خبر د.أيوب عثمان يكتب..لا.. يا نقابة، فإن العيب ما فعلت!

الساعة 04:23 ص|02 أكتوبر 2011

د.أيوب عثمان يكتب..لا.. يا نقابة، فإن العيب ما فعلت!

  بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان

كاتب وأكاديمي فلسطيني

أستاذ  الأدب الإنجليزي والنقد المساعد

عضو مجلس نقابة العاملين في جامعة الأزهر بغزة

 

إذا كان أربعة وثمانون موظفاً قد تقدموا، في 6/7/2011 – بكل مشاعر الانتماء والاحترام والتقدير – لنقابتهم ممثلة في رئيسها الدكتور/ أحمد التيان، بصفته عضو لجنة صندوق الادخار وأمين سرها، باعتراضهم على الآلية التي كان يتم بموجبها التسجيل لسلف الادخار وقت التسجيل وفي حينه، وإذا كانت نقابة العاملين لم تفعل أي شيء يذكر إزاء ذلك الاعتراض، وإذا كان رئيس النقابة قد قال أثناء انعقاد الهيئة العمومية في 6/7/2011 نصاُ وحرفاً: "إن النقابة لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بموضوع الادخار والتسجيل لسلفه لأن هذا الموضوع من اختصاص لجنة صندوق الادخار"، جاهلاً أومتجاهلاً أنه عضو ممثل للعاملين في لجنة صندوق الادخار وأمين سرها، وإذا كان عشرات آخرون من العاملين قد تقدموا في 25/7/2011 للسيد رئيس الجامعة – بصفته رئيس لجنة صندوق الادخار – باعتراض آخر على آلية صرف سلف الادخار، مرفقين باعتراضهم هذا اعتراضهم الذي سبق لهم أن سلموه لرئيس النقابة يوم انعقاد الهيئة العمومية في 6/7/2011، مؤيداً بتوقيعات العاملين الذين بلغ عددهم أربعة وثمانين، وإذا كنت أنا – وبصفتي موظفاً كأي موظف، فضلاً عن صفتي عضواً منتخباً في مجلس نقابة العاملين من أعظم واجباته وأسمى غاياته خدمة جميع العاملين على حد سواء – قد تقدمت في 15/8/2011 باعتراض آخر، وإذا كان مجموعة من العاملين قد تقدموا مرة اخرى في 18/8/2011 باعتراض جديد وجهوه هذه المرة إلى كل من رئيس الجامعة ورئيس النقابة معاً في آن، مرفقين بهذا الاعتراض الجديد (الاعتراض الرابع) كل الاعتراضات السابقة مع مئات من توقيعات العاملين،

وإذا كان أمراً طبيعياً – على المستوى الجدلي– أن يصر رئيس الجامعة على إدارة ظهره للعاملين والاستخفاف باعتراضاتهم، فهل يكون من الطبيعي أن تفعل نقابة العاملين ما فعله رئيس الجامعة فتدير ظهرها للعاملين وتستخف باعتراضاتهم كما فعل رئيس الجامعة تماماً؟! أم أن من الطبيعي أن تنتصر نقابة العاملين للقاعدة التي انتخبتها فلا تدير ظهرها لهم وإنما تتبنى مطلبهم وموقفهم فتوجه نقدها الإيجابي الطيب لرئيس الجامعة، مطالبة إياه بالاستجابة لطلب المعترضين الذي ينبغي له أن يكون ذات المطلب للنقابة التي تحمي المعترضين وتتبنى مطالبهم؟!

وإذا كانت نقابة العاملين التي أهملت العاملين وسفهت اعتراضاتهم واستخفت بمطالباتهم قد علمت أن عدداً كبيراً منهم قد قفزوا – مضطرين – عنها وعن رئيس الجامعة معا، فقدموا في 19/9/2011 إلى مجلس الأمناء بواسطة رئيس الجامعة اعتراضهم مشفوعاً بالاعتراضات السابقة وتوقيعات العاملين عليها، مطالبين بالإعلان إما عن فتح باب التسجيل لصرف سلف الادخار على نحو قانوني من جديد، أو بالإعلان عن إجراء القرعة في صرف سلف الادخار،

وإذا كان صحيحاً أن مجلس النقابة ملتزم بقضايا العاملين ومطالبهم، فلماذا لم يرفع مجلس النقابة إلى رئيس الجامعة اعتراض العاملين المكرر على آلية تسجيل سلف الادخار وصرفها، تماماً كما رفع إلى رئيس الجامعة مطالبة البعض بعقد الهيئة العمومية لتعديل المادة (13) من نظام صندوق الادخار؟!

وإذا كان قرار مجلس الجامعة الخاص بالموافقة على اعتماد محضر لجنة صندوق الادخار قد جاء فيه أنه "يتم الصرف للعاملين على دفعات شهرية بمعدل 40 موظفاً شهرياً، وأن تكون الأولوية حسب تقديم الطلبات"، فأين هو دور نقابة العاملين التي لم تصدر للعاملين إعلانا بذلك، كما أنها لم تطالب إدارة الجامعة بالإعلان عن ذلك؟

وبعد، فهل بات هم النقابة أن تغض الطرف عن مفسدة ما مقابل أن يغض رئيس الجامعة الطرف عن مفسدة تقابلها؟! كيف سجل رئيس الجامعة نفسه ليكون المستفيد الأول في صرف سلف الادخار؟! ألم يكن ذلك سوء استغلال منه للسلطة، لاسيما وإنه على رأس من أصدر القرار فيما حجب الإعلان للعاملين عنه؟! كيف سجل أعضاء مجلس النقابة أنفسهم في صدارة المنتفعين تماما كما فعل رئيس الجامعة، جاهلين أو متجاهلين أنهم هم الذين انتخبوا لخدمة العاملين لا لتفضيل أنفسهم عليهم؟!

أما آخر الكلام، فلو اطلع العاملون على أول اعتراض قدمه أربعة وثمانون منهم غلى رئيس النقابة لرأوا بأم أعينهم أن أحد أعضاء مجلس النقابة كان من بينهم معترضاً، غير أنه سرعان ما أصبح في الدفعة الأولى من أوائل المستفيدين! كيف هذا؟! وأليس هذا تصرف مستخف ومستشنع ومعيب؟! هل في مكنتك أن تجيب يا رئيس نقابة العاملين؟! نحن في الانتظار، ولو بعد حين!