خبر السلطة أمام أزمة مالية ومأزق سياسي

الساعة 07:05 ص|18 سبتمبر 2011

السلطة أمام أزمة مالية ومأزق سياسي

فلسطين اليوم-رام الله

تهيمن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية والمأزق السياسي الذي تمر به عملية السلام على اجتماعات لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة(AHLC) التي تبدأ أعمالها اليوم في الأمم المتحدة في نيويورك، والتي من المقرر أن تتلقى تقارير من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة تشيد بأداء بناء المؤسسات الفلسطينية وتنتقد التلكؤ الإسرائيلي في التخفيف من القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين.

ويقول د.سلام فياض، رئيس الوزراء بحكومة رام ىالله الذي يرأس وفد فلسطين الى هذا الاجتماع، في رسالة توزع اليوم على المشاركين وحصلت صحيفة "الأيام" المحلية على نصها " في الوقت الذي لا نزال نرزح فيه تحت نير الاحتلال الحربيّ الذي يمارس شتّى صنوف الاضطهاد والقمع بحقّنا، فقد تغلّبنا على الروح الانهزامية التي زرعتها أربعة عقود من هذا الاحتلال وتمكّنّا من تحديد مصيرنا بأيدينا إلى أقصى حدٍّ ممكن".

ويضيف "تمكّنا، وبشهادة المجتمع الدولي وإقراره، من خلق البيئة التي أضحينا نحن الفلسطينيين جاهزين في ظلّها لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وإعلانها على ترابنا الوطني".

وينعقد الاجتماع برئاسة النرويج وبمشاركة ممثلين عن الدول المانحة الرئيسية للشعب الفلسطيني ويتوقع ان يختتم بدعوة الدول المانحة، خاصة العربية منها، للإيفاء بالتزاماتها المالية للسلطة الفلسطينية بأسرع وقت ممكن، ومع الالتزام بتحويل المساعدات في الوقت المحدد، فيما سيدعو إسرائيل لاتخاذ إجراءات جدية لتمكين حرية حركة الفلسطينيين، مع الإشادة بالجهود التي بذلتها السلطة الفلسطينية على مدى العامين الماضيين في الاستعداد للدولة.

وفي هذا الصدد، يقول فياض في رسالته "لقد تمكّنت السلطة الوطنية الفلسطينية، على مدى العاميْن المنصرميْن، من إنجاز قدرٍ لا يُستهان به من غاياتنا وأهدافنا الوطنية، بل إن الإنجازات التي حققتها تخطت الغايات والأهداف التي حدّدتها بأشواطٍ بعيدة. ولكننا لم نحقِّق بعدُ هدفنا النهائي المتمثل بإقامة دولة فلسطين الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أرضنا المحتلة منذ العام 1967".

ويضيف رئيس الوزراء "لقد بات أبناء شعبنا الآن يعيشون في بيئةٍ ينعُمون فيها بقدرٍ أكبر من الأمن والأمان، وتعمل فيها أجهزة الأمن والشرطة الموحّدة التي تملك ما يلزمها من القدرات والإمكانيات وتخضع للمساءلة أمام السلطات المدنية الفلسطينية عن الأعمال التي تؤديها، حيث يستطيع المواطنون الفلسطينيون الآن المشي في شوارع مدننا وبلداتنا وقرانا وطرقاتها وهم يشعرون بالأمان ويحظون بقدر أكبر من الأمن على أنفسهم وممتلكاتهم".

ويتابع "وبذلك، فقد أثبتنا لأنفسنا ولجيراننا وللعالم أجمع، وبالبراهين الدامغة، بأن دولة فلسطين سوف تكون دولةً منفتحةً تعمّها الحرية والأمان وينعم أبناؤها بالحرية ويعيشون في ظل سيادة القانون فيها. كما عملنا، وفي ذات الوقت، على إرساء القواعد الضرورية لخلق بيئةٍ يسودها الازدهار والرخاء وتمكّن أبناء شعبنا من العيش الكريم فيها. وإن الأمل يحدونا بأن نتمكّن من توسيع نطاق هذه الإنجازات بحيث نراها في قطاعَي الحكم والاقتصاد في قطاع غزة دونما تأخير".

ويشدد فياض على أنه "وعلى نفس القدر من أهمية عملنا على إنجاز هذه النقلة النوعية في مؤسسات الحكم والاقتصاد وتجهيزها لمرحلة الاستقلال، فقد اكتسبت طبيعة هذا العمل ذات القدر من الأهمية في إحداث نقلة نوعية في نفوس أبناء شعبنا وقدراتهم. فقد أثبت الفلسطينيون أنهم شعبٌ يستطيع البناء وتحقيق الإنجازات وخوض غمار الحياة".

وقال "إن الإنجازات التي حققناها ترتكز على تحركٍ يقوم على التمكين الذاتي في مسعانا نحو الحرية والعدالة والكرامة. فمن تحت العبء الثقيل الذي يفرضه الحرمان والبؤس والتشكيك في ذاتنا وقدراتنا، تكاتف أبناء شعبنا الفلسطيني وتعاضدوا في عملهم على تمكين أنفسهم وتعزيز قدراتهم في ظلّ ظروفٍ لم تشهد التحديات التي فرضتها مثيلاً لها. فبدلاً من الإنحاء باللائمة على قَدَرنا المأساويّ والحسرة عليه، فقد خضنا مساراً يؤتي الثمار التي نرجوها في بناء طريقنا والنهوض من التحديات التي نواجهها وتجاوزها. وقد انطلقنا في السير قُدُماً نحو تجهيز القاعدة وأنفسنا لتحمّل المسؤوليات المرتبطة بمرحلة الاستقلال والحرية باعتبارنا عضواً مسؤولاً من أعضاء أسرة المجتمع الدولي ويحظى بذات القدر من المساواة معهم".

وأضاف "لقد تكفّلت الإستراتيجية التي تبنّيناها في الاعتماد على أنفسنا وتمكين ذاتنا، والتي ركّزنا فيها على إقامة أركان الحكم الرشيد وتحفيز اقتصادنا الوطني وإرساء دعائم سيادة القانون في ربوع وطننا، بإزالة كافة الذرائع التي طالما استُغِلّت لتبرير استمرار الاحتلال وبقائه على أرضنا. فقد كرّسنا جهودنا ومساعينا لكي نجعل من إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة حقيقةً حتميةً لا مفرّ منها. وسوف نعمل على إقامة دولتنا من خلال العمل الدؤوب على بنائها وتشييدها، وقد بِتْنا الآن على أتمّ الاستعداد والجاهزية لإقامتها. ولم يكن مسعانا هذا يستهدف الخوض في مواجهة مع الآخرين أبداً. بل على النقيض من ذلك، فإننا نسعى إلى خلق البيئة المادية والنفسية التي تُتيح لنا إعادة إحياء عملية السلام وتفعيلها. إننا نتطلّع إلى السلام والعدالة والمصالحة مع جيراننا، وإلى تبوّء موقعنا المشروع بصفتنا دولةً تنعم بالحرية والاستقلال ضمن أسرة المجتمع الدولي، ونحن لا نبغي أكثر من ذلك ولن نرضى بأقلّ منه".