خبر « إسرائيل » والانتخابات الأمريكية .. حسام كنفاني

الساعة 10:36 ص|29 سبتمبر 2011

كل الجلبة الدولية حول طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينة في مجلس الأمن، والخطابات التي تحدثت عن ضرورة إيجاد مخرج، وبيان اللجنة الرباعية الدولية لاستئناف التفاوض، كل هذا لم يغير التوجه “الإسرائيلي” الاستعماري قيد أنملة، بل على العكس زادها في تحدي وخرق القوانين الدولية، وكأن لا حدث قائماً اسمه “استحقاق سبتمبر".

هذا ما يتضح مع إعلان سلطات الاحتلال بناء 1100 وحدة استيطانية في القدس المحتلة، في الوقت الذي تناقش فيه القيادة الفلسطينية عرض اللجنة الرباعية الدولية للعودة إلى المفاوضات . بالنسبة إلى “إسرائيل” المفاوضات ليست خياراً، وهي تقبع في قعر سلّم الأولويات لدى حكومات في دولة الاحتلال، سواء اليمينية حالياً أو اليسارية أو الوسط سابقاً . “إسرائيل” تنطلق من الغطاء الأمريكي غير المتناهي والذي عبّر عنه خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة . خطاب كان ذا طابع انتخابي بامتياز هدف إلى مخاطبة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بأن الرئيس، الذي يسعى إلى ولاية ثانية، لا يزال حريصاً على مصالح “إسرائيل” والتحالف الاستراتيجي معها، مهما كانت المتغيرات في العالم .

ما يؤكد هذا التوجه هو ما أعلنه السفير الأمريكي في “إسرائيل”، دان شابيرو، الذي تطوّع لشرح خطّة الرباعية وسياسة إدارته بأن “شرط وقف الاستيطان” غير وارد، لا في الخطة ولا في سياسة أي إدارة أمريكية . اصطفاف كامل الأوصاف إلى جانب “إسرائيل” وخرقها للقرارات الدولية، ما يسمح بالمزيد من الخروقات والسياسات الاستعمارية . ومن هذا المنطلق يكون “الاستياء” الأمريكي من البناء الاستيطاني الجديد بلا معنى، طالما أن “لا شرط لوقف البناء” . وبالتالي فالبناء، بالنسبة إلى الولايات المتحدة غير مستحب، لكن لا بأس في استمراره، وخصوصاً في هذه الفترة الحرجة من عمر الإدارة الأمريكية وقرب دخول الإدارة الديمقراطية في معركتها الانتخابية.

وفق هذه المعطيات فإن سقف التحدي “الإسرائيلي” للمجتمع الدولي والمشروعات السلمية سيكون مرتفعاً . فإذا كانت الإدارة الأمريكية استعملت، في بداية عهد أوباما، سياسة ضغط على سلطات الاحتلال، فإنها في المرحلة الحالية ستكون على قدر كبير جداً من التساهل مع الدولة الصهيونية، ولاسيما أن مستشاري الرئيس الأمريكي يسرّون له بأن “إسرائيل” هي بوابة بقائه في البيت الأبيض لأربع سنوات إضافية، مستذكرين المواجهة بين جورج بوش الأب واللوبي اليهودي، الذي أدى إلى خسارة الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت لدورة الرئاسة الثانية .

في المقابل، فإن الضغط على الفلسطينيين هو كلمة السر، طالما أن لا لوبي عربياً قادر على التأثير في الداخل الأمريكي . ضغط لقبول التفاوض العدمي، والاكتفاء بدولة غير دائمة العضوية، وتناسي ورشات البناء القائمة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، وحتى التعايش مع فكرة وجود “إسرائيلي” دائم في الدولة الفلسطينية المستقبلية.

حالة التحدي “الإسرائيلي” للعالم ليست غريبة، غير أنها واضحة المعالم في هذه الفترة، وجوهرها عبارة: ابحث عن الانتخابات الأمريكية.