خبر خطة ضبط النفس..يديعوت

الساعة 08:37 ص|16 سبتمبر 2011

بقلم: اليكس فيشمان

قبل نحو من اسبوعين حضر ضيوف غير معتادين موقعا امنيا اسرائيليا مهما هم ممثلو اجهزة الامن الفلسطينية. وقد طلبوا الحصول على وسائل "عدم قتل" لتفريق المظاهرات: قنابل إحداث صدمة، وقنابل غاز، وغاز مسيل للدموع، وقنابل دخان وسيارات لرش الماء. فقد استوعبوا هناك فجأة، في السلطة ان الردع وحده لن يكفي وانهم قد يفقدون السيطرة.

        الى ما قبل شهر اعتاد ضباط في اجهزة الامن في الضفة ان يسخروا على مسامع نظرائهم الاسرائيليين من الذعر الذي أصابهم والاستعدادات المبالغ فيها التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي - في رأيهم – استعدادا لأحداث ايلول. وفجأة مُحي ابتسامهم ايضا. فقد أدركوا فجأة ان المارد على هيئة جمهور متحمس مُحرض، حتى لو أخرجوه هم أنفسهم من القمقم، قد لا يعود الى الداخل كما كان في تونس ومصر وليبيا. وهذا المارد قد يغرق الحلم الفلسطيني بالاستقلال في الدم والنار ايضا.

        احتاجت وزارة الدفاع الى عدة ايام لامضاء الطلب الشاذ. بل ان الامريكيين الذين أوكل اليهم تدريب كتائب أمن السلطة والنفقة عليها طلبوا من اسرائيل المساعدة. وأوصى الجيش الاسرائيلي ايضا بالاستجابة. وفي نهاية الامر أجاز المدير العام لوزارة الدفاع جزءا من صفقة الشراء.

        العالم كله أعلام

        عاد هذا الاسبوع الى المنطقة دنيس روس وديفيد هيلي، مبعوثا الرئيس اوباما، في محاولة لوقف موجة التسونامي لكنهما تأخرا كما يبدو عن القطار. فقد انطلقت في طريقها مسيرة ايلول التي صُبت عليها وستصب ملايين الكلمات.

        اتخذت السلطة الفلسطينية قرارا على جعل العشرين والواحد والعشرين من ايلول يومي اضراب. وعلى حسب سيناريوها، سيكون افتتاح المباحثات في الجمعية العامة مصحوبا بمظاهرات جماعية في مراكز المدن بحيث ستظهر في خلفية الصور من الامم المتحدة طوال الوقت على شاشات التلفاز في العالم كله صور جماهير فلسطينية تتظاهر مطالبة بالاستقلال.

        يفترض في يوم الاربعاء، يوم افتتاح المباحثات، أن تبلغ الحملة الدعائية ذروتها بما يسمى "مسيرة المليون". على حسب معطيات مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب المسمى باسم اللواء مئير عميت، افتتحت من اجل تسخين القطاعات واعداد الوعي الوطني الفلسطيني، مواقع انترنت، وصفحات فيس بوك، ويجرون في المدارس دروس شرح ويوزعون في الشوارع منشورات وأُنشئت في مراكز المدن شاشات ضخمة سيُبث عليها خطبة أبو مازن في الثالث والعشرين من ايلول.

        وتُجرى في وسائل الاعلام طوال الوقت نقاشات وتُبث أفلام قصيرة. ويُدعى مواطنون في جميع أنحاء العالم الى رفع علم فلسطين في الثامن والعشرين من ايلول. فهذا بحسب تقديرات رام الله الموعد الذي سيُجرى فيه التصويت في الامم المتحدة.

        والى جانب كل ذلك يحرص جميع مسؤولي السلطة الكبار على الدعوة الى مظاهرات هادئة غير عنيفة. بل ان أبو مازن أصدر توجيها خطيا يحظر فيه حمل مواطنين لا ينتمون الى قوات الامن سلاحا. ويشتمل الحظر ايضا على حراس اشخاص معينين اعتادوا ان يتجولوا مرفوعي السلاح.

        في يوم الخميس الماضي أقامت السلطة حملة وافتتحت رسميا الحملة الدعائية "فلسطين – الدولة الـ 194" في محاولة للفحص عن قوتها. ودُعي الجماهير الى الخروج في مظاهرات يوم الجمعة والسبت، لكن ذلك لم ينجح في الحقيقة. فقد أُحصي في رام الله سبعون متظاهرا، وفي بيت لحم ثلاثون تقريبا. وكان الشعور بأن الجمهور لا يسارع بالخروج الى الشارع. وهكذا أصبحت الحاجة الى اخراج السكان الى الميادين في موعد الحسم مشروعا في حد ذاته.

        لكن هذا هو الشرك الذي أدخلت السلطة نفسها فيه ايضا: فقد التزمت من جهة أن توقد شعلة عظيمة الأثر تكتسح مشايعة كبيرة. ومن جهة ثانية فان قادتها غير متأكدين من انهم سيعرفون كيف يخمدونها بعد ذلك أو يتحكمون بارتفاع اللهب على الأقل. تُبين أحاديث داخلية داخل السلطة أنهم يعتمدون اعتمادا غير قليل على الاستعدادات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي لمواجهة امكانية الخروج عن السيطرة. فاذا لم ينجحوا في السيطرة على الجماهير فانهم يعتمدون على معرفة الجيش الاسرائيلي فعل ذلك.

        استعداد في القيادات الثلاث

        يتطور استعداد ايلول، المسمى بشيفرة الجيش الاسرائيلي "بذور الصيف"، في هذه الاثناء بحسب الكتاب الذي كتبه قائد منطقة المركز آفي مزراحي. بدأ هذا الاسبوع تجنيد ناس احتياط ذوي صلة بالدفاع الميداني. الحديث في الأساس عن سكان يهودا والسامرة الذين يفترض ان يقدموا دفاعا ساكنا عن البلدات والمحاور المركزية. وهم في واقع الامر يُثخنون اجهزة الحراسة الموجودة في المستوطنات. والى ذلك عززت وحدات نظامية المستوطنات التي تُعرف بأن خطر الاحتكاك معها أعلى.

        في مستهل الاسبوع القادم سيدخل الجيش الاسرائيلي كله استعدادا خاصا، وسيكون الجيش النظامي كله خاضعا لتقديرات الوضع اليومية بازاء التطورات الميدانية. والاستعداد متصل بهيئة القيادة العامة، لأن القطاعات التي يمكن ان تكون مشاركة في السيناريوهات موجودة في القيادات الثلاث: هضبة الجولان، وخط لبنان ويهودا والسامرة، وحدود مصر وحدود غزة. وفي داخل اسرائيل ستدخل الشرطة استعدادا، لصد تسرب عناصر تحريضية، مع تأكيد منطقة القدس والقرى المشقوقة على طول الخط الاخضر.

        وقد أُعدت في هيئة القيادة العامة الأوامر رقم 8 لحال تدهور الوضع الى حالة طواريء، واذا احتيج الى تثخين ألوية نظامية. بل ان وحدات احتياط هي جزء من وحدات نظامية، في الضفة مثلا، جرى عليها في الشهرين الاخيرين تدريب موجه لمجابهة الاخلال بالنظام. وقد كبّرت قيادة المركز الآن القوة النظامية في الضفة، وهي مستعدة لمضاعفتها، لاحداث كتلة في كل منطقة تشتعل في الضفة.

        وتتم استعدادات خاصة في نقاط حرجة، مرشحة للشغب كالقدس – في الشرطة والجيش. قبل نحو من شهر أُجري استكمال مشترك بين الجهتين شارك فيه نحو من ألف شرطي، وجرى التدرب فيما جرى على التنسيق على طول خط التماس بحيث ان الشرطة مسؤولة عن صد حركة متظاهرين من عرب اسرائيل الى القدس الشرقية، ويحاصر الجيش المحاور من جهة رام الله وبيت لحم. وعلى العموم ستصبح القدس مدينة مغربلة في الفترة القريبة.

        من دولة الى دولة

        في العشرين من ايلول ستنتهي مسيرة متصلة هي اعداد المستوطنات في يهودا والسامرة لامكانية أن تخترقها الجماهير. فقد بُني حول المستوطنات نظام حلقات دفاعية مكونة من رجال حرس الحدود، ووحدات شرطة خاصة وجنود تم تدريبهم على تقنيات ومعدات لتفريق المظاهرات، والقصد الى ملاقاة الجمهور – اذا حاول بلوغ مستوطنة - بعيدا عن الجدران والبيوت، لانه كلما اقترب المتظاهرون من المستوطنة زاد احتمال ان تطلق نار حية. ويقول توجيه القيادة انه ينبغي انهاء كل واقعة دون مصابين، ودون قتلى بيقين لانه ليس حكم الفلسطينيين في مناطق الضفة، كحكم السوريين أو الغزيين الذين يجتازون الحدود.

        جرى على كل واحدة من المستوطنات تحليل تكتيكي من قبل قيادة اللواء الميداني: محاور الوصول على الأقدام وفي السيارات، ومن أين قد يأتي الجماهير، وكم من الوقت يحتاجون لحشد كتلة حرجة وأين هي نقاط الضعف.

        بحسب هذه التحليلات أُنشئت دوائر رد: ففي الدائرة البعيدة تفريق بوسائل "عدم قتل"، لكن الامر يختلف تماما في حال وجود جموع على جدار مستوطنة أو قاعدة عسكرية. اذا حدث وضع متطرف تفاجيء فيه الجموع الجيش وتصل الى مستوطنة ما دون أن يتم صدها في الطريق، فان القيادة مستعدة بمعدات ثقيلة – مدرعات أو حتى دبابات – لاختراق المكان بقوة وتفريق الجموع.

        وجُندت بطبيعة الامر للمهمة ايضا جميع جهات تجميع المعلومات: من الاستخبارات الالكترونية، الى جهات مراقبة مبثوثة في الميدان، ويشتمل ذلك على مراقبة جوية، وينتهي الى طائرات بلا طيارين ومناطيد وطائرات. والاعتقاد هو ان كتلة قوة مع معلومات في الوقت المناسب ستمنع ضحايا.

        والافتراض الثاني ان القتلى معناهم صور باسلوب المظاهرات في القاهرة ودمشق وليبيا واليمن، تُبث فورا في جميع أنحاء العالم وتسبب فقدان السيطرة.

        في الجانب الفلسطيني ايضا كما قلنا آنفا، يعملون في موازاة التخطيطات لكيفية تنسيق المظاهرات الجماعية في الآن نفسه، على خطط لكيفية التحكم بالناس ومنع تصعيد مبالغ فيه. إن اجهزة الامن كلها – كتائب الامن الوطني الثماني المعروفة باسم "كتائب دايتون"، والشرطة الزرقاء واجهزة الامن الداخلي التي تشتمل على عناصر سرية ايضا – كلها معا عددها في الحاصل العام 23 ألف شخص. ويفترض أن تمنع وضعا تجتاز فيه المظاهرات المنطقة (أ) لأنها ستلاقي في المنطقتين (ب) و(ج)، الجيش الاسرائيلي وسيختلف الامر كليا.

        انشأ قادة قوات الامن الفلسطينية غرفة عمليات ستتدفق اليها المعلومات من الميدان كله، ووزعوا الكتائب بين المدن، وانشأوا قوة احتياط لتعزيز مناطق سيصعب فيها على القوات المحلية تدبر الامر مع الجماهير.

        من جهة المظاهرات فان طرز التقليد تتجاوز الحدود. ففي القاهرة مثلا لف المتظاهرون أنفسهم بأعلام مصرية ضخمة، وبعد ذلك بايام فعل ذلك متظاهرون في سوريا. لكن ليست التقنيات والشعارات وحدها تنتقل من دولة الى اخرى، بل عدم خوف الشخص في الشارع ايضا.

        تُذكر التوجيهات التي أُصدرت الى رجال الامن الفلسطينيين بالتوجيهات التي تلقاها رجال الشرطة المصريون وهي: انه لا تطلق النار على المواطنين بأي حال من الاحوال. لكن الخوف يأتي من هنا ايضا: فالجمهور المصمم الذي يعلم انهم لن يطلقوا النار عليه، قد يتغلب على رجال شرطة مسلحين بالهراوات والدروع فقط.

        والنتيجة هي الطلب الفلسطيني العاجل لشراء وسائل عدم قتل من اسرائيل. 

 

 

        العفن والصرخة

        إن المصلحة الواضحة – لاسرائيل والسلطة ايضا – هي منع اوضاع غير متحكم فيها من اطلاق نار وعنف.

        يقول تقدير الوضع في البلاد انه سيكون من الممكن احتواء ايلول. والسؤال ماذا سيحدث بعد ذلك. فالخوف من ان يحشد المسار زخما، وأن يداهمنا فقدان السيطرة وأحداث عنيفة بعد ذلك – إما بعد خيبة أمل في الشارع الفلسطيني وإما نتيجة اخطاء للجيش الاسرائيلي في الميدان، وسواء جاء ذلك بسبب عمليات ارهاب فلسطينية قاتلة أم بسبب عمليات عنيفة للجماعات اليهودية المتطرفة في المناطق.

        ان اخلاء ميغرون على سبيل المثال، الذي كان حادثة تكتيكية، كان يمكن ان يتعقد ويصبح حادثة استراتيجية. عشية تأجج المشاعر في الشارع الفلسطيني حث الاخلاء الجماعات اليهودية العنيفة على عمليات "شارة ثمن"، أضرت بممتلكات فلسطينية واماكن مقدسة للمسلمين. والخوف من أن تراكم هذه العمليات وازديادها شدة قد يُعجل بفقدان سيطرة السلطة على الشارع.

        يوجد في هذا الشأن الكثير من المجاهيل ولا تتصل كلها بالضرورة بالأحداث الدراماتية الكبيرة التي سيشارك فيها عشرات الآلاف. مثلا حادثة تتم في واحدة من القرى بجوار جدار الأسلاك. كأن يبلغ عشرات من الفلسطينيين الجدار ويبدأون في تحطيمه. وتلاحظ القوات الاجراء متأخرة ويفقد جنودنا السيطرة ويصاب فلسطينيون بنار حية، ومن هنا وما يتلوه يصبح كل شيء مفتوحا. إن عشرات السيناريوهات من هذا النوع قد تظهر في كل زاوية، ويكون مستقبل المنطقة احيانا كأنه متعلق بذلك القرار الذي يجب أن يُتخذ في سخونة الأحداث وعدم اليقين في الميدان، وهو قرار سريع على مقدار القوة التي ينبغي استعمالها.

        تدرب الجيش على الكتل الكبيرة. وعنده تقنيات لشق المتظاهرين وتقنيات لعلاج مراكز القوة داخل الجموع، وله وسائل لتفريق المظاهرات ذات نوعية وكمية لم تكونا موجودتين عنده قط. وأحد الأسرار هو "العفن"، أي ذلك السائل الكريه الرائحة الذي لا تستطيع الأنوف البشرية تحمله. سيُرش في الميدان بواسطة نحو من عشرين مركبة، وتم في المدة الاخيرة ايضا محاولة طرح أكياس قذر من الجو تُوجت بنجاح. وحتى لو وقع الكيس على رأس متظاهر فانه لا يصاب جسمانيا لكن الرائحة الكريهة ستظل مؤثرة فيه بيقين.

        اشترى الجيش 50 طنا من المياه القذرة، وتوجد في الوحدات التي تُخزن فيها، بالمناسبة، شكاوى من الجنود من الرائحة. فاذا أُغرقت الضفة بعشرات الأطنان من الماء القذر فستكون المنطقة الأقذر رائحة في العالم زمنا طويلا.

        وتوجد "الصرخة" – وهي اجهزة تعمل بذبذبات لا تستطيع الأذن البشرية احتمالها. ويوجد سلاح موجه يطلق رصاصا مطاطيا، ورصاصا رمليا، وقنابل تخويف ودخان وغاز مسيل للدموع واشياء اخرى. ولا توجد وحدة لن تكون مسلحة جيدا بهذه الوسائل – بشرط ألا يُقتل ناس.

        لكن كيف سيجابه الجيش مسيرة من 30 – 40 ألفا يسيرون في هدوء، ولا يرمون حجارة ولا يصارعون رجال الشرطة، ولا يستعملون نارا حية، ويقتربون من المفترقات المركزية ومن الجدار والمعابر؟ ماذا يُفعل بهم؟ انهم لا يفعلون شيئا بل يسيرون في مسيرات فقط. كم طنا من الماء القذر يُحتاج أن يُرمى لوقف صف من 100 ألف انسان؟.

        حكمة الجموع

        إن كتاب "بذور الصيف" منظم جدا، وبدأت موجة التسونامي في الحقيقة تتطور بحسب الكتاب، لكنه لا يستطيع ايضا أن يتوقع كيف ستسلك الجموع في ذلك الوقت. تستطيع الاستخبارات ان تقرأ نوايا السلطة، وتستطيع أن تعلم ما هي قدرات اجهزة الامن. وهي لا تدعي أنها تعرف ماذا سيكون المزاج العام والى أين سيجذب الجمهور نفسه حينما يضيق ذرعا بالمظاهرات المنظمة.

        ليس عرضا انه وضع على مائدة اللواء مزراحي كتاب جيمس سوروبتسكي "حكمة الجموع"، الذي يحاول ان يواجه نفسية الجموع: كيف تتخذ القرارات داخل كتلة من الناس لا توجد بينهم صلة مباشرة.

        تستعمل الادارة المدنية منذ أكثر من سنة فرعا يحاول ان يدرس مزاج الفلسطينيين العام بواسطة نظام مصغين ومترجمين ومحللي مواد يستمعون الى المذياع ويشاهدون التلفاز ويتابعون المنشورات في الصحف والانترنت. والشارع حتى الآن في غفوة لكن هذا قد يكون خطأ بصريا.

        انهم في الجيش الاسرائيلي قلقون من الفتور حيال نجاح علاج أحداث النكسة والنكبة في الضفة. وتوجد خشية من فرض ان ما كان هو ما سيكون. لهذا ينتقل قائد المنطقة من ركن الى ركن ويُبين ان الامر ليس كذلك. فالشارع الفلسطيني مجهول ولا نعلم هل يطيع السلطة ويخرج الى الشوارع على نحو متحكم به أم يجعل المظاهرات نضالا شعبيا للاحتلال، أم أن الاجراء التصريحي لاعلان الاستقلال سيولد احتجاجا عنيفا ايضا على السلطة واجهزة الامن ويفضي الى اختلاط الامور.

        سنبدأ في الاسبوع القادم نرى الى أين ستتدحرج كرة الاعلان باستقلال الدولة الـ 194.