خبر عباس يجمد التعيينات والتنقلات في السفارات الفلسطينية

الساعة 04:11 ص|10 أكتوبر 2011

عباس يجمد التعيينات والتنقلات في السفارات الفلسطينية

فلسطين اليوم-وكالات

 علمت 'القدس العربي' من مصادر دبلوماسية مطلعة أنه وبأوامر مباشرة من الرئيس محمود عباس، أوقفت وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله هذا العام كافة عمليات التنقل أو إجراء تعيينات جديدة في البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في كل قارات العالم، لحين 'انتهاء معركة أيلول' الخاصة بالتوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

وبحسب ما توفر من معلومات مؤكدة لـ'القدس العربي' فإن وزارة الخارجية أحجمت عن القيام بأي عملية تغيير في البعثات الدبلوماسية الفلسطينية حول العالم، بأوامر من الرئيس عباس.

وتنفيذاً لهذه الأوامر لم تجر الخارجية الفلسطينية كالعادة في فصل الصيف أي تنقلات في السلك الدبلوماسي، بما يشمل نقل سفراء من عملهم في بعض العواصم العالمية للعمل الإداري في مقر الوزارة بمدينة رام الله، وكذلك لم تقم الوزارة بإجراء نقل بعض السفراء لعواصم أخرى كما جرت العادة. كذلك لم يجر تعيين سفراء جدد، بدلاً من أولئك الذين أنهوا الخدمة في العمل الدبلوماسي لبلوغهم سن التقاعد، حيث ضمنت الخطوة التمديد لعدد من السفراء الذين بلغوا هذا السن، خلافاً لتعليمات سابقة شرعت وزارة الخارجية بتنفيذها منذ العام 2005، وتقضي بعدم التمديد، وإجراء تنقلات وتعيينات بشكل دوري كل سنة في غالبية البعثات الدبلوماسية.

وجرى فقط قيام سفراء على رأس عملهم بتقديم أوراق اعتمادهم في دول أخرى، كسفراء غير مقيمين، لحين وضع ترتيبات جديدة في السلك الدبلوماسي الفلسطيني.

ولم يمكن القرار عددا من السفراء الموجودين في مقر الوزارة برام الله من رئاسة بعثات دبلوماسية في الخارج وفق ما كان مخططا له.

ولم تعرف المدة الزمنية للبقاء على هذا القرار الجديد، الذي جاء وفق 'خطة الطوارئ'، إذ تفيد أنباء بإمكانية تطبيق عمليات التعيينات في وقت لاحق، ورغم ذلك لم يثر القرار حفيظة الدبلوماسيين الموعودين برئاسة بعثات خارجية، وقال أحدهم لـ'القدس العربي'، ان هناك تفهما كبيرا للخطة، كونها بحسب الدبلوماسي تعد 'ركيزة أساسية للخطة الفلسطينية'.

وتفيد مصادر دبلوماسية عليمة بأن الرئيس عباس أراد من وراء هذه الخطوة، عدم إحداث أي تشويش في مهمات البعثات الدبلوماسية، تعيق تنفيذ الخطط والبرامج التي وضعتها القيادة الفلسطينية، لحشد أكبر تأييد دولي لخطوة التوجه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة مستقلة على حدود العام 1967.

وكانت 'القدس العربي' قد كشفت قبل أشهر، أي في الوقت الذي بدأت القيادة الفلسطينية رسمياً بتطبيق مخططها للتوجه للأمم المتحدة، عن قيام الرئيس عباس بإعطاء أوامر مباشرة تمنع العاملين في البعثات الدبلوماسية في العواصم المحورية كمصر والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وغالبية دول أوروبا بالحصول على إجازات، مع ضرورة قطع المجازين لإجازاتهم والالتحاق بالعمل بشكل فوري، قبل أن يشمل هذا القرار في وقت لاحق كل البعثات الدبلوماسية، وذلك للاستعداد لشهر أيلول (سبتمبر).

وكان الرئيس عباس تقدم قبل أكثر من أسبوعين بطلب للأمم المتحدة، للحصول على اعتراف بدولة مستقلة على حدود 67، بسبب توقف المفاوضات لرفض إسرائيل تجميد الاستيطان، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية لإحلال السلام.

وأطلق على مسعى القيادة الفلسطينية هذا 'خطة أيلول'، وذلك بسبب تقديم طلب العضوية في هذا الشهر، الذي يشهد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك بسبب تأكيدات دولية سابقة على ضرورة أن تنتهي المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في هذا الشهر من العام الجاري، التي توقفت قبل عام بسبب رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد الاستيطان.

ووفق المصادر فإن الخطة الفلسطينية للحصول على دعم دولي لمخططها، ترتكز على العمل الدبلوماسي الفلسطيني بالدرجة الأولى، إذ يقتضي الأمر بأن تعمل بعض البعثات في الدول المركزية والمحورية على مدار الساعة لإنجاح هذا الجهد.

وبرزت أهمية هذا الجهد الدبلوماسي من عدد الجولات الخارجية التي يقوم بها الرئيس عباس، ومسؤولون فلسطينيون كبار للعديد من العواصم العالمية، وآخرها الجولة الحالية لعباس في أوروبا وأمريكا اللاتينية.

وسبق للرئيس عباس القيام بجولات شملت غالبية بلدان أوروبا، والدول العربية وعددا من الدول الأفريقية والآسيوية، إضافة إلى وفود رسمية أخرى زارت عواصم أخرى، وحصلت منها على دعم للجهد الفلسطيني.

ويسعى الرئيس عباس في هذه الأوقات لتأمين حصوله على دعم تسع دول من الأعضاء بمجلس الأمن، لتمرير قرار التصويت على دولة فلسطينية في المجلس، وهو أمر سيضع الدبلوماسية الأمريكية في حرج كبير، إذ ستضطر إلى استخدام 'الفيتو' لمنع حصول القرار الفلسطيني على أغلبية.