خبر لحظة تاريخية خطيرة – هآرتس

الساعة 10:56 ص|23 سبتمبر 2011

لحظة تاريخية خطيرة – هآرتس

بقلم: آري شافيت 

تحت تصرف براك اوباما، محمود عباس وبنيامين نتنياهو كان ثلاثون شهرا طيبة. وكانت الفرصة فرصة ذهبية: هدوء أمني في اسرائيل، ازدهار اقتصادي في فلسطين، زعامة تبعث على الامل في امريكا. كل ما كان ينبغي لاوباما، عباس ونتنياهو أن يفعلوه هو بلورة فكرة سياسية ابداعية تتيح الدفع الى الامام بتقسيم البلاد. كات اوباما ملزما بان يقرر بان الرؤيا هي دولتان قوميتان، تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى بسلام. عباس كان ملزما بان يعترف بالدولة اليهودية. ونتنياهو كان ملزما بقبول مبدأ الـ 67. معا، الزعماء الثلاثة كانوا ملزمين بأن يؤسسوا عملهم على العمل الفائق الذي قام به سلام فياض في الضفة الغربية. كان يتعين عليهم أن يصمموا مسيرة تدريجية وحذرة تؤدي الى ان تقوم حتى منتصف العقد فلسطين مستقرة، مزدهرة ومحبة للسلام. 

 

 ولكن اوباما، عباس ونتنياهو لم يبلوروا فكرة سياسية ابداعية. واضاعوا الثلاثين شهرا الطيبة وفوتوا الفرصة الذهبية. نتنياهو رفض التنازل، عباس رفض الحديث واوباما رفض أن يكون واقعيا. أفكار هاذية، مبادىء سخيفة ونوازع شريرة جعلت سياسة السلام مهزلة. لم يسبق أن ارتكبت اخطاء سياسية كثيرة جدا في وقت قصير جدا في مكان حساس جدا. وعليه، ما سيعرض اليوم امام الجمعية العمومية للامم المتحدة لن تكون صيغة للسلام الاسرائيلي – الفلسطيني. ما سيعرض امام الجمعية هو مواجهة اسرائيلية – فلسطينية جبهوية. محمود عباس سيخطب بعدالة ما. بنيامين نتنياهو سيخطب بعدالة اخرى. بين عدالة هذا وعدالة ذاك لن تكون مصالحة. وسيتناكفان ويتناكفان وسيبدآن حربا سياسية شاملة. 

 

 الفلسطينيون اخطأوا جدا في الشهر الاخير. فقد اسكرهم النجاح ولعبوا لعبة زائدة بالاوراق التي في ايديهم. السير رأسا برأس ضد اوباما جعله خصما وخدم نتنياهو. ولكن نتنياهو من شأنه ان يكرر الان ذات الخطأ نفسه. بعد أن نجح في ترويض رئيس امريكي عاق، يؤمن بان كل شيء على ما يرام. ولكن ليس كل شيء على ما يرام. الاحتلال ليس على ما يرام. اسرائيل ليست على ما يرام. الشرق الاوسط ليس على ما يرام. يوجد عالم حقيقي خارج طريق الطوق الذي يحيط بواشنطن وسياستها الداخلية. وعليه فمن الواجب استغلال النصر التكتيكي لهذا الاسبوع لابداء سخاء ومبادرة وجسارة. ويجب اخيرا القيام بعمل سياسي اسرائيلي. 

هذه اللحظة لا تزال خطيرة. اخطاء الـ 30 شهرا الاخيرة أدت الى نشوء فجوة هوة بين توقعات الفلسطينيين، احتياجات الاسرائيليين ومفاهيم الاسرة الدولية. هذه الفجوة تدعو الى المشاكل. وهي من شأنها ان تجعل 18 سنة اوسلو تنتهي. من شأنها أن تؤدي بسبع سنوات عباس – فياض ان تنتهي. من شأنها أن تجعل الاستقرار الهش عدم استقرار فاعل. وعليه فان الخطباء اليوم يجب أن يصحوا. يوم الجمعة هذا هو يوم جمعة سيء. ولكن لاوباما، نتنياهو وعباس يتبقى المزيد من الايام كي يقترحوا علينا جميعا سنة طيبة من الأمل.