا اداريا، بل فشل ايديولوجي.

        "اصدقاؤنا لا ينبغي لهم ابدا أن يخشوا من الا نقف الى جانبهم عند الحاجة"، قال روماني في خطابه. وكما يصفه روماني، فان اوباما هو رئيس لا يؤمن بتميز أمريكا وبقدرتها على القيادة. هذا هو التعبير الذي تكرر في الخطاب أكثر من أي تعبير آخر: "قائد" و "قيادة". اوباما هو رئيس "يعرف كيف يبرر بكلمات جميلة، التنازل عن دور القيادة العالمية"، قال روماني.

        في الجملة الاكثر حدة في خطابه: "اذا كنتم لا تريدون ان تكون أمريكا الدولة الاقوى على وجه الكرة الارضية فأنا لن أكون الرئيس من اجلكم. لديكم رئيس كهذا اليوم". وسواء قبلتم هذا الادعاء أم لا، فان الدور المركزي الذي يعده الجمهوريون لاسرائيل في الحملة الانتخابية لم يعد سرا. فهي أداة العمل السياسي – وهي أيضا المثال الاستراتيجي".