خبر ويصمت المغفل في ذلك الوقت- يديعوت

الساعة 08:26 ص|18 سبتمبر 2011

ويصمت المغفل في ذلك الوقت- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

في طائرة رئيس الحكومة الخارجة الى خارج البلاد، الى الولايات المتحدة دائما تقريبا، يسود جو ابتهاج على نحو عام. فالمراسلون والمصورون في الجزء الخلفي من الطائرة فيما يشبه "لقاء دورة تخرج"، يتبادلون التجارب الشعورية والضحك الذي يكون في أكثر الحالات عن الجالسين في مقدمة الطائرة – رئيس الحكومة ومستشاريه ومساعديه. وهذا هو المكان والزمان اللذان يستغلهما رئيس الحكومة ومساعدوه للجدل مع الصحفيين والتوجيهات.

لا توجد "اسعار تخفيض" في هذه الرحلة الجوية: فالصحفيون يفحصون بسبع أعين مع من أطال رئيس الحكومة الكلام من رفاقهم، وماذا قال ولمن، ومن همس ماذا في أذن سارة ومن تجهم يعقوب عميدرور في وجهه. وكل شيء موثق لدى الصحفيين والحاشية، الذين يصيبهم في منتصف الطريق تقريبا التعب ويعتزلون للنوم. وهذا هو الوقت الذي يتضاحك فيه ناس ديوان رئيس الحكومة عن اوضاع نوم كبار صحفيي شعب اسرائيل.

سيكون الجو في الطائرة في الرحلة الجوية في هذا الاسبوع الى نيويورك ثقيلا اذا لم يتظاهر رئيس الحكومة ومساعدوه والاعلاميون بعكس ذلك. إن رحلة نتنياهو هذا الاسبوع غير مصيرية وغير حاسمة وغير تاريخية. وهي محاولة يبدو انه لا احتمال لنجاحها. وهي استعمال السلاح الواحد والوحيد الذي يتفوق به رئيس حكومة اسرائيل على جميع الآخرين وهو: الخطابة والكلمات والنغمة العالية والمنخفضة ورفع اليدين. ما يزال بيبي يتذكر ما قد نسيه الجميع: الخطبة في مجلس النواب الامريكي، والتصفيق المصحوب بالوقوف والوخز الكلامي لاوباما.

والحقيقة انه لا يوجد الآن عند نتنياهو ووزراء حكومته شيء يفعلونه سوى الخطابة. هذا ما بقي ليتم فعله. في واحدة من المرات النادرة في تاريخ الشرق الاوسط، أصبحت المبادرة كلها في أيدي الفلسطينيين والبلدان العربية، وبقي لنا أن نُجر وراءهم ونرد: هل ينشئون أسس دولة؟ سنرد على هذا النحو أو ذاك. هل يبدأون ارهابا وانتفاضة؟ سنرد على هذا النحو أو ذاك. أصبحت جميع السيناريوهات المحتملة موضوعة أمام نتنياهو وباراك، و"الثمانية" و"السباعية" والمجلس الوزاري المصغر. والان بقي لنا، مثل البهلوان الذي يلعب بالكرات ازاء الجمهور، أن نرى أين ستسقط الكرة. ونحن سنجري خلفها.

حدث هذا ويحدث لأننا منذ 1967، في حرب الايام الستة تلك، عملنا دائما بحسب الصيغة الراتبة: "الزمن يعمل في مصلحتنا". ومن الحقائق أننا في هذا الوقت أسكنا نحوا من 300 ألف مستوطن في يهودا والسامرة وقطاع غزة. بينا للفلسطينيين وللعالم كله أننا أسياد البلاد، وأسياد العالم، وأن الكون كله تحت أقدامنا. الزمن يعمل في مصلحتنا: وقد اعتاد على هذا الفلسطينيون والامريكيون والـ "سلام الآن". كان اريك شارون هو الذي وعد ووفى – بانشاء مستوطنات فوق كل تل عال بلا نظام ومنطق، من اجل ان يمنع تقسيم البلاد في اطار سلام، وكان في اسرائيل عدد كاف من المغفلين يصفقون لأخطائه.

والآن انقلبت الامور. فجميع أوراق اللعب احترقت في مصر والاردن وليبيا وتونس واليمن وعند الفلسطينيين خاصة. أصبحت جميع الكرات الآن في أيديهم وتشجيع الجمهور العالمي مبذول لهم. حتى لو "فشلوا" ووقعت كرة خارج اللعبة فسيغفرون لهم. فقد أصبح الارهابيون محبوبي الجمهور، وكل ذلك على حسابنا. ستهتف 190 دولة أو ربما أقل قليلا، لأبو مازن هذا الاسبوع، وسنعزي أنفسنا بفيتو امريكي متوقع في مجلس الامن. هذا عزاء حمقى.

ماذا بقي لنا نفعله في الوضع الحالي؟ أن نصمت في الأساس. أن نرى ما يحدث ونفكر. ففي هذه اللحظات؛ كل كلمة وكل تصريح زائد سيسببان ضررا أكبر كثيرا مما حدث. والمغفل في ذلك الوقت يصمت. لكن غريزة حب الشهرة عندنا في السياسة أكبر من الحكمة ولهذا تنتظرنا أمواج ردود فعل. فكل مغفل ورده. ينظر الينا هذا الاسبوع مليار و200 مليون مسلم ويترصدوننا نحن وحياتنا. اليكم ردنا الأولي: يحسن أن نكون هذا الاسبوع حكماء لا عادلين.