خبر الاندبندنت: هل ستخذل بريطانيا الفلسطينيين للمرة الثانية؟

الساعة 06:41 ص|24 سبتمبر 2011

الاندبندنت: هل ستخذل بريطانيا الفلسطينيين للمرة الثانية؟

فلسطين اليوم-قسم المتابعة

أثار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة وتقديم طلب العضوية لدولة فلسطين في المنظمة الدولية اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت، والتي تناولته بالتعليق والتحليل ونشرت بعضها تقارير عن استقبال الفلسطينيين في الضفة الغربية لخطاب عباس.

 

خذلان للمرة الثانية؟"هل ستخذل بريطانيا الفلسطينيين للمرة الثانية ؟" هذا كان عنوان افتتاحية صحيفة الاندبندنت.

 

ترى الافتتاحية أن التصويت على قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة سيضع بريطانيا على المحك على أكثر من مستوى.

 

من ناحية عليها الآن الاختيار بين أوروبا وأمريكا، وإذا اختارت الامتناع عن التصويت فإنها بذلك انسلخت عن القارة واختارت الجهة الأخرى من الأطلسي.

 

ومن ناحية أخرى هناك محك أخلاقي، فقد التزمت بريطانيا التي كانت فلسطين تحت انتدابها لمدة خمسة وعشرين عاما بخلق وطن قومي لليهود وآخر للفلسطينيين.

 

أنجزت بريطانيا الشق الأول وتقاعست عن الثاني، والآن هي أمام فرصة تاريخية لتصحيح الخطأ، فهل ستضيعها؟

 

وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أبا إيبان كان يتهكم على الفلسطينيين بأنهم لا يفوتون أي فرصة لإضاعة الفرص، ولكن ها هو محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، لم يفوت الفرصة المتاحة وتقدم بطلب العضوية، ولكن ماذا عن بريطانيا؟ هل ستفوت الفرصة التاريخية لإصلاح الخطأ الذي ارتكبته وستخذل الفلسطينيين، مرة أخرى؟

 

نحن نعلم أنها رفضت اقتراح فرصة لإعطاء فلسطين صفة "عضو مراقب" كالفاتيكان، فهل هذا مؤشر على ما سيكون خيارها في التصويت؟

 

وهي اذا اختارت الانضمام الى الولايات المتحدة فسوف تجعل من نفسها تابعا "أي كمن يقود من الخلف" حسب تعبير الافتتاحية.

 

تنازل كبير

وفي صحيفة الغارديان كتبت غادة الكرمي مقالا بعنون "دولة رمزية فلسطينية ستكون تنازلا كبيرا".

 

بتقديمه طلبا للأمم المتحدة لقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسميا عملية تأسيس الدولة، كما تقول الكرمي في مقالها.

 

وساعد الموقف الحازم لعباس وتحديه الضغوط الأمريكية والأوروبية في إخراج السلطة الفلسطينية من البوتقة التي وضعت فيها طويلا، حيث أصبحت في نظر بعض الفلسطينيين كيانا جامدا لا يمثلهم، خاصة بعد كشف بعض الوثائق التي ظهر فيها بعض زعماء السلطة خاضعين لإسرائيل، كما تقول الكاتبة.

 

أما التهديدات الأمريكية والإسرائيلية والمحاولات المحمومة لللجنة الرباعية بثني عباس عن مقصده فقد ساهمات بتعزيز موقفه.

 

ولو تم قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة فسوف تتحول الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة من أراض محتلة الى دولة محتلة بإمكانها طلب مساعدة دولية لإنهاء الاحتلال.

 

ولكن ذلك لن يحدث بسبب نية الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو)، مع أن توفر دعم أكثر من ثلثي الأعضاء في الجمعية العامة سيضمن قبول فلسطين كعضو مراقب في المنظمة الدولية، كما ترى الكرمي.

 

قبول فلسطين كعضو مراقب سيمكنها من الدخول في الكثيرمن المنظمات الدولية، وقد يمكنها من تقديم شكاوى ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.

 

أما الرأي العام العالمي فيبدو من استطلاع أعدته البي بي سي بأنه متحمس للدولة، كما تقول الكاتبة.

 

فرح وخوف وعدم تصديق

أما صحيفة الديلي تلغراف فقد نشرت تقريرا أعده مراسله أدريان لومفيلد في رام الله، بعنوان "الفلسطينيون يستقبلون خطاب عباس بالفرح والخوف وعدم التصديق".

 

وتحلقت العائلات حول أجهزة التلفزيون لتشاهد عباس، الزعيم الفلسطيني، يقدم بحماس التماسه الى الأمم المتحدة.

 

وقد عجت شوارع رام الله بالأعلام الفلسطينية واللافتات التي تحيي ميلاد الدولة رقم 194.

 

ولكن كانت هناك "روح غير طبيعية" تميز الاحتفالات "الشعبية الرسمية"، لأن القليلين يعتقدون أن فلسطين على عتبة تحولها الى دولة.

 

وقارن الكاتب الاحتفالات في رام الله بتلك التي جرت في جنوب السودان عقب الإعلان عن ولادة الدولة الجديدة، حيث لاحظ الفرق بين الفرح الغامر هناك والتشكك هنا.

 

وقد أفسد الأجواء الاحتفالية مقتل شاب فلسطيني على يد قوات الامن الإسرائيلية في بلدة قصرة التي تعرضت لهجمات المستوطنين.

 

وأجج الحادث التوتر في الضفة الغربية، وحذر المراقبون من أن هجمات المتطرفين من الطرفين قد تؤدي الى تدهور سريع للاستقرار في الضفة الغربية.

 

وبالرغم من وقوع حوادث متفرقة، الا ان الضفة الغربية كانت هادئة بشكل عام، كما لاحظ كاتب التقرير.

 

ويرى البعض أن تحدي عباس الولايات المتحدة قد ساعده على التحرر من ظل ياسر عرفات واكتساب شخصيته تأثيرا.

 

ويقول معتصم كراجه، وهو بائع في رام الله "كنت داءما أعتبره جبانا، ولكني الآن انظر اليه كزعيمي بفخر.

 

أما الطالب منصور نضال فيشكك بقدرة عباس على الوقف طويلا في وجه الولايات المتحدة، خاصة مع تلويحها بقطع المساعدات التي تقدمها للسلطة الفلسطينية.

 

ويرى منصور ان عباس ليس ثوريا ولا يملك رؤية.