خبر رائحة هرب -هآرتس

الساعة 10:47 ص|26 سبتمبر 2011

رائحة هرب -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ظاهرا، هذه ظاهرت غير ذات مغزى على نحو خاص. غير انها تبعث على التفكير، إن لم نقل القلق. معدل المشاهدة للاخبار في القناتين التجاريتين في مساء السبت الماضي، وصل الى نحو 25 في المائة. معنى الامر أن ربع مشاهدي التلفزيون أبدوا اهتماما بخطابي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو – هدف مركزي في تاريخ النزاع المتواصل بين الشعبين. هذا المعدل ما كان ليبدو متدنيا بهذا القدر لولا تبين بعد 24 ساعة من ذلك، في منتهى السبت، انه سجل رقم قياسي لكل الازمنة منذ بدء قياس الكشف الاعلامي في التسعينيات: نحو نصف مشاهدي التلفزيون في اسرائيل – نحو مليون ونصف نسمة – كانوا  يشاهدون الحلقة النهائية لبرنامج "ماستر شيف" في القناة 2 – المنافسة بين هواة الطبخ فيما أن طباخي محترفين هم الحكام. وهؤلاء الاخيرون اصبحوا شخصيات اساسية في الثقافة الشعبية، وكذا الطباخون أنفسهم، ولا سيما اولئك الذين وصلوا الى المرحلة النهائية.

        بحد ذاته "ماستر شيف" هو  نسخة عن البرنامج الشعبي الذي انتجته البي.بي.سي في بداية التسعينيات وانتقل الى بلدان عديدة، ليس ظاهرة ضارة. فهو ليس عدوانيا ومهينا مثل البرامج المنسوخة الاخرى، بل انه يبث أجواء لطيفة. ومع ذلك، فان الانتقال الحاد من الاغتراب عن الاحداث السياسية الى ادمان لذة "الواقع" التلفزيوني محزن ومقلق.

        خطاب بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة، تركيبة وسلوك الوفد الاسرائيلي، سلوك الحكومة في الاشهر الاخيرة والواقع المرير الذي عكسه خطاب محمود عباس عادت لتجسد للاسرائيليين بانهم يسيرون مسحورين في نفق بلا مخرج. هذه رسالة باعثة على اليأس. لانعدام البديل لديه يفضل على ما يبدو معظم الجمهور الهرب الى رؤيا اللحم المحشو، المتبل بالانفعال العاطفي اللامع. لا ينبغي اتهام الاسرائيليين بنزعة الهرب. ينبغي الاعتراف لهم في أنهم ينحشرون رغم أنفهم في مسيرة خطيرة من النفور من السياسة، في مجتمع يدير ظهر المجن للواقع ذي الصلة جدا بحياتهم ومصيرهم.