خبر لا تتجرأوا على المس بالأمن.. اسرائيل اليوم

الساعة 03:28 م|27 سبتمبر 2011

بقلم: زئيف جابوتنسكي

(المضمون: يحذر الكاتب من الاقتراب من ميزانية الامن والدفاع وتقليصها وذلك بسبب الأخطار الشديدة المحدقة بدولة اسرائيل من كل جهة - المصدر).

بدأ عندنا في مقام التوقيع على اتفاق السلام مع مصر عملية تقليص نفقات الجيش وقوات الامن. ونبعت تلك العملية من اعتقاد انه قد زال تهديد امني وجودي من قبل مصر. حدث في البدء تقليصات حذرة وفي آخر الامر استُل سيف التقليص على "تبذيرات" مثل أيام تدريب قوات الاحتياط ووسائل لاعداد القوة النظامية. وبدت جميع التقليصات معقولة ويضاف الى ذلك ان المال الذي فرغ في أعقاب العملية استعمل لاستيعاب الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات التي طورت صناعة الهاي تيك الاسرائيلية.

تبين في صيف 2006 مرة اخرى انه لا توجد وجبات بالمجان. فقد أعطى سلوك الجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية كل من يفهم ما حدث فيه انذار تحذير وجوديا بما سيحدث اذا استمروا في تقليص ميزانية الامن.

قلبت تركيا في السنين الاخيرة جلدها وغيرت تعريف اسرائيل من حليفة الى عدو تقريبا. فعلى اسرائيل ان تستعد لتهديد صريح من اردوغان بالمس بمصالحها، مع وطء القانون الدولي. ويتطلب هذا الاستعداد تدريبات ويكلف مالا كثيرا.

وتبين في الشهور الاخيرة ان جميع الافتراضات التي تضع مصر خارج دائرة القتال قد انهارت في ميدان التحرير. يحذر اللواء آيلاند من امكانية حدوث تغيير بعيد المدى في نظرة مصر الى اسرائيل، وهذا بالطبع سبب آخر لزيادة التسلح وفتح أطر جديدة أُغلقت أيام السلام المستقر الذي كان لنا حتى ذهاب مبارك. ويتطلب هذا الاستعداد تدريبا كثيرا ومالا جما. وان المليارات المطلوبة لاكمال الجدار الحدودي مع مصر هي الطرف الأصغر من جبل الجليد الميزاني. يجب على جهاز الامن ان يستعد ايضا لامكانية أن يغير ربيع الشعوب العربي المعادلة في الاردن، وسيوجب هذا ايضا زيادة على ميزانية الامن.

وهذه زيادات فقط على التهديد الايراني الذي يقرع في الخلفية، ويشتمل على تهديدات صريحة بالابادة من فوق منصة الامم المتحدة، وهي تهديدات معززة ببرنامج ذري يتقدم بسرعة قاتلة.

حُسم الجدل بين جهاز الامن والمالية باستنتاجات لجنة بروديت التي أجازتها الحكومة. وعلى خلفية الجدل في استنتاجات لجنة تريختنبرغ، يوجد من يريدون اضعاف هذا الاتفاق. جاءت مظاهرات الجماهير في الصيف من مكان عادل هو الصعاب اليومية الحقيقية، لكن المشكلة هي التوقيت. فهذه ساعة يجب فيها ان نفحص هل تكفي ميزانية الدفاع للرد على الاحتياجات التي كبرت بين عشية وضحاها في الشرق الاوسط المملوء بالمفاجآت الذي نعيش فيه.

هذا واجب ومسؤولية حكومة اسرائيل ان تمنع في هذا الوضع تقليص ميزانية الدفاع اليوم. يجب على الحكومة ان تكتفي بما يمكن احرازه من التغييرات البنيوية المخطط لها في الجهاز الاقتصادي ومنها زيادة التنافس، مع تشديد الرقابة وزيادة جباية الضرائب من الأجور الكبيرة وزيادة قاعدة جباية الضرائب بالغاء التشجيع على البطالة بين الحريديين لاخراجهم الى سوق العمل. والى ذلك ينبغي زيادة جدوى جباية الضرائب من اوساط لا تتم فيها جباية كهذه كالوسط العربي.