خبر لنوقف التأصل -هآرتس

الساعة 10:09 ص|09 أكتوبر 2011

لنوقف التأصل -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

انتظام المعلمين والمربين في التيار الرسمي – الديني ضد التطرف الاصولي – القومي (تليلا نيشر، "هآرتس"، 7/10)، يعبر عن أزمة تثيرها هذه المسيرة المتواصلة منذ أكثر من عقد من الزمان: ابتعاد التعليم الرسمي – الديني عن الرسمية وانجرافه نحو التأصل، الذي تعود جذوره الى المستوطنات والى المحيط الروحي لحاخامي المستوطنين.

        الجمهور الديني المعتدل يعاني منذ سنين من الاكراه الاصولي (الحريدي). وهذا يصف المعتدلين بانهم "ضعفاء"، يتهمهم بانعدام الحشمة، يفرض الفصل بين البنين والبنات في المدارس وفي حركة بني عكيفا، ولكن في الاساس يدير صراعا عدوانيا ضد الافكار النسوية، ويشكك بكل انجاز في مجال مكانة المرأة.

        جزء من هذا الاكراه انكشف قبل بضع سنوات، حين استسلم الجيش الاسرائيلي وسمح لخريجي مدارس التسوية الدينية بارتداء ملابس دينية فوق البزات العسكرية، ومؤخرا عندما ترك متدربون متدينون مناسبة عامة بسبب غناء النساء. هذه مجرد جزء من المظاهر التي تدل على التغيير العميق الخطير الذي يجري في أوساط الجمهور الديني – القومي.

        التأصل لا يعرف الحلول الوسط. وهو ينطوي على تأصل متزمت وقومي متطرف بقدر لا يقل، يشجب كل نمط آخر للحياة ويرفض كل مرجعية غير مرجعية الحاخام، بالشكل الكفيل بان يخجل الجاليات الاكثر محافظة في الارثوذكسية الاصولية. ولما كان الجمهور الديني القومي يتركز في المدارس الدينية، في التجمعات السكانية والاحياء غير الكبيرة، فان الضغط الذي تمارسه عليه نزعة التأصل كبير على نحو خاص.

        هذه المسيرة، التي تقيم سورا حصينا في وجه القيم الليبرالية والانسانية، وعمليا ضد النزعة الرسمية، تحظى بتشجيع حكومي فظ. فقد اختارت وزارة التعليم، انطلاقا من الضعف او من اعتبارات سياسية، عدم تعزيز المدارس "العادية" للتعليم الرسمي – الديني، وسمحت "للتورانيين" بالازدهار. والان بالغ وزير التعليم جدعون ساعر بعيدا فعين الحاخام الاصولي يهودا زولتان مراقبا ومنسقا لموضوع اليهودية في التعليم الرسمي – الديني.

        اذا ما ترك ساعر الاهالي والمربين المجربين الذين يحاولون وقف الانجراف لمصيرهم، فانه سيتحمل مسؤولية تفاقم التطرف. الحل ليس في تقسيم التعليم الرسمي – الديني الى تيارين، بل في اعادة البعد الرسمي للتعليم الديني – الوطني.